عودتني والدتي على أن أجلس في المقعد الخلفي للسيارة عندما كنت صغيراً، بل عودتني أكثر على استخدام حزام الأمان حتى وإن كنت في المقعد الخلفي، كنت أسأل نفسي، لماذا؟!. كما كان ينتابني نوع من الحزن عندما أرى كثيراً من الأطفال يتحركون بكل حرية في داخل السيارة بينما أنا مقيد بذلك الحزام الذي كان يضبط حركتي ويعوق تنقلي داخل السيارة.
حتى كبرت وأدركت مدى أهمية ذلك الحزام الذي كنت أعتقد أنه يقيد حريتي... إذا أصبنا بحادث ما كنا لننجو منه لولا لطف الله، كما أن إصاباتنا، وبفضل ارتداء جميع من كان في السيارة حزام الأمان، كانت طفيفة جدا.
من هنا أدركت أن حزام الأمان في السيارة ليس لعبة أطفال، وليس قيداً لحريتي، ولا هو أمر اختياري إما تتركه أو ترتديه، بل هو إجراء ضروري ينبغي الحرص على ارتدائه. كما أنه مسئولية ملقاة على عاتق كل سائق تجاه نفسه ومن يركبون معه.
صحيح أننا مؤمنون بأن قضاء الله وقدره لن يمنعه حزام، لكن الله يدعونا أيضاً لأخذ الحيطة والحذر (وأن نأخذ بالأسباب) ومن ثم التوكل عليه، فلماذا نسترخص أرواحنا؟!.
أصدقائي عودوا أنفسكم على ارتداء حزام الأمان، حفاظاً على أرواحكم كما انصحوا ذويكم أن يلتزموا بارتدائه ليس خوفاً من المخالفات المرورية فقط، بل حفاظا على أرواحهم، فنحن نحبهم ونتمنى لهم السلامة دائماً.
وأخيراً، أستودعكم الله ورافقتكم السلامة في حلكم وترحالكم بالسيارة، ولا تنسوا حزام الأمان.
مصطفى فاضل (12 عاماً)
العدد 4205 - الأربعاء 12 مارس 2014م الموافق 11 جمادى الأولى 1435هـ