رعى نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة تطوير التعليم والتدريب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة بحضور عدد من الوزراء والمسئولين والدبلوماسيين حفل تخريج الدفعة الثانية من كلية البحرين للمعلمين بجامعة البحرين اليوم الثلثاء (11 مارس / آذار 2014) والذي أقيم في قاعة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة بمقر الجامعة في الصخير .

حيث أكد سموه أن إنشاء كلية البحرين للمعلمين التي تأتي من بين أهم مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب وفي اطار المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة جاء من منطلق الايمان بان المدخل الحقيقي لتطوير التعليم هو البدء بإعداد المعلم المتميز القادر على قيادة العملية التعليمية والتربوية بالكفاءة والخبرة المطلوبتين.

وقال سموه أن الكلية عملت لتحقيق ذلك على الاستعانة بتجارب الدول المتقدمة في مجال إعداد المعلم وتأهيله وتمهينه ضمن البرنامج والمشروعات التطويرية التي تأتي انسجاما مع أهداف التعليم والتدريب في مملكة البحرين وبهدف الارتقاء بجودة التعليم في كافة مراحله التأسيسية .

وبين سمو نائب رئيس مجلس الوزراء أن الاهتمام بإعداد المعلم وتدريبه ليس بالأمر الجديد حيث تزامن ذلك مع بدء تاريخ التعليم النظامي في البحرين عام 1919م عندما عملت الحكومة حينئذ على استقطاب نخبة من المعلمين من الدول الشقيقة للعمل الى جانب المعلمين الوطنيين الذين اسهموا في تخريج الأجيال التي حملت مسؤولية بناء نهضة البحرين وتطورها عبر مراحلها المتعددة حيث تلى ذلك عام 1954م إنشاء قسم خاص للمعلمين ضمن المرحلة الثانوية بعدها جاء إنشاء معهد خاص للمعلمين عام 1966 م وآخر للمعلمات عام 1967 م .

وأشار سموه إلى ما جاء بالتقرير العالمي لرصد التعليم الذي أكد على أهمية ضمان وصول أفضل المعلمين إلى فصول ومقاعد الدارسين و خلص أيضا إلى أن المعلمين الجيدين هم السبيل إلى تحقيق جودة التعليم .

واضاف سموه انه من هذا المنطلق فان طموحنا في تطوير التعليم لا يتوقف عند حد ونتطلع باستمرار الى ان تكون هذه الكلية مستجيبة للنتائج المستوحاة من خريجيها لتعديلها بما يتلاءم مع معايير الجودة العالمية وحاجات ومتطلبات التعليم في المملكة .

وهنأ سمو نائب رئيس مجلس الوزراء الخريجين واساتذتهم واولياء امورهم على ما حققوه من نجاح وتفوق آملا ان ينعكس ما تعلمه الخريجون من علم ومعرفة ومهارات على طلبة المدارس لتحقيق متطلبات جودة التعليم ومخرجاته .

كما اعرب سموه عن شكره وتقديره لجهود أعضاء لجنة تطوير التعليم والتدريب والقائمين على الحفل اعداد وتنظيما متمنيا للجميع التوفيق والسداد .

وفي بداية الحفل ألقى وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي كلمة قال فيها إنّه لَمِمّا يُسعد القلب ويُثلج الصدر، ويبعث في النفس البهجة والسرور، أن نحتفي اليوم بتخريج هذه الكوكبة من طلبة الفوج الثاني لكلية البحرين للمعلمين؛ لتلتحق بميدان الشرف والعطاء في مجال رسالة التعليم النبيلة.

مضيفا انه بهدي من فكر قيادتنا الرشيدة ورؤاها السديدة وبدعمها المستمر حفظها الله ورعاها لمسيرة التعليم بكافة مراحله؛ تضطلع لجنة تطوير التعليم والتدريب بدور حيويّ بارز في متابعة تنفيذ مبادرات المشروع الوطني، من أجل بناء مجتمع المعرفة وتحقيق متطلبات التنمية المستدامة.

وقال أن كلية البحرين للمعلمين تأتي على رأس هذه المبادرات، فقد أولتها اللجنة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء سموّ الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة عناية خاصة لتكون صرحا للامتياز التربوي منذ نشأتها ، وذلك بالإفادة من الشريك الأساسي المعهد السنغافوري للتعليم، وباستلهام أفضل التجارب والنماذج الدولية في مجال إعداد المعلمين والقادة التربويين، وفق منهجية قائمة على جذب أفضل العناصر لمهنة التعليم، وعلى التكامل ما بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي الميداني في إعدادها، وعلى توظيف الممارسة والتأمل وتبادل الآراء من أجل فهم جوهر العملية التعليمية التعلميّة، وذلك كلّه منذ اليوم الأول لدخول الطلبة الكلية وطوال مدّة دراستهم حتى تخرجهم، الأمر الذي يعطيهم تميّزا على غيرهم.

وقال ماجد النعيمي إننا لا ننظر إلى ما يخصّص من إنفاق على برامج إعداد المعلمين وتأهيلهم وتمهينهم، إلاّ من باب الاستثمار في صنّاع الأجيال، والإيمان بأنّ ما يسود عالمنا المعاصر اليوم من تنافس، إنمّا يأتي أولا وآخراً عبر التعليم لامتلاك ناصية القوة بمعانيها المختلفة؛ وذلك باستثمار طاقات القوى البشرية وإمكاناتها، وتعزيز مفاهيم الجودة والإتقان والحرفيّة والتميّز، من أجل منتج تعليمي نوعيّ منافس. واشار إلى ما تمّ على صعيد الإعداد والتأهيل والتمهين.

حيث بلغ عدد برامج الدراسة الأكاديمية والتنمية المهنية التي طرحتها كلية البحرين للمعلمين خلال العامين الماضي والحالي (28) برنامجا، استفاد ويستفيد منها ما مجموعه (4859) طالبا معلما ومعلما وقائدا تربويا.

وبلغ عدد برامج التنمية المهنية التي وفّرتها وزارة التربية والتعليم للمعلمين خلال العامين الماضي والحالي (645) برنامجا، استفاد ويستفيد منها ما مجموعه (7465) معلما.

وهنأ النعيمي سمو نائب رئيس مجلس الوزراء على قيادة سموه لجنة تطوير التعليم والتدريب بعين البصيرة وفكر الخبير، مما اسهم في تحقيق انجازات تربوية وتعليمية عديدة ضمن مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، مضيفاً ان هذا المشروع الذي كان حلما في الماضي القريب وأصبح اليوم بفضل حكمة سموكم ودعمكم واقعا وثقافة يومية ممارسة وقد ظهرت نتائجه واضحة للعيان وثماره الطيبة النافعة تؤتي اكلها بحمد الله .

ثم ألقى كل من الخريج علاء الزبيدي والخريجة نيلة الكعبي كلمة أكدا خلالها إن رؤية البحرين الاقتصادية 2030 ترتكز بعمق على محور التعليم وترى فيه الأساس الذي يبني التطور الاقتصادي والثقافي، وقالا إننا تعلمنا في كلية البحرين للمعلمين إن إصلاح التعليم يبدأ أولا بالمعلم فيطور مهاراته ويصقل معارفه ويركز على تدريبه في مهارات التفكير العليا ، وأضافا نحن المعادلة الصعبة في الرؤية التربوية ونحن من استثمرت فيهم حكومة مملكة البحرين حيث وفرت كلية البحرين أفضل مستوى أكاديمي لنعبر لمدارس البحرين غدا واثقين متفائلين .

وقدما الشكر لسمو نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة تطوير التعليم والتدريب على رعاية سموه للكلية التي ستظل في ذاكرتهم على الدوام.

بعد ذلك تم عرض شريط مصور حول كلية البحرين للمعلمين ثم تفضل نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة تطوير التعليم والتدريب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة بتكريم الطلبة المتفوقين وتوزيع الشهادات على الخريجين في برنامج البكالوريوس في التربية وبرنامج دبلوم الدراسات العليا في التربية وبرنامج الدبلوم العالي في القيادة التربوية .

وفي ختام الحفل قدم رئيس جامعة البحرين ابراهيم جناحي هدية تذكارية لسموه شاكرا لسموه رعايته لحفل تخريج الدفعة الثانية من كلية البحرين للمعلمين .