تقدمت عائلة المواطن جواد أحمد الحاوي (48 عاماً) المتوفى فجر أمس (الاثنين) ببلاغ إلى مركز شرطة سترة تتهم فيه رجال الأمن بالتسبب في وفاة المواطن، وذلك بسبب استنشاقه الغاز المسيل للدموع. وكان شقيق المتوفى ذكر أن المتوفى كان يتسوق في أحد المحلات التجارية (برادة) قريبة من منزله وتزامن ذلك مع خروج مسيرة في المنطقة تم تفريقها من قبل قوات الأمن باستخدام مسيلات الدموع التي استنشقها أثناء عودته للمنزل.

فيما أفادت النيابة العامة بأن التقرير المبدئي للطبيب الشرعي أشار من خلال مظاهر الصفة التشريحية إلى وجود حالة مرَضية حادّة في القلب أحدثت الوفاة.

عائلة الحاوي: جواد توفي لاستنشاقه «المسيل للدموع»... و«النيابة»: السبب حالة مرضية حادة بالقلب

الوسط - عادل الشيخ

تقدمت عائلة المواطن جواد أحمد الحاوي (48 عاماً)، المتوفى فجر أمس (الاثنين)، ببلاغ إلى مركز شرطة سترة، تتهم فيه رجال الأمن بالتسبب في وفاة المواطن، وذلك بسبب استنشاقه الغاز المسيل للدموع.

فيما أفادت النيابة العامة بأن التقرير المبدئي للطبيب الشرعي أشار، من خلال مظاهر الصفة التشريحية، إلى وجود حالة مرضية حادة في القلب أحدثت الوفاة.

إلى ذلك، روى حسين أحمد سلمان وهو شقيق المتوفى تفاصيل حادثة الوفاة إلى «الوسط»، قائلاً: «المتوفى هو جواد أحمد سلمان حسن الحاوي (48 عاماً)، متزوج ولديه ابنتان وولدان، يعمل في أنشطة الأعمال الحرة، وهو من قرية واديان بجزيرة سترة».

وأوضح «كان شقيقي متواجداً خارج المنزل للقيام بالشراء من أحد المحلات (البرادة) القريبة جداً من منزله، وقد جلس هناك فترة، فيما تزامن بقاؤه في المحل خروج مسيرة انطلقت من منطقة الخارجية وانتهت بمنطقة واديان وهي منطقة سكن المتوفى».

وأضاف «تدخلت قوات مكافحة الشغب لفض المسيرة، وأطلقت الغازات المسيلة للدموع، وكان ذلك أثناء تواجد أخي في البرادة، وقد خرج من المحل، إلا أنه عاد إليه مرةً أخرى، وقد بدا عليه التعب، وحينها أخبر صاحب البرادة أو المحاسب أنه يشعر بألم بالصدر واختناق، وشرب علبة لبن وجلس برهةً، وتزامن ذلك مع دخول جماعة فقام المتوفى بفتح الباب لها وأغلقه بسرعة، ومن ثم خرج من المحل مفصحاً عن أنه سيتوجه للمنزل».

وتابع شقيق المتوفى «دخل أخي المنزل والتقى زوجته وهي فاقدة للنظر، فقال لها «خنقونا بمسيل الدموع»، وكان يكح، فتوجه على الفور إلى المغسلة، ومن ثم خرج للصالة مباشرةً ولكنه أُغشي عليه وتمدد، فخرج أبناؤه فزعين يطلبون الاستغاثة، فيما هرع أحد أبنائه إلى صاحب المحل طالباً المساعدة»؛ مشيراً إلى أن «كل ذلك تم خلال 5 دقائق من خروج المتوفى من البرادة لحين طلب المساعدة».

واستطرد حسين الحاوي في سرد التفاصيل «كانت هناك مجموعة من الشباب المتواجدين، فأخذوا أخي إلى مركز سترة الصحي، ونقلوا لنا ما شاهدوا من وجود إفرازات فموية وتصلب جسمه وتشنجه. وفي المركز الصحي حاول الأطباء جاهدين إسعافه لكن دون جدوى، فكانت نبضات القلب غير مستقرة وضعيفة، في حين أنه كان يئِن، ما استدعى نقله لمجمع السلمانية الطبي وكان ذلك في حدود 40 دقيقة». مضيفاً «كنت متواجداً معه في سيارة الإسعاف، وسألت حينها المسعف فأجابني أن النبض ضعيف ويعمل ببطء، وبوصولنا السلمانية أنزلناه إلى غرفة الإنعاش، وطلب منا الانتظار في الخارج، وحاولوا إنعاشه لكن دون جدوى، فقد كان هناك نبض وتنفس بسيط، وبعدها نقل إلينا خبر الوفاة».

وقال: «بعد السؤال والوقوف على جميع الملابسات والتحري عن الشواهد والملاحظات، استقرأنا أن سبب وفاة شقيقي هو استنشاقه لكميات من الغاز المسيل للدموع، وخصوصاً أن المتوفى لم يكن يعاني من أية أمرض مزمنة وكان سجله الطبي خالياً من أي مرض».

وتابع «بعدها طلب منا تشريح الجثة، وبعد التشاور مع الأهل سمحنا لهم بذلك، إذ أخبرنا الطبيب الشرعي أن نتائج التحاليل والعينات قد تكون جاهزة بعد أسبوعين، وتم تشريح الجثة عند قرابة الساعة الثالثة من فجر أمس (الاثنين)، بينما توجهت صباحاً إلى مركز شرطة سترة وتقدمت ببلاغ أوضحت فيه جميع التفاصيل، ومن المقرر أن أقدم أقوالي صباح اليوم (الثلثاء) لدى وحدة التحقيق الخاصة في النيابة العامة».

وعن مراسم الدفن قال شقيق المتوفى: «إذا تم الانتهاء من الإجراءات، فسنبدأ في مراسم الدفن والتشييع عصر اليوم بإذن الله».

من جهته، صرح عضو وحدة التحقيق الخاصة عدنان فخرو بأن الوحدة باشرت تحقيقاً في واقعة وفاة مواطن من منطقة سترة يبلغ من العمر 48 سنة لكشف ظروف وملابسات وفاته، للتثبت عمّا إذا كانت هناك ثمة شبهة جنائية في وفاته من عدمه.

وتشير تفاصيل الواقعة في تلقي مركز شرطة سترة بلاغاً فجر يوم (17 مارس/ آذار2014) من شقيق المتوفى أفاد فيه بسقوط شقيقه في مسكنه مغشياً عليه، حيث تم نقله إلى مركز سترة الصحي، حيث باشر الطاقم الطبي التابع للمركز محاولة إنعاشه لما كان يعانيه من ضعف حاد في نبضات القلب، ومن ثم تم نقله بالإسعاف إلى مجمع السلمانية الطبي حيث فارق الحياة.

هذا وقد ندبت الوحدة الطبيب الشرعي الخاص بوحدة التحقيق الخاصة لتوقيع الصفة التشريحية على المتوفى وأخذ العينات اللازمة لفحصها لبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها، كما أمرت بالتحفظ على الملف الطبي الخاص بالمتوفى وعرضه على الطبيب الشرعي وكذا التحفظ على ملابسه وعرضها على مختبر البحث الجنائي لفحصها لبيان ما إذا كانت تحتوي على ثمة آثار أو أشياء تفيد التحقيق.

كما استدعت الوحدة المبلغ لسؤاله حول ظروف وملابسات الوفاة وطلبت تحريات الشرطة القضائية بشأن الواقعة وصولاً لظروفها وملابساتها.

وقد أشار التقرير المبدئي للطبيب الشرعي، من خلال مظاهر الصفة التشريحية، إلى وجود حالة مرضية حادة في القلب أحدثت الوفاة.

هذا وقد صرحت الوحدة بالدفن بعد أن أنهى الطبيب الشرعي مأموريته.