أكد وزير الصحة صادق عبدالكريم الشهابي التزام مملكة البحرين ودعهما التام في الخطوات التي يتخذها مجلس وزراء الصحة العرب، وحرصها على دعم الجهود العربية الرامية للنهوض بالأوضاع الصحية في المنطقة والعمل على تشجيع الأبحاث الطبية والارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين.
جاء ذلك في ختام أعمال الدورة العادية الـ 41 لمجلس وزراء الصحة العرب والمنعقدة بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، (13 مارس/ آذار 2014)، والتي تزامنت مع المؤتمر السنوي الرابع عشر لاتحاد المستشفيات العربية.
وتضمن جدول أعمال الدورة 17 بند، تم مناقشتها والتباحث فيها بحضور الدول الأعضاء، وتقدمت مملكة البحرين بمداخلات خلال هذه الاجتماعات تتعلق بالبنود وما تم إنجازه حولها، إذ تم عرض تجربة البحرين في هذه المجالات تحدث فيها وزير الصحة البحريني مؤكدا استعداد المملكة للتعاون مع الأمانة العامة والدول العربية للتصدي لمختلف الأمراض، لافتا إلى قرارات وتوصيات المجلس التي تساهم في تعزيز العمل العربي المشترك.
وقد كلف مجلس وزراء الصحة العرب، أمانته الفنية بالاستمرار في توفير الاحتياجات الصحية اللازمة للنازحين السوريين، وتقديم مساعدة مالية قدرها 200 ألف دولار لدعم الأوضاع الصحية للنازحين السوريين في مصر، وكذلك ناقش المجلس بندا حول الأوضاع الصحية والإنسانية في دولة فلسطين، وقرر تقديم مبلغ 100 ألف دولار لتوفير الاحتياجات الطبية اللازمة لدعم القطاع الصحي الفلسطيني.
واعتمد المجلس اللائحة النهائية للاستراتيجية العربية لمكافحة الإيدز 2014- 2020 كإطار استراتيجي عربي للاستجابة الدولية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري "الإيدز" مع تأكيد أهمية الالتزام بالأهداف الاستراتيجية العشرة الواردة في الاستراتيجية.
كذلك وافق على عقد ثلاث ورش عمل حول دور الإعلام في التصدي لمرض الإيدز وأثره على المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا، ودور رجال الدين في التوعية والإرشاد في التصدي لهذا المرض، واعتمد المجلس مبلغ 50 ألف دولار لتنظيم هذه الورش، وتابع المجلس التحضيرات الخاصة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقررة في تونس 2015، إذ وافق على عدد من المقترحات المقدمة من السعودية ومصر، والكويت، والهيئة العربية للطاقة الذرية بشأن الموضوعات الصحية المقترح عرضها على هذه القمة وهي إنشاء المركز العربي النموذجي للابحاث الطبية والمعملية "مصر"، وإنشاء المركز العربي لحقوق المرضى "الكويت"، ومشروع الزواج الصحي "السعودية"، واستخدام التقنيات النووية في الطب النووي والعلاج الإشعاعي "الطاقة الذرية"، إلى ذلك تم تأكيد أهمية المشاركة العربية في الاجتماع الأول لوزراء الصحة بالدول العربية ونظرائهم من أمريكا الجنوبية المقرر عرضه في ليما من (2- 4 أبريل/ نيسان 2014)، ونوه المجلس بالدراسة التقييمية الخاصة بتحسين صحة الأمهات في البلدان العربية، وتشكيل لجنة فنية لوضع خطة استراتيجية عربية متعددة حول صحة الأم والطفل واليافعات بهدف تحسين صحتهن.
كما أشاد المجلس بالجهود العربية لمكافحة مرض شلل الأطفال، وحث الدول الأعضاء على تقديم كل أشكال الدعم الفني والمالي للدول المعرضة لخطر تفشي هذا المرض، كما اعتمد المجلس المدونة العربية لليقظة الدوائية، والتكافؤ الحيوي. وأكد المجلس أهمية الالتزام بما جاء في وثيقة الكويت للتصدي للأمراض غير السارية "معا لمكافحة الأمراض غير السارية" الصادرة في الكويت يناير 2014.
واتفق الوزراء على تكليف جمهورية العراق بإلقاء الكلمة الموحدة أمام اجتماع الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في جنيف مايو المقبل، ورحب المجلس باستضافة الكويت لاجتماع اللجنة العربية للتشريعات الصحية لإعداد مشروع قانون استرشادي عربي لحماية حقوق المرضى، وقرر تشكيل لجنة مصغرة من الدول الأعضاء لمناقشة مشروع التخلص من المخلفات الطبية بطريقة آمنة، وفقًا للمعايير البيئية لمنظمة الصحة العالمية والاتفاقيات الدولية، وتم تكليف الأمانة العامة للمجلس لإعداد الدراسات الفنية الخاصة بها وسوف ترفع المشروعات المقترحة للاجتماع المقبل للمجلس الاقتصادي والاجتماعي تمهيداً لرفعها إلى القادة العرب، كما أكد المشاركون أهمية التوسع في استخدام التقنية النووية في الطب النووي والعلاج الإشعاعي كما قرر المجلس عقد دورته المقبلة في مارس من العام المقبل بمقر الأمانة العامة بالقاهرة.
يذكر أن أعمال الدورة الـ 41 قد تم افتتاح جلستها بكلمة ترحيبية ألقاها وزير الصحة بجمهورية مصر العربية عادل عدوى، رئيس الدورة العادية(39)، ثم تلتها كلمة وزير الصحة بدولة ليبيا نور الدين دغمان، رئيس الدورة العادية(41)، ثم كلمة رئيس المكتب التنفـيذي لمجلس وزراء الصحة العرب وزير الصحة بدولة الكويت علي سعد العبيدي، وكلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
وعلى هامش مشاركة وفد مملكة البحرين، التقى وزير الصحة البحريني مع أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب برئيس مجلس الوزراء المصري إبراهيم محلب يوم الخميس الموافق 13 مارس 2014م، بعد انتهاء اعمال الدورة الحادية والأربعين بالقاهرة، وذلك بحضور عادل العدوي وزير الصحة المصري، إذ نقلوا خلال الاجتماع تهنئة حكوماتهم وشعوبهم الى رئيس مجلس الوزراء بمناسبة تشكيله الحكومة الجديدة، كما قاموا باطلاع رئيس الوزراء على نتائج اجتماعهم والتي كان أهمها الاتفاق على معايير جديدة لتفعيل وتطوير التعاون العربي في المجال الطبي والصحي، وسبل توفير الاحتياجات الصحية اللازمة للنازحين السوريين في مختلف الدول العربية.
إضافة إلى ذلك، التقى الشهابي بمدير معهد الأورام القومي بالقاهرة خالد أبو العينين وابراهيم فخر نائب المدير، بهدف بحث أوجه التعاون بين البلدين الشقيقين في المجال الطبي، إلى جانب التباحث في إمكانية الاستفادة من خبرات هذا المعهد والاطلاع على الخدمات المقدمة لمرضى الأورام الوراثية خصوصا مرض السكلر، الأمر الذي يحقق الاستفادة لمرضى الأورام في البحرين.
وخلال اللقاء بين مدير المعهد القومي بأن هذا الصرح الطبي مستشفى جامعي تم إنشاؤه عام 1959م ويقوم بتشخيص وعلاج ومتابعة مرضى الأورام، ويخدم المعهد حوالى 2000 مريض سنوياً، ويتكون من 7 أدوار المستشفى تضم 230 سرير.
وتم مناقشة بعض المواضيع التي تختص بعلاج الأورام وإمكانية الاستفادة من الكوادر العاملة بالمعهد القومي بغرض نقل خبراتهم في علاج المرضى وتدريب العاملين بوزارة الصحة من أطباء وممرضن على كيفية العلاج والرعاية بمرض الأورام. وتم الاتفاق على ترتيب زيارات مستقبلية للاطلاع على الخدمات الصحية المقدمة وبحث سبل تطويرها، وصياغة مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة البحرينية والمعهد القومي بالقاهرة لعلاج الأورام.
ومن جانب آخر، التقى الشهابي بوزير الصحة الأردني علي حياصات والوفد المرافق، وتم استعراض مجالات التعاون الصحي بين البلدين الشقيقين، وبعض المواضيع الصحية المتعلقة بوزارات الصحة العربية ومستجدات تطور الأمور الصحية على نطاق العالم العربي والتحديات التي تواجه وزارات الصحة حول دول العالم.
واتفق الطرفان على ترتيب لقاء خلال الفترة المقبلة للاطلاع على مستجدات سير العمل بين البلدين في المجال الصحي على ضوء مذكرة التعاون الصحي السابقة.
الجدير بالذكر أن وفد مملكة البحرين يضم كل من الوكيل المساعد لشئون المستشفيات بوزارة الصحة امين عبدالكريم الساعاتي، ورئيس قسم مكافحة الأمراض بإدارة الصحة العامة بوزارة الصحة عادل الصياد، ورئيسة قسم المختبر بمجمع السلمانية الطبي بوزارة الصحة هدى جمشير، والقائم بأعمال رئيسة شئون الإعلام بإدارة العلاقات العامة والدولية بوزارة الصحة مريم المناصير.
