العدد 4207 - الجمعة 14 مارس 2014م الموافق 13 جمادى الأولى 1435هـ

وثيقة: مطلوب موظف للبحرين «مسلم غير متزوج»

خدمات صحية في البحرين
خدمات صحية في البحرين

وثيقة هذا الأسبوع تأتي ضمن حركة التطور الاجتماعي العمراني في البلاد مطلع القرن العشرين. وهي عبارة عن رسالة باللغة الانجليزية محررة بتاريخ 15/ يونيه/ 1926م، صادرة عن دار المعتمد البريطاني في البحرين (كلايف كيركباتريك ديلي) الذي انتهت مدة خدمته هنا في سبتمبر/ أيلول 1926م. ولهذه الوثيقة علاقة مباشرة بالخدمات الصحية التي بدأت بإنشاء مستشفى «فكتوريا التذكاري» (Hospital Victoria Memorial).

وتحوي الوثيقة المعلومات التالية:

«رقم 6011/2/3 لعام 1926

المعتمدية السياسية، البحرين

تاريخ 15 يونيه 1926

إلي المدير،

تايمز الهند، بومبي.

سيدي العزيز،

هل تتفضلون بنشر الإعلان التالي في التايمز الهندية لثلاث أعداد في أيام متعاقبة، وأرسل لي الفاتورة عن نفس الأيام.

(مطلوب لمستشفى فكتوريا التذكاري في البحرين، الخليج الفارسي، موظف شاب مسلم كمركب أدوية، غير متزوج، ولديه علم بالحساب. الراتب 45 روبية/ - بالإضافة إلى 5 روبيات كإيجار للسكن كما أن هناك تعويضات أخرى، ورحلات مجانية بالسفن من وإلى البحرين طوال سنتي الخدمة المطلوبة. التقدم للوظيفة بالإضافة للتزكيات للوظيفة يرسل إلى المعتمدية السياسية في البحرين، الخليج الفارسي).

المخلص لكم،

الميجور سي. آي. أيه.،

المعتمد السياسي، البحرين».

كما تضمنت الوثيقة في ذيلها، شكلا للإعلان المطلوب نشره في المجلة.

وتعليقاً على الوثيقة نقول: إن الخدمات الصحية في البحرين لم تبدأ بشكل حضاري منظم إلا مع مطلع القرن العشرين، ولكن الوضع لم يكن يخلو من وجود بعض الخدمات الشعبية والأجنبية السابقة بشكل فردي محدود. سواء على يد المعالجين الشعبيين في القرى والمدن، أو من قبل بعض الجهات التبشيرية المسيحية، مثل مستشفى الإرسالية الأميركية، والقس والمبشر المسيحي (صاموئيل أدريان زويمر) عضو الإرسالية نفسها حين كان يقوم، على ظهر دراجته المشهورة، بزيارة المدن والقرى لتقديم خدماته الطبية والتبشيرية!

أما أول مستشفى حديث في البحرين تم البدء في إنشائه عام 1900، فهو ما تتحدث عنه الوثيقة بطلب موظف له من الهند، وهو «مستشفى فكتوريا التذكاري» في منطقة رأس الرمان، الذي اٌفتتح عام 1905م. وتذكر بعض الدراسات الطبية أنه أول مستشفى حديث ليس في البحرين فحسب، بل في إمارات الخليج قاطبة. وكان سبب التأخير في انجاز بنائه يعود إلى أنه بني من تبرعات محلية بحرينية، وجزء آخر اكبر من خارج البحرين. وكان يقع جنوب السفارة البريطانية حالياً في المنامة، وتسمى المنطقة أيضاً في السابق «فريق الحياك»، لأن بعض أهاليها كانوا يشتغلون في حياكة الملابس.

وكان هذا المستشفى تابعاً في بداية الأمر للحكومة البريطانية الاستعمارية في الهند، ثم صار تابعا للمعتمدية البريطانية في البحرين، التابعة بدورها للمقيمية السياسية في الخليج. وكان يتسع لما بين 12 إلى 15 سريرا فقط صنعت من سعف النخيل، وكان يديره في ذلك الوقت الدكتور (هولمز).

عمل في المستشفى منذ البداية أطباء وطبيبات أجانب، وكان هؤلاء يقومون بالإضافة إلى مهماتهم العلاجية؛ بحملات تفتيشية على البواخر القادمة لميناء البحرين بالمنامة، للكشف والقضاء على القوارض المسببة للطاعون القادمة ربما على ظهر السفن القادمة، كالفئران، وإصدار شهادات صحية لتلك البواخر. وأيضاً كان يتم علاج البحارة والمساجين من قبل المستشفى. كما كان العاملون فيه يقومون بحملات تفتيشية على المدن والقرى، ورش (البلاعات) بالمبيدات الحشرية، ومعالجة الأمراض المعدية، والتطعيم ضد مرض الجدري، وغيرها من الخدمات الطبية.

وكما هو الحال اليوم بعد نحو 110 سنوات من بدء تلك الخدمات الصحية في البحرين؛ مازالت تنشر الإعلانات نفسها لطلب موظفين للصحة ومن الهند تحديداً، وكأن التاريخ يعيد نفسه باستمرار على أرض هذه الجزر. مع أن سلطات الحماية البريطانية والحكومة كان بإمكانها طوال فترة بناء المستشفى، التي استمرت أكثر من أربع سنوات، أن تبتعث أحد البحرينيين للدراسة في الهند، والتدرب على أي تخصص يرغب المستشفى فيه، وخصوصاً أن الموظف المذكور والمطلوب من الهند، لم يكن طبيباً، إنما هو مركب ومازج أدوية وليس مصنعاً لها أيضاً، فهو صيدلاني لا غير، ويعرف بعض الأرقام والحساب! ولكنك في البحرين، ابتسم، فمثلها ينطبق على عذارى دائماً.

وللعلم، فقد هُدم مبنى مستشفى فكتوريا التذكاري في الستينيات من القرن العشرين. واستغرب كثير من الناس، وعلى رأسهم الباحثون والآثاريون ومحبو التراث، من سبب هدمه بدلاً من تحويله إلى مُتحف وطني طبي يؤرخ لمسيرة الخدمات الصحية في البلاد، ولكنها العقول التي لا تفكر ملياً.

العدد 4207 - الجمعة 14 مارس 2014م الموافق 13 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:00 ص

      من زمان الهندي مستعمر...

      45 ربيه بتكون يعني 4.500 دينار

    • زائر 3 | 2:38 ص

      اوبس

      الخليج الفارسي.. يعني اعتراف حقيقي والحين ينكرون شلووون

    • زائر 2 | 12:51 ص

      ما تعني بمقولة صيدلاني لا غير

      انه من المحزن ان يكتب من يحاول توثيق معلومات تاريخية عبرة صيدلاني لا غير. يا سيدي الفاضل هل تعلم ان الصيدلة علم بدا قبل الطب ومن يتم التفاخر بهم كونهم أطباء عرب ومسلمين مبدعين في العصور القديمة إنما كانوا يمارسون مهنة الصيدلة وما هذه العلاجات التي خدمت البشرية الا ابداع من قلت عن احدهم صيدلاني لا غير. ان مجاميع القبول لكليات الصيدلة في الجامعات العريقة مثلها مثل الطب والهندسة ان لم تزد عليها ولكن يعمل الصيادلة بإخلاص بعيدا عن الأضواء والإعلام

    • زائر 1 | 11:18 م

      مساجد هدموها

      مساجد هدموها مو بعد مستشفيات وكما قلت ولكنها العقول التي لا تفكر ملياً.

اقرأ ايضاً