كشف الباحث في تاريخ البحرين الشيخ بشار العالي عن وثيقة تاريخية عمرها 130 عاماً تثبت وجود مسجد عين رستان في قرية عالي والمهدوم خلال فترة السلامة الوطنية.

يأتي ذلك وسط استمرار المواطنين الصلاة يوم أمس السبت (15مارس/ آذار 2014) في مواقع المساجد المهدومة.

وأضاف العالي أنه «بحسب المعلومات المتوافرة في ارشيف متحف البحرين وما كتب عنه، فإن القرن الهجري الأول شهد قيام مستوطنات بشرية وهم أولئك الذين دخلوا الاسلام طواعية في العام الثامن للهجرة، وهذه المستوطنات ليست بجديدة بل اكتشف ما هو قبلها في هذه الجزيرة بآلاف السنين، لكن يهمنا ما هو من الصدر الأول للإسلام ومنذ ذلك الحين وأهل البحرين يعيشون حياتهم الإسلامية، فبدأت المساجد تنتشر في ربوع جزيرة أوال، وبالرجوع إلى كتاب مقدمة في تاريخ البحرين القديم من تأليف عبدالرحمن سعود مسامح ففي الفصل السابع تطرق إلى سكان البحرين في تلك الفترة».

وذكر أنه «في جانب آخر؛ فإن المستوطنات التي اكتشفت وتعود إلى القرون الهجرية الأولى في باربار وقلعة البحرين والبلاد القديم، كانت أبنية المحاريب والمساجد فيها واضحة وظاهرة، ومنها: المسجد أو المشهد بالخميس ومسجد الرفيع أو جماله الذي يرجع تجديد بنائه إلى القرن التاسع الهجري، كما هو منقوش في الحجر المحفوظ في المتحف، وتاريخ تأسيسه مجهول فهو قديم».

وبين أن «هناك الكثير من المساجد منها ما تم اكتشافه حول شجرة الحياة وقرية أم الصمان المندثرة في القسم الجنوبي من الجزيرة، وقرية جو التي كانت تقطنها أسر الجواونة الذين انتقلوا بعد ذلك إلى قرية دار كليب وكذلك قرية الجفور المندثرة والتي تمتد غرب المالكية وتزحف جنوب غربي صدد».

وتابع « كل هذه القرى التي اندثرت وبقيت مساجدها القديمة بعضها مغطى تحت التراب وبعضها عمِّر من جديد وبعضها تم هدمه او أدخل في بعض الأملاك الخاصة على رغم تسجيله في دفتر الأوقاف الذي كتبه سيد عدنان الموسوي (رحمه الله) وحصر المساجد التي استطاع الوصول اليها وكان لها اوقاف، أما المساجد التي لم يوقف لها فقد ذهبت في طي النسيان».

وأضاف العالي «من هذه المساجد المنتشرة في قرى البحرين التاريخية مسجد عين رستان الواقع في عالي والذي تم هدمه في فترة لاحقة وإزالته وتبديل موضعه، وهو الذي ذُكر في وقف حجر كرانة المنقوش في العام تسعمئة وخمس وستين هجرية والذي أوقفه محمد بن ناصر بن عبدالله بن ربيع الأوالي، وهنا نعرض وثيقة تاريخية جديدة لهذا المسجد الكائن بقرية عالي والتي كانت تعرف بقرية عالي معن وعثرنا على هذه الوثيقة عندما بدأنا جمع الوثائق التاريخية التي تخص قرية عالي والتي تصل إلى نحو120 وثيقة تاريخية سنقوم بإدراجها ضمن عملنا في كتابة كتاب خاص عن تاريخ قرية عالي بدأنا في كتابته، والوثيقة عبارة عن وصية لأحد الوجهاء وهو الحاج عبدالله بن علي العالي (رحمه الله) حيث يوصي بسبعين قران - عملة قديمة - يبتاع بها جوبار الخرارة يجعلها لمسجد عين رستان إذا احتاج المسجد المذكور إلى البناء يبنيه. مما يدل على ان المسجد كان قائماً في تاريخ الوصية المذكورة ولو احتاج لبناء أو تعمير فيعمر من تلك الأموال. وتاريخها ربيع الاول سنة 1305 هجرية، يكون عمرها نحو 130 عاماً»ً.