أعرب نائب الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة محمد مبارك بن دينة عن أمل مملكة البحرين في التوصل إلى قرار مشترك يساهم في تنفيذ القرارات المتخذة في قمة الأرض بمؤتمر «ريو +20» بدعم ومساندة البرنامج وإقرار جمعية البيئة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وأمل المملكة بأن تنال الجمعية العمومية للأمم المتحدة للبيئة دوراً أكبر وأكثر فاعلية في الشأن البيئي على المستوى الدولي.
جاء ذلك لدى افتتاحه أمس (الأحد) الاجتماع التحضيري العربي للجمعية العمومية للأمم المتحدة للبيئة، بفندق الدبلومات ويستمر ليومين، بحضور وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية بجمهورية السودان الشقيقة حسن عبدالقادر هلال، ومدير دائرة البيئة والإسكان والتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية جمال جاب الله، والمدير والممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إياد أبو مُغلي، إلى جانب ممثلين من معظم الدول العربية.
وأبلغ بن دينة في كلمته جميع الحضور تحيات الممثل الشخصي لجلالة الملك، رئيس المجلس الأعلى للبيئة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، شاكراً إياهم على الجهود المتضافرة لتنظيم هذا الاجتماع المهم.
وأعرب عن تمنياته بأن يتمكن ممثلو جميع الدول والمنظمات المجتمعة من صياغة موقف عربي موحد يمكنها من طرح الاحتياجات البيئية العربية والأولويات الخاصة بها على المستوى الدولي، وذلك بهدف مراعاة الأهداف التنموية للدول العربية وخصوصيتها البيئية، والتحديات التي تواجهها في ظل المتغيرات العالمية، وهي التحديات ذاتها التي تؤثر في المقام الأول على التنمية، وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للشعوب العربية، إلى جانب تحقيق الرفاهية والاكتفاء، والأمن الاجتماعي والبيئي.
من جهته، شدد وزير البيئة السوداني حسن عبدالقادر هلال في كلمته على ضرورة اعتماد السياسات البيئية الحديثة على أنماط الإنتاج والاستهلاك، مؤكداً مدى أهمية عاملي استدامة الموارد والتنمية النظيفة لتقدم الأمم، والتي من شأنها أن تخدم الأنشطة المؤدية للتطور الاجتماعي.
ودعا الوزير هلال، رئيس الدورة الحالية للمجلس الحاكم لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا، جميع الأطراف إلى العمل على رفع كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وزراعة المحاصيل الغذائية بصورة أكبر، باستخدام الأنظمة الزراعية وأنظمة الري الأقل هدراً، داعياً إلى ضرورة فك الارتباط بين التنمية الاقتصادية وتدهور البيئة.
ومن جهته، دعا مدير دائرة البيئة والإسكان والتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية جمال جاب الله إلى توصل الوفود المجتمعة إلى موقف عربي موحد يقدم باسم الدول العربية في اجتماع نيروبي القريب للبرنامج الأممي، ويتصدى لما بعد أهداف الألفية التنموية لما بعد عام 2015، مشدداً على أهمية الاجتماع الذي تستضيفه مملكة البحرين نظراً لكثرة المواضيع المطروحة فيه وحساسيتها، داعياً إلى استغلال هذا الاجتماع لبلورة موقف عربي موحد يتم تقديمه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة، ومن منطلقات أساسية ومنطقية تتماشى ومصالح الدول العربية والغربية المشتركة، ويبرز إلماماً كاملاً بالتحديات الواردة.
ومن جهته، قال إياد أبو مُغلي: «إن مشاركة الدول العربية بواسطة وفود رفيعة المستوى من شأنه تحريك الملفات»، داعياً إلى ضرورة التركيز على إدارة الملفات التنموية، إلى جانب تحقيق الجاهزية المُلحّة للاستجابة للكوارث والنزاعات.
وأبرز أبو مُغلي ضرورة تحديث مذكرة التفاهم التي وقعها مجلس وزراء البيئة العرب مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة منذ ثلاثة عقود، وذلك من أجل العمل لمصلحة الحالة البيئية المحلية لكل دولة بحسب ظروفها البيئية، داعياً كل الدول إلى تبني شعار «لا تنمية بلا استدامة».
هذا ومن المقرر أن تطلع الوفود المشاركة على هيكلة الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة، وقوانينها وأنظمتها، إلى جانب آليات الانتخاب والاعتماد، وطبيعة اللجنة المفتوحة للأعضاء الدائمين، والمواضيع التي ستتضمنها أجندة الجمعية العامة.
كما ستتم تهيئة الوفود العربية لفهم العمليات والإجراءات لتتمكن من تحقيق أكبر نسبة من المشاركة المؤثرة في الاجتماع المقبل. ومن المقرر أن تتم بلورة مواقف أولية للدول العربية المشاركة في أعقاب جلسات لمناقشة المقاربات المثلى لطرح القضايا ونيل الدعم إزاءها.
إلى جانب ذلك، سيطلع ممثلو الدول العربية على الممارسات المثلى لإدماج شركاء المنفعة في عمليات اتخاذ القرار الخاصة ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بالإضافة إلى مناقشة الأولويات الإقليمية لتطوير البرامج البيئية المستقبلية، وتحديد المواقف المجتمعة للدول العربية المقدمة إلى اللجنة المفتوحة للأعضاء الدائمين في البرنامج البيئي الأممي.
العدد 4209 - الأحد 16 مارس 2014م الموافق 15 جمادى الأولى 1435هـ