نظم معهد البحرين للتنمية السياسية، بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة، مساء الأربعاء الماضي، ندوة بشأن «معوقات المشاركة الانتخابية للمرأة»، بقاعة المؤتمرات في فندق كراون بلازا.
وأكد المدير التنفيذي للمعهد ياسر العلوي أن المعهد وفي إطار قيامه بواجباته الرئيسية من نشر وتنمية الوعي السياسي بين المواطنين ودعم التجربة البرلمانية وإعداد مؤهلين للانخراط في العمل السياسي، يأتي دعم المعهد للمرأة البحرينية في الحياة السياسية، مؤكداً أن هذا الدعم ينطلق من ثقة المعهد في قدرة المرأة البحرينية على القيام بدور متميز في المشاركة السياسية.
وهدفت الندوة التي أقيمت بمناسبة يوم المرأة العالمي، إلى بيان دور المرأة في المشاركة الانتخابية وكيفية مواجهة التحديات، حيث تناولت محاورها المعوقات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية أمام المشاركة السياسية للمرأة الخليجية والعربية، وآليات التغلب على هذه المعوقات التي حدّت من الدور الفعّال الذي يمكن أن تقوم به المرأة.
وشارك في الندوة كل من دكتور القانون الخاص والمدني عضو مجلس النواب الأردني ريم أبودلبوح، وعضو مجلس الشورى البحريني لولوة العوضي، حيث بدأت الندوة بمداخلة لأبودلبوح، إذ تطرقت إلى إقرار المساواة بين الرجل والمرأة في مختلف الدساتير، وفي ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، موضحة أنه على رغم هذا الإقرار إلا أنه لايزال هناك تمثيل محدود في البرلمان على مستوى العالم في الدول المتقدمة أو النامية.
وأرجعت أبودلبوح ظاهرة محدودية المشاركة السياسية للمرأة إلى عوامل متداخلة على الصعيد المجتمعي سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، مشيرة إلى اشتراك غالبية الدول النامية والمجتمعات العربية في هذه العوامل والتي تتضمن الأسباب القانونية، حيث يضمن القانون للمرأة حق الترشيح والانتخاب ومع ذلك تظل هذه النصوص معطلة بصفة كلية أو جزئية.
وأكدت أن العقبات الاجتماعية تتجسد في الموروث الاجتماعي والنظرة النمطية للمرأة التي ساهم فيها الإعلام مساهمة كبيرة، حيث عزز الصورة النمطية لدور المرأة في المجتمع، مشيرة إلى أن الإعلام عملية اجتماعية تربوية تقوم بتوجيه رسائل سياسية واجتماعية مكثفة للمساهمة في تغيير مفاهيم المجتمع، والتأكيد على الأدوار الحقيقية لشرائح المجتمع بما في ذلك دور المرأة في المشاركة السياسية، موضحة أن جميع هذه العوامل ساهمت في الحد من مشاركة المرأة السياسية.
من جانب آخر، أكدت عضو مجلس الشورى البحريني لولوة العوضي أن معظم الدراسات المتعلقة بالمشاركة السياسية للمرأة البحرينية منذ إطلاق المشروع الإصلاحي وحتى اليوم تطرقت إلى دراسة المعوقات التي تؤثر في مشاركة المرأة السياسية في مملكة البحرين، والتي هي مرتبطة بالثقافة المجتمعية، والآليات الوطنية، والنصوص القانونية والتدابير.
كما أشارت العوضي إلى تقييم تجربة المرأة في الانتخابات النيابية والبلدية في البحرين منذ العام 2002 وحتى الانتخابات التكميلية لهذه الدورة، والمعوقات التي صادفتها في تلك الفترة من خلال الدراسات التي تمت على المستوى الوطني أو الإقليمي، وبصفة خاصة الدراسة التي أعدها المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتي شخّصت الحالة واستشرفت المستقبل حتى العام 2010، مؤكدة أن مشاركة المرأة السياسية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتحديات التي تواجه تطبيق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص المنصوص عليهما في الدستور البحريني.
ولفتت إلى أن هذا المبدأ يواجه 3 تحديات في التطبيق؛ التحدي الأول يعد أحادية التفكير في التنمية الاقتصادية، أما التحدي الثاني فهو كيفية الدمج بين التنمية السياسية مع التنمية الاجتماعية، باشتراط وجوب إجراءات حمائية في التنمية الاقتصادية، بينما يكمن التحدي الثالث في كيفية الاستفادة من التجارب والمكاسب التي تحققت للدول وترجمتها على ممارسات لتعزيز مبدأ المشاركة السياسية وحقوق المرأة في العالم كله، مؤكدة أن هذه المكاسب تواجه تحدياً آخر وهو الحشد لظهور تكتلات عرقية ودينية وهذا موروث بقوة من خلال الانتخابات النيابية والبلدية، كما أشارت إلى ضرورة العمل على سد الفجوة بين النصوص والتطبيق.
العدد 4208 - السبت 15 مارس 2014م الموافق 14 جمادى الأولى 1435هـ