الاحتجاجات التي تشهدها فنزويلا منذ فبراير/ شباط 2014 وحتى اليوم بدأت في تظاهرة صغيرة على اعتداء جنسي أقيم داخل حرم جامعي لم تعر الحكومة أو الشرطة أي اهتمام له في البداية. فهو لم يكن يحمل أية شعارات سياسية تطالب بتغيير النظام أو تناول قضايا تهدد بالأمن الداخلي.
حدثت هذه التظاهرة في منطقة بعيدة عن العاصمة الفنزويلية (كراكاس) إلا أن هذه التظاهرة الصغيرة - بحسب المراقبين - كبرت يوماً بعد يوم لتتبناها قوى المعارضة في كراكاس وتتحول إلى انتفاضة شعبية ضد الرئيس الحالي نيكولاس مادورو الذي لم يكمل عامه الأول في الحكم والشخص الذي اختير ليحل محل الرئيس الراحل هوغو تشافيز.
ووفقاً لتقارير صحافية فقد تحولت هذه الاحتجاجات إلى احتجاجات اتسمت بالطابع المعيشي إذ تضاعفت فيها أسعار السلع وشح النقد الأجنبي المطلوب لاستيراد حاجيات الناس الأساسية.
فقد أشارت الصحف الإسبانية إلى أن التضخم المتنامي في فنزويلا من بعد وفاة تشافيز أدى إلى نقص كبير في المواد الاستهلاكية في المواد الغذائية مثل الحليب والسكر على رغم أن فنزويلا بلد عرف باحتياطي نفطي كبير.
كما أنها أبرزت أصواتاً جديدة مثل الخبير الاقتصادي ليوبولدو لوبيز الذي أوقفته السلطات الحكومية هناك في 18 فبراير/ شباط بعد دعوته إلى تبني خطاب سياسي واقتصادي واجتماعي. هذا الخطاب الذي عبر عن سخط حقيقي للشارع من العاصمة وصولاً إلى المناطق الغنية في الشرق وخاصة بعد سقوط قتلى بنيران قوات الأمن. ولزعيم المعارضة مسيرة مثيرة للإعجاب، ففي عمر التاسعة والعشرين صار رئيساً لبلدية شاكاو، الأغنى في أميركا اللاتينية. وفي العام 2008 منعه تشافيز من الترشح للمناصب العامة بحجة الفساد.
وشخصية لوبيز مثيرة للجدل هذا فيما لو تمت مقارنته بتشافيز وعلى رغم الاختلاف الكبير في التوجهات السياسية وحتى الاقتصادية والاجتماعية بين الشخصيتين إلا أن كلاهما يتمتعان بشخصية عناد وقدرة على التأثير على الجماهير. ولوبيز الذي يبلغ من العمر 42 عاماً تلقى تعليمه في مدارس النخبة والجامعي في «هارفارد» بالولايات المتحدة الأميركية هو الآن يحرك ومن داخل سجن «رامو فيردي» العسكري على مواصلة الانتفاضة في قدرة كبيرة على تحريك الشارع وهو داخل قضبان السجن.
المراقبون يرون في صفات لوبيز ما يفتقد إليها الرئيس الحالي مادورو، عازف الغيتار السابق وسائق الشاحنة والزعيم النقابي. وهو الذي يرى ما يحدث في بلده إلا «مؤامرة أميركية».
إن حكومة مادورو في الوقت الراهن غير قوية لتجاوز الأزمة فهي تعاني من عدة مشاكل إذ تأتى فنزويلا ضمن الدول الأكثر معاناة من الفقر في العالم منذ العام 2013 وحتى اليوم وتعانى عجزاً مالياً يصل إلى 15 في المئة من الناتج المحلى الإجمالي، وقد وضع المنتدى الاقتصادي العالمي فنزويلا ضمن البلدان المعادية للاستثمار الخاص الأجنبي المباشر، إضافة إلى دعمها إلى الدول التي تدعم الإرهاب والدول المارقة في منطقة الشرق الأوسط. ولذا تبقى صورة تحسين فنزويلا الخارجية من الأمور المهمة التي لا يبدو أن الأمر يهم حكومة مادورو.
إن ما يحدث اليوم في كراكاس يعكس صورة جديدة لحراك قادم بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد والبحث عن أصوات تطلق العنان للتغيير الذي يسمح لتعديل الوضع الاقتصادي المتردي.
لوبيز يعلم جيداً أن ما يطرحه على الشارع هو أمر يكسبه شعبية ويجعله أكثر قرباً من الناس بينما شعبية الرئيس مادورو الذي يقلد تشافيز في كل شيء تسقط يوماً بعد يوم بسبب العجز في حل المشكلة الاقتصادية التي ضاق الناس منها... والسؤال هنا هل يغير هذا الشاب موازين الوضع في فنزويلا؟...أم أننا مقبلون على ربيع لاتيني جديد قد يحمل ملامح جديدة لحراك آخر في مرحلة يشهد فيها العالم الكثير من التقلبات السياسية الساخنة؟
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 4204 - الثلثاء 11 مارس 2014م الموافق 10 جمادى الأولى 1435هـ
والله
والله لو الحكومات تعطى الشعوب حقوقها شان محد فكر ان يطلع الى الشارع ليحدث ثورة بس طمع الحكوامات خلت الناس اتقيم ثورة لاجل حقوقها والله ياخد الحق
بالريموت
هذه المعارضة التي تكتبين عنها يا سيدتي الكريمة تعمل بالريموت كنترول ووفق اجندات مبرمجة ..لأن توفر الأموال وضخها في كل مكان وحسب متابعتنا أنها كانت موجودة ولكن تم تفعيلها نقدياً بعد ذهاب الزعيم الملهم