الموازنة بين المخاطر: وهذا يعني التأكد من أن الادّخار والاستثمار يحققان التوازن المطلوب بين المخاطر على المدى القصير والعوائد على المدى البعيد وأنه يتم تحقيق التوازن بينهما بناءً على ذلك.
كيف يمكن تحسين الثقافة المالية للعائلات في المستقبل؟
إن التوصيات التي نقدّمها تكفل توفير الدعم على المدى القصير، إلا أن الحلول المطلوبة على المدى البعيد تتمثل في أن يتم النظر إلى الثقافة المالية على أنها إحدى المهارات الأساسية التي يجب اكتسابها في الحياة، والتي يجب بالتالي تعليمها في المدارس كجزء من المنهج الدراسي كمادة رئيسية تماماً مثل اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية أو الرياضيات أو العلوم.
إن تعليم هذه المهارات التي من الضروري اكتسابها وإتقانها في الحياة العملية سيضمن حصول الأبناء، الذين سيصبحون آباء في المستقبل، على فرص متساوية للتعرف على أهمية المال والدور الذي يقوم به الادّخار، وذلك بغضّ النظر عن الخلفيات المالية لعائلاتهم.
وفي الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال، قامت بعض مدارس الصغار باستحداث «حصص مالية» تمهيدية ملائمة لسن الطفل على امتداد فترة تبلغ 8 أسابيع، ويتمثل الهدف منها في ترسيخ أهمية المبادئ الأساسية «لإدارة المال» والتشديد على مبدأ مهم وهو أن الإنسان الغني ليس فقط ذلك الذي لديه المال – بل هو أيضاً ذلك الفرد الذي لديه تصميم على القيام بالادّخار. وتعدّ هذه مبادرة تعليمية مذهلة تقوم على تعليم الركائز الثلاث للجانب المالي وهي: الإنفاق والادّخار والاستثمار.
الخاتمة
يجب أن يدرك المعنيون في قطاعات التعليم والثقافة والتنظيم المالي مدى افتقار نسبة كبيرة من العائلات على مستوى العالم وعلى مستوى منطقتنا إلى مبادئ ومهارات الثقافة المالية؛ الأمر الذي يؤدّي إلى حدوث تبعات مالية خطيرة لا تقتصر على العائلة فحسب، وإنما تتخطاها إلى المجتمع والاقتصاد الوطني.
ويجب أن يمثل تعليم الأجيال الناشئة للمهارات المالية الشخصية ومهارات إدارة المال بشكل مبكّر في حياتهم أحد الأولويات الرئيسية للتعليم الحكومي ولمبادرات التثقيف والتوعية المعرفية للجمهور.
ومن شأن هذه السياسات أن تساعد على تثقيف المواطنين وتزويدهم بالمهارات المالية الشخصية الضرورية من أجل إدارة احتياجاتهم واحتياجات عائلاتهم في الحاضر والمستقبل.
«تقاعد للادّخار والتقاعد»
العدد 4209 - الأحد 16 مارس 2014م الموافق 15 جمادى الأولى 1435هـ