منذ نحو خمسين عاماً تفرد طارق نعمة بعشق غريب استمر معه حتى يومنا هذا... فهواية جمع السيارات الصغيرة لديه أثبتت ما قاله البعض بأنه «من الأجدر أن تكبر هواياتنا معنا كلما كبرنا، حتى نتقن فن الحياة».

وقال نعمة لـ «الوسط»: «أمتلك أكثر من 25 ألف سيارة صغيرة، بالإضافة إلى عدد كبير من مجسمات الطائرات والقطارات التي يستهويني جمعها، وللعلم فإن هذه السيارات ليست بلاستيكية، بل إنها مصنوعة من الحديد، وهي صناعة أميركية وأوروبية، وقد جلبتها بأغلى الأسعار، فقد يتجاوز سعر الواحدة منها مبلغ الـ 100 دولار، كما أن الكثير من هذه السيارات حصلت عليها كهدايا من الأهل والأصدقاء وبعض أساتذة الجامعة».

وعبّر عن أمله في أن يكون له «معرضٌ مغلفٌ بالزجاج بدلاً من عرضها في المنزل».

طارق نعمة: أملك أكثر من 25 ألف سيارة صغيرة... وأطمح لجمع المزيد

مدينة حمد - ضحى الغسرة

منذ نحو خمسين عاماً تفرد طارق نعمة بعشق غريب استمر معه حتى يومنا هذا... فهواية جمع السيارات الصغيرة لديه أثبتت ما قاله البعض بأنه «من الأجدر أن تكبر هواياتنا معنا كل ما كبرنا، حتى نتقن فن الحياة».

صحيفة «الوسط» حلت ضيفاً في منزله المتواضع، حيث استقبلنا بحفاوةٍ وكرم، وكان هذا اللقاء:

بداية، أخبرنا من أنت؟

- اسمي طارق نعمة منصور من فريق المخارقة في المنامة، أسكن في مدينة حمد، أعمل في جامعة البحرين منذ أكثر من عشرين عاماً، وقد كرست حياتي هناك في خدمة أبنائي الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أشعر براحة معهم و «أحطهم بعيوني»، لأن في مساعدتهم شرفاً كبيراً لي، كما أنني من عشاق جمع السيارات الصغيرة، حتى أصبح لدي كما ترين هذا الكم الهائل منها.

ما هو العدد التقريبي لهذه السيارات؟

- أمتلك أكثر من 25 ألف سيارة صغيرة، بالإضافة إلى عدد كبير من مجسمات الطائرات والقطارات التي يستهويني جمعها، وللعلم فإن هذه السيارات ليست بلاستيكية، بل إنها مصنوعة من الحديد، وهي صناعة أميركية وأوروبية، وقد جلبتها بأغلى الأسعار، فقد يتجاوز سعر الواحدة منها مبلغ الـ 100 دولار، كما أن الكثير من هذه السيارات حصلت عليها كهدايا من الأهل والأصدقاء وبعض أساتذة الجامعة.

ما هي أقرب القطع لقلبك؟

- بسرعة حمل بين يديه سيارتين، وقال: «شوفي يا بنتي هالسيارتين هدية من عند جدي لما كان راجع من الحج في العام 1967، أما القطعة المجاورة لهما، فهي هدية من خالي وتعود للعام 1958».

وأشار بيده الأخرى إلى حافلة كبيرة أهدته إياها والدته في العام 1980 حين عودتها من الحج.

كيف كانت بدايتك مع هذه الهواية؟

- بدأ شغفي مع السيارات منذ طفولتي، فقد جئت لهذه الدنيا بعد 4 أخوات، كانت فرحة أبي كبيرة بي، فأخذ يدللني ويغدق عليّ بهدايا غالبيتها كانت سيارات، وحين أذهب معه لسوق المنامة لا أعود إلا بسيارة جديدة أو طائرة، لكنني لم أكن ألعب بها كما يفعل بقية الأطفال، وهذا ما لاحظته والدتي، حيث تقول إني كنت أحتفظ بتلك السيارات وأعتني بها جيداً.

وحين دخلت المدرسة، كنت أقوم بجمع مصروفي لشراء السيارات البلاستيكية التي كانت بسعر 10 روبيات تقريباً حينها.

وبعد أن كبرت عملت في شركة «بابكو» فاقتصر صرف راتبي على شراء هذه السيارات، واستمر الوضع كذلك حتى بعد زواجي وعملي في الجامعة إلى يومنا هذا.

هل تمتلك قطعاً نادرة؟

- بالطبع، لدي العديد من القطع النادرة لسيارات لا أعتقد أن غيري يملكها، هل تصدقين أني أملك نماذج مصغرة لسيارات بعض أفراد العائلة الحاكمة في البحرين، فلدي نسخة مصغرة من سيارة الشيخ سلمان بن علي آل خليفة؛ جد جلالة الملك، ونموذج آخر عن سيارة الأمير الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة. هذه السيارات الكلاسيكية لا يوجد منها حتى في المواقع الخاصة ببيع السيارات، أضف إلى ذلك، فهنا توجد قطع تعود صناعتها للعام 1931 وأخرى للعام 1936، كما أمتلك نموذجاً لأول طائرة امتلكها أمير قطر السابق سمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.

هل فكرت يوماً في استثمار هذا الكم الهائل من السيارات والطائرات؟

- أتمنى أن يكون لي معرض باسمي مغلف بالزجاج بدلاً من عرضها في المنزل، لكن من الصعب القيام به حالياً بفعل ظروف عملي، كما أن للالتزامات المعيشية دوراً كبيراً في إعاقة مثل هذا المشروع، ولا ننسى أنه لا يوجد أي دعم مناسب في البحرين لاستثمار وصقل المواهب والهوايات، وفي الوقت الحالي اكتفي بالزيارات المتكررة من قبل طلبة الجامعة وغيرهم من الأجانب والعاملين في القاعدة الأميركية وبعض الأصدقاء.

لكن ألا تستطيع استثمارها من خلال بيع بعض القطع المتكررة لديك؟

- أبداً، لا أستطيع بيع قطعة واحدة، هذه السيارات والطائرات حياتي، وهي جزءٌ لا يتجزأ مني.

بصراحة... وصلتني العديد من العروض لكنني رفضت، إذ إنني لا أستطيع تقدير ما أملكه بثمن.