أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الإثنين (17 مارس/ آذار 2014) الرئيس الفلسطيني محمود عباس أثناء لقائهما في البيت الأبيض أنه يتعين عليه وعلى القادة الإسرائيليين اتخاذ قرارات سياسية صعبة والإقدام على «مجازفات» من أجل السلام.
وبعد أسبوعين على دعوته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ قرارات «صعبة»، قال الرئيس الأميركي إنه «آن الأوان لكي يقتنص قادة الطرفين (...) الفرصة» الحالية للتوصل إلى السلام.
وقال أوباما أمام الصحافيين في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض «إنه أمر صعب جداً وينطوي على تحديات كبرى، يجب اتخاذ قرارات صعبة والقيام بمجازفات إذا أردنا إحراز تقدم».
وأشاد بعباس باعتباره مسئولاً «نبذ على الدوام العنف وسعى باستمرار إلى حل دبلوماسي وسلمي يتيح الوصول إلى دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن».
وأضاف الرئيس الأميركي أن «مثل هذا الهدف من الصعب بلوغه بالتأكيد، ولهذا السبب استغرق الأمر عقوداً قبل أن نصل إلى ما نحن عليه» اليوم.
من جهته، قال عباس إن إفراج إسرائيل عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين المقرر في 29 مارس الجاري سيظهر مدى جدية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تمديد محادثات السلام.
وقال «هذا سيعطي انطباعاً قوياً حول مدى جدية الإسرائيليين بخصوص عملية السلام».
ولم يتطرق عباس بشكل مباشر إلى مطلب إسرائيل، اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كـ «دولة يهودية».
ويسعى الرئيس الأميركي للحصول على موافقة عباس على الاتفاق الإطار الذي يحدد الخطوط العريضة لاتفاق سلام من أجل تمديد مهلة المفاوضات التي تنتهي في نهاية أبريل/ نيسان. ويأتي لقاء أوباما مع عباس بعد أسبوعين على استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإبلاغه بدنو انتهاء مهلة مفاوضات السلام.
وكان عباس صرح الأسبوع الماضي أن القيادة الفلسطينية لم تتسلم حتى الآن الاتفاق-الإطار لاتفاق السلام. وقال عباس «حتى الآن، لم نتسلم الاتفاق الإطار الذي وعدنا به، وعندما يصلنا سنقول رأينا فيه، فنحن نريد اتفاقاً منسجماً مع الشرعية الدولية».
وفي ما يتعلق بتمديد المفاوضات، أكد الرئيس الفلسطيني «نحن اتفقنا على تسعة أشهر للمفاوضات ولدينا أمل كبير بأن نكون قد وصلنا إلى شيء ملموس محسوس في هذه الفترة» مضيفاً «لم نناقش مسألة التمديد ولم تطرح علينا».
وتظاهر آلاف الفلسطينيين أمس (الإثنين) في مدن الضفة الغربية لدعم الرئيس الفلسطيني.
وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وأعلام حركة فتح التي يتزعمها عباس ورددوا شعارات دعم للرئيس الفلسطيني.
وقال مسئول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن اللقاء بين كيري وعباس كان «صريحاً وبناءً».
ومن ضمن المسائل الشائكة التي لا تزال عالقة حدود دولة فلسطينية مقبلة ومصير القدس واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات الإسرائيلية والأمن والاعتراف المتبادل بالدولتين.
وقبل لقاء أوباما وعباس أمس، وجه العديد من كبار المسئولين الإسرائيليين انتقادات شديدة للفلسطينيين وكيري بشأن مسألة الاعتراف بإسرائيل دولة «يهودية» لقاء الاعتراف بدولة فلسطينية.
وقال وزير البيئة الإسرائيلي جلعاد أردان إن كيري «مخطئ لأنه يمارس ضغوطاً على الجانب الخطأ». وأضاف أردان «يجب أن يطلب كيري من ابو مازن (عباس) لماذا يرفض بإصرار الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية؟».
أما وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون فقد صرح خلال نهاية الأسبوع الماضي أن عباس «ليس شريكاً لاتفاق سلام نهائي».
العدد 4210 - الإثنين 17 مارس 2014م الموافق 16 جمادى الأولى 1435هـ