العدد 4205 - الأربعاء 12 مارس 2014م الموافق 11 جمادى الأولى 1435هـ

فضيلة الشيخ… ألا يستحق منك وطنك أن تقدم له صدقة؟

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

منذ بدء الأزمة السياسية في البلاد والناس يستمعون إلى أوهام أفراد وجماعات وجهات رسمية وشبه رسمية، وجمعيات سياسية معارضة للمعارضة. والسؤال الذي يطرح دائماً في المحافل الاجتماعية والسياسية: هل هؤلاء المروّجون لتلك الأوهام هم واهمون حقاً أم أنهم يعملون على إيهام الناس من أجل تحقيق مآربهم الخاصة؟

لو حاولنا التعرف عن قرب على تلك الفئات المروّجة للأوهام، لا نستطيع أن نقول عنها أنها واهمة، ولا يمكننا أن ننعتها بالجهل أو الهذيان أو فقدان العقل أو أنها تعيش في شبهات سياسية، فهل يستطيع أحدٌ من الناس أن ينعت فضيلة الشيخ عبداللطيف المحمود الذي تخرج من بين يديه مئات الطلبة الجامعيين، أنه يجهل ما يدور من حوله؟ وهل يستطيع أحدٌ أن يدّعي ويقول أن الشيخ يعيش في وسط شبهات في كل القضايا السياسية التي بدأ الناس يطلبون بحلها منذ 14 فبراير/ شباط 2011؟ وهل يجرؤ أحدٌ أن يقول عنه أنه لا يعلم عن حجم الأضرار التي أصابت قطاعات واسعة من المجتمع؟

في الاعتقاد العام نجد أن من يشكّك في معرفة الشيخ وعلمه وإدراكه بكل تفاصيل المآسي التي وقعت على شريحة كبيرة من المجتمع، يكون قد شكّك في عقله وتفكيره ووعيه، وهذا لا يمكن لأحدٍ أن يقبل قوله عن الشيخ، فالكل في هذا البلد الطيب يؤمنون أن الشيخ المحمود يعلم حقيقة ما حدث للناس بكل التفاصيل، وهو على دراية كافية بكل الأضرار الجسدية والمادية والنفسية والمعنوية الجسيمة التي وقعت على الأطباء والطبيبات، والممرضين والممرضات، والمهندسين والموظفين والتربويين والفنانين والرياضيين والأكاديميين والفنيين والطلبة. وهو يعلم أن هدم المساجد التي يُعبد فيها الله سبحانه وتعالى كان مخالفاً لأبسط القيم الإسلامية والإنسانية والقانونية. ويعلم أن الواعين في هذا الوطن يعلمون أنه على علمٍ بكل تداعيات الأزمة السياسية. ويعلم أنها أزمة سياسية داخلية بنسبة 100 % وأنها ليست طائفيةً، وليس لها امتدادات خارجية ولو بنسبة متدنية جداً. ويعلم أن ما يروّج إليه في كل مرة يخرج فيها على الوسائل الإعلامية بأن ما يحدث مؤامرة كبيرة لبيع البحرين، وأنه قام بإفشالها، إنما هو أشبه ما يكون بالهذيان الناتج من الإفلاس السياسي.

وهو يعلم أيضاً أن ما يردّده كثيراً في أوساطه الاجتماعية وعلى منبر الجمعة من أنه يقصد رضا الله تعالى في جميع أقواله وأفعاله، إنما هو ادعاء يحتاج إلى دليل واضح وجلي. فالناس يرون أن في أقواله وأفعاله مخالفة صريحة لأبسط المبادئ الإنسانية والإسلامية والوطنية، وأن تكراره لمثل هذا الكلام الذي يضحك الثكالى بسبب نظرته الدونية لعقول مستمعيه، مستغلاً في ذلك علمه وثقة البعض القليل به. ولو كان ينظر إليهم بتقدير واحترام لعقولهم لما أشاع في أوساطهم كل تلك الترهات والافتراءات والأوهام، ولما استطاع تشويش أذهانهم طوال ثلاثة أعوام من دون أن يطلبوا منه دليلاً واحداً يثبت صحة كلامه، على الرغم من أنه يعلم أن القاعدة الشرعية والقانونية تقول «فعلى المدعي البينة»، وإذا لم يأتِ بالبينة الدامغة التي تثبت صدق كلامه، فعليه تقع تبعات كل تداعيات ما يدّعيه في الدنيا والآخرة.

والشيخ يعلم عن الحكم الشرعي والقانوني في مسألة بهت الناس بلا بينة واضحة، ويعلم أن الظنّ لا يغني عن الحق شيئاً، ويعلم أن تحكيم الهوى يسقط الإنسان في المهالك والعياذ بالله. وهو يعلم أن الحق إذا علم لا يجوز إخفاؤه أو طمسه تحت أيّ مبرر. وهو يؤمن أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، حتى ولو تمكن من إخفاء ما في صدره على جميع البشر.

نقول لفضيلة الشيخ المحمود: من أجل خاطر الوطن اجلس ولو مرةً واحدةً مع نفسك جلسة مصارحة، وراجع أقوالك وأفعالك في السنوات الثلاث الماضية واسألها بكل وضوح: هل يستحق الوطن أن تتعامل معه بهذه القسوة المفرطة؟ يا فضيلة الشيخ إذا كنت تتحدّث عن بيع البحرين بعد علمك بالحقيقة فتلك مصيبة، وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم. ألم تقرأ قول الله تعالى: «ولا تقفُ ما ليس به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً»، (الإسراء،36).

هل يتناسب يا فضيلة الشيخ مع فهمك الشرعي الذي نقدره ونحترمه، أن تستخدم منبر الجمعة لبث الأوهام والأحقاد والكراهية والبغضاء بين الناس؟ هل ما ترددونه من أوهام في المحافل الاجتماعية والدينية التي تتواجدون فيها، تؤمنون بها حقاً أم أنكم تقولونها من أجل إبعاد الناس عن الحقيقة ولكي تحقّقوا منافع دنيوية؟ ألم تعلم يا فضيلة الشيخ أن الكلمة الطيبة صدقة؟ ألا يستحق منك الوطن الذي ترعرعت فيه وأعطاك من حنانه الفياض، أن تقدّم له صدقة خالصة لوجه الله وأنت في هذا العمر المتقدم، متعك الله بالصحة والعافية. ألم يحن الوقت أن تبعد وطنك عن المزايدات والمزادات وأن تجعله بعيداً عن كل ما فيه ضررٌ له ولأهله؟ فلنتقِّ الله جميعاً في بلادنا، فالكل يقع على عواتقهم حماية البلاد والعباد من الأفكار الطائفية الهدامة التي تفرق بين أبناء الوطن. وليعلم الجميع أنهم يسيرون في سفينة واحدة، وأن همومهم واحدة، وطموحاتهم وآمالهم واحدة، ومصيرهم واحد، وجميعهم يطمحون بأن يكون لهم عزة وكرامة في بلدهم، ومن يحاول أن يفرق بينهم مذهبياً أو طائفياً أو عرقياً، إنّما يريد غرق سفينة الوطن بكل مكوناته شاء أم لم يشأ.

أملنا كبيرٌ في عقلاء هذا البلد الطيب الذين نأمل أن تكون لهم كلمة الفصل المنصفة ليخرجوا البلاد من أزمتها السياسية، ويتحقق العدل والمساواة لكل أبناء الشعب، ولا أحد يستطيع أن يزايد على الآخر في حب الوطن، فالمحبة تكمن في حرصنا على ترسيخ التلاحم والتراحم بين أبنائه، حتى ولو اختلفنا في وجهات النظر وفي تقديراتنا السياسية، فعلاقاتنا الإنسانية والوطنية يجب أن نحافظ عليها ولا نسمح لأحدٍ أن يمسهما بسوء في مختلف الأحوال والظروف.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4205 - الأربعاء 12 مارس 2014م الموافق 11 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 12:19 م

      اعجبني تسمية الشخوص

      اعجبني تسمية الشخوص و اتمنى لو ذستطيع الكتاب ان يكونو صريحين بعض الشيئ

    • زائر 30 | 8:23 ص

      من يثق به

      أستغرب ممن يثقون به، كيف يثقون به، . عندما قال إنه تجمع الفاتح حشد أكثر من 450 ألف إنسان أي أنه جمع نحو 90% من المواطنين

    • زائر 29 | 7:45 ص

      عقلاء البلد نأمل أن تكون لهم كلمة الفصل ا

      أملنا كبيرٌ في لمنصفة ليخرجوا البلاد من أزمتها السياسية، ويتحقق العدل والمساواة لكل أبناء الشعب، ولا أحد يستطيع أن يزايد على الآخر في حب الوطن، فالمحبة تكمن في حرصنا على ترسيخ التلاحم والتراحم بين أبنائه، حتى ولو اختلفنا في وجهات النظر وفي تقديراتنا السياسية، فعلاقاتنا الإنسانية والوطنية يجب أن نحافظ عليها ولا نسمح لأحدٍ أن يمسهما بسوء في مختلف الأحوال والظروف.

    • زائر 28 | 7:35 ص

      شكراً

      احسنت وبارك الله فيك وكثر الله من امثالك ، حقا انه كلام واقعي وصحيح ، نتمنى من الشيخ المحمود ام يستمع لصوت العقل ويسلك درب الحق

    • زائر 27 | 7:16 ص

      قناص

      هناك كثير من الناس يصدرون احكامهم على بعض الاشخاص لمجرد النظر الى شخصيته أو اسمه أو كنيته في المجتمع فالشهادات في هذا العصر لا تعطي انطباع حقيقي عن مكنون الشخصية فهناك الكثير في ايامنا من سمى نفسه ب دكتور فلان والشيخ فلان من الناس حتى ولو بلغ من السن عتيا وهو لايجيد الحديث او القراءة بالعربية فهذا لايعني على الناس اتباعه والسير على نهجه لأنه قد يكون اغواه الشيطان عن طريق الحق واتبع سبيل المال والجاه والمصالح وضرب مصلحة الوطن بعرض الجدار .

    • زائر 26 | 7:05 ص

      أرجو تصحيح الآية الكريمة جزاكم الله خير

      ((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ غڑ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَظ°ئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا))

    • زائر 23 | 5:39 ص

      من اول يوم كانت خطاباته ....

      اول كلمه تفوه فيها المحمود اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ، وهذي كلمات الامام الحسين عليه السلام ، مو من حقك ولا انت كبر كلام الامام الحسين عليه السلام ، انت بدأت بكلام للأمام وانتهيت بكل ما هو يفرق ويهدم ويهدد النسيج الاجتماعي لأهل البحرين . كل كلمه منك لن يغفرها لك شعب البحرين ابدا ابدا .

    • زائر 19 | 4:10 ص

      !!!!

      مع الزائر رقم 1.. وايد معطينه اكبر من حجمه ..

    • زائر 17 | 3:51 ص

      منتصر

      احسنت استاذ

    • زائر 14 | 2:53 ص

      هو يعلم

      ولكنه لا يريد ان يعمل بما يعلم ، فالعلم شيء والعمل شيء آخر ( اخذتم العزة )

    • زائر 11 | 2:00 ص

      لا حول ولا قوة الابالله

      مؤلم جدا حين ترى عالم الدين يزج بنفسه او يزج به في لعبة السياسة ياخذونه يمينا وشمالا لخربطة الاوراق وبعثرتها كالاعصار الهاثج الذي يدمر الشواطئ الجميلة في حين ان رسالة رجال الدين مسلمين او مسيحيين او غيرهما هي الدعوة الى النصح والتقريب بين الناس ونشر المحبة والالفة .

    • زائر 8 | 1:02 ص

      الكل يعرف

      ولا يتسحق الا ستجداء منه والصدقه ولقد غسل اهل البصيرة يدهم منه لقد مددنا يدنا اليه ايام الشيخ الجمري وعض اليد التي امتدت اليه فماذا تنتظرون من هذا الرجل انه خائف من افعاله واعماله ان يستجوب وتعلق رقبته في المشانق على حسب قوله الواثق من كلامه وافعاله لا يخاف حتى لو علق في المشانق فسيكون عند الله مظلوم وشهيد.

    • زائر 7 | 1:00 ص

      وهل تتوقع شيئا مفيدا اذا كان الشيخ روّج لقضايا مختلقة ك قطع اللسان!!!؟؟؟

      قضية قطع اللسان واسلحة الاطباء كلاشنكوف في المستشفى التي روّج لها وهو يعلم انها محض افتراء فكيف تتوقع من مثل هذا ان يعود لرشده وقد ران على قلبه مكسبه

    • زائر 6 | 12:58 ص

      مجموعة عقد

      هناك جماعة لديها عقدة الانتماء فلأسباب دينية واقتصادية هجروا بلادهم في السواحل الشرقية للخليج واستقروا في هذا البلد المعطاء وبدلا من رد الجميل لابناء هذا البلد الذي استضافهم تراهم يتهجمون على ابنائه ويحرضون عليهم ويقفون ضد ان ينالوا حقوقهم.
      كم اتمنى ان تستطيعوا العودة لبلدانكم بعد ان تحسنت الظروف وتبدلت الانظمة .

    • زائر 9 زائر 6 | 1:12 ص

      صدقت

      صدقت كل الغرباء عن الوطن وهو منهم تراهم يسيئون لأبناء الوطن الأصليين بل يتنكرون من أصولهم الواضحة من ألقابهم وهذه عادة أصحاب الجشع والطمع ومن تعودوا على سلب حقوق الناس ويدعون التدين والدين الإسلامي منهم ومن أفعالهم براء ولكن الله يمهل ولا يهمل

    • زائر 15 زائر 6 | 2:55 ص

      التطاول على فضيلة الشيخ لن يغير من واقع الامر شيئا وهو اكبر من هذه التفاهات

      تكذبون الكذبة وتصدقونها وفضيلة الشيخ عبداللطيف المحمود لا يمثل نفسة وهو ما يغيظكم إنما يمثل اكثر من نصف المجتمع وتعرفونهم جيدا ومن غير حاجة الى الاستعراضات والتجمعات واحترام لغة الحوار هي من شيم الأقوياء وليس الضعفاء ومع احترامنا لكل الحقوق السياسية والدينية والمساواة لكل الطوائف عبر الوسائل الشرعية ومن غير قطع الطرق والتفجيرات ونظرية الهنود الحمر الأصليين !

    • زائر 24 زائر 6 | 6:54 ص

      زائر 15

      بالراحة يخوك على نفسك الدليل واضح انه يمثل اكثر من نصف المجتمع كما تدعي التجمع الأخير ( مالك محط رجل ) ولكن نقدر حماسك في الدفاع عن مصالحك ومصالح شيخك ولا بأس لدينا ، ولو لعبتم الديمقراطية الصحيحة وتركتم التحريض الممنهج لصدقناكم ولكن كل شيء بدا واضحا بعد هذا التحريض العلني والذي وصل في احيان للقتل .

    • زائر 4 | 11:46 م

      حين يكون الضلال عن علم وسبق اصرار

      قد يزعج البعض التمثيل بهذه الآية لمواقف الشيخ ولكن لا اجد لمواقفه تفسيرا الا الآية الكريمة (وأضلّه الله على علم)
      فمن يعرف الشيخ يعرف انه مضطلع على كثير من الامور ومواقفه متناقضة مع ما يعرف فهل أخذته حمية الجاهليّة؟

    • زائر 3 | 10:50 م

      يعرف الحقيقة لكنه لايستطيع الرجوع اليها

      يعرف الحقيقة أمور كثيرة تمنعه من الرجوع إليها واولها تضخم الذات وثانيهم قربه من مركز القرار ومابه من جاه وعز ومال وبعد وضوح العلاقة التي يراد تطبيقها على مكون كبير برغبته الواضحه بااقصاءه واخير أهم شيء أهلي وجماعتي وتضخم الأنا ومنها حشد 450000مواطن وإنقاذ البلد من الانقلاب وأخيرا الطلاق البائن الذي أطلقه بين المختلف معه مذهببا

    • زائر 2 | 10:49 م

      المشكله

      المشكله الان ليست به فهو وبعد ثلاث سنوات مازال على عهده المشكله تكمن في من يسمعه من الواعين والمثقفين من الجماعه والذي تقع عليهم مسؤوليه توضيح الامور لابنائهم واللا يقعون في تصديق اي كلام

    • زائر 1 | 10:07 م

      والله انكم تعطونه اكثر من وزنه

      ماذا يساوي المحمود الآن ، ولا درهم واحد، حقيقة استغرب هذا الاستجداء لمن فرق الوطن!

اقرأ ايضاً