منذ كنا أطفالاً كان أساتذتنا في المدرسة الابتدائية يحرصون على تلقيننا القصيدة الشهيرة للشاعر فخري البارودي التي يقول في مطلعها :
بلاد العرب أوطاني ... من الشام لبغدان
ومن نجدٍ إلى يمن ... إلى مصر فتطوان
ولما كبرنا وكبر وعينا أدركنا أن الشاعر كان يحلم بواقع عربي جميل يحقّق الحلم العربي بوحدةٍ تجمع شتاتهم الممزّق، وتقوي ضعفهم المتزايد، ولكن حلمه لم يتحقق بعد وأظنه لايزال بعيداً!
وقبل حوالي ثلث قرن، بدأ الخليجيون يتغنون قائلين: «خليجنا واحد»! و»أفتخر أنني خليجي»! وقتها بدأ الخليجيون يتطلعون إلى أن يكون خليجهم واحة أمن وأمان لهم جميعاً، يتنقلون بين دوله وكأنهم يتنقلون بين مجموعة مدنٍ في دولتهم؛ لا يتوقفون عند جمرك أو جوازات، ولا يستخدمون إلا عملةً واحدة، ويستطيع كل واحد منهم أن يعمل في أية دولة خليجية وكأنه يعمل في بلده، إلى غير ذلك من الآمال الحلوة التي وضعوها جزءًا من آمالهم وطموحاتهم وتمنياتهم لخليجهم الواحد!
ومضت السنة تلو الأخرى، وبدأت الآمال تخبو شيئاً فشيئاً؛ وبدأت الأحلام تتبخر كما بدأ الواقع المنظور يفرض نفسه. لم يتحقق ما كان الخليجيون يتطلعون إلى تحقيقه؛ وبدا في الأفق أن هذه الدول بدأت تتباعد فيما بينها شيئاً فشيئاً، كما بدا للمتتبع أن هناك رماداً تحت وميض النار، وأن هذا الوميض قد يطال الخليج كله!
وأفقنا ذات صباح فإذا الخليج وقد بدأ يتمزّق، وإذا بسلبيات كثيرة وكبيرة بدأت تتردد، وإذا بلسان الخليجيين يردّد: اللهم حوالينا ولا علينا! اللهم سلم سلم!
الخليجيون ليسوا مثل غيرهم من الكيانات الأخرى؛ فالروابط بينهم كبيرة؛ وأهمها روابط النسب والقرابة وهي روابط ذات مغزى كبير وعميق لا يمكن التفريط فيه، فبين السعوديين والقطريين روابط نسب وقرابة، وقد تجد أسرةً واحدةً بعضها يحمل الجنسية القطرية وبعضها يحمل الجنسية السعودية، وكل منهم يعيش في هذا البلد أو ذاك. ومثل ذلك تماماً بين السعوديين والكويتيين، وبين السعوديين والبحرينيين، وأيضاً هناك روابط مماثلة بين القطريين والبحرينيين. وكذا نجد أن هناك علاقات متشابكة بين شعوب الخليج سواءً أكانت هذه العلاقات أسرية أم تجارية، فماذا سيصنع الخليجيون لو أن بلادهم تمزّقت وتفرّقت وتعادت؟ كيف سيكون حالهم وكيف سيكون حال دولهم؟
واقع دول الخليج يفرض عليهم أن لا يذهبوا بعيداً في الخلاف بينهم، كما يفرض عليهم -وهذا هو الأهم- أن لا يسمحوا للإعلام أن يستغل ظرفاً طارئاً لكي يوغر صدور بعض الخليجيين على بعض، وأن يبقى هذا الخلاف مقتصراً في أضيق الحدود وبين الساسة فقط، لأن الخلاف السياسي يزول وإن طال، ولكن الخلاف بين الشعوب قد لا يزول سريعاً، وهذا هو الأخطر والأسوأ.
الحالة الخليجية الحالية لا تخدم دول الخليج على الإطلاق، وإنّما هي تخدم دولة إيران التي يتفق الجميع على أنها تهدّدهم جميعاً، فإيران سيفرحها أن ترى أن هذه الدول وقد تفرقت ليسهل عليها إما ابتلاعهم وإما أن يلجأ إليها البعض تحت ضغوط معينة، وهذا سيكون في صالحها أيضاً، وسيكون المتضرّر الأكبر هو دول الخليج، وهذا ما يجب أن تتلافاه كل دول الخليج وبأقصى سرعة.
في الأيام القريبة القادمة سيحل الرئيس الأميركي باراك أوباما ضيفاً على السعودية، وأعتقد أنه يود أن لا يرى اختلافاً بين دول الخليج لأن هذا الاختلاف سيكون مزعجاً لأميركا! وأيضاً من المتوقع أن يحل الرئيس الإيراني ضيفاً على عمان، وهو الآخر يود أن يجد له فرصةً لكي يتدخل في شئون الخليج بعد أن كسب العراق وسورية وأجزاء أخرى هنا أو هناك.
وفي الأيام القريبة القادمة سيحل موعد القمة العربية الذي سيعقد في الكويت، وأمير الكويت الذي بدأ يتعافى في أميركا سيعود إلى بلده قريباً لكي يقود المؤتمر، وهو سيحرص على إزالة الخلافات بين دول الخليج من أجل إنجاح المؤتمر، وأيضاً من أجل ردم الهوة بين دول الخليج، ومعروفٌ أنه يحظى باحترام الجميع كما أن له سابقةً في هذا المجال.
نأمل أن يكون اختلاف دول الخليج مثل اختلاف الأخوة الذي يزول سريعاً، ولا يترك آثاراً جانبية يصعب حلها، فالخليج وأهله يجب أن يبقوا أسرةً واحدةً وشعباً واحداً.
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 4203 - الإثنين 10 مارس 2014م الموافق 09 جمادى الأولى 1435هـ
عجيب يالهرفي
أنت تقول ...
الأمريكي الأجنبي الداعم للصهيونية لا يريد أن يرى خلاف !!!!!
لكن عندما ذكرت إيران الجارة تقول ...
الايراني الجار يريد التدخل في شؤوننا !!!!!
عجيب أمركم يا عرب و تريدون الاتحاد و عقولكم و نفوسكم غير مستوية؟
مقال تفوح منها الطائفية النتنة
لن ترتبط شعوب الخليج وهي مهمشة....ناقش من همشها ...أما امريكا اللتي تتشدق بها فمصالحها اهم من ان تكون وسيطاً نزيها لحل مشاكلنا اللتي صنعها اصحاب القرار
انا مستغرب من مقالاتك
كل هذه الخلافات الحدودية والاقتصادية والسياسية منذ زمن بعيد
وتأتي وتتهم إيران أنها الآن في عز فرحها بهذه الخلافات
خلافاتكم وصلت حتى في الرياضة وسحب جميع المعلقين والمراسلين الرياضيين وتقول إيران إيران إيران
صدق لوعتو جبدونا
ومن الآن لن أضيع وقتي لأقرأ مقالاتك ذات الأفكار المتبعثرة شمالا ويسارا ولأن نفهم منه إي شئ
افكارك مبعثرة ومتناقضة وتطالب بمزيد من الاقصاء للشعب الخليجي
الاترا ان كل المشاكل والاخفاقات التى حصلت للشعوب الخليجية بسبب تركهم للقرارات المصيرية يلعب بها ( ولاة الامر ) كما تسميهم الساسة ولكنهم في الحقيقة ليس ولاة امر ولا هم ساسة انما هم طلاب ثروة ونفوذ واستحواذ لكل مقدرات الشعوب ، الاجدر بك ان تطالب الشعوب بمحاسبة الحكام الفاشلين اللذين اوصلونا الى مانحن عليه بسبب تفردهم بالسلطة والنفوذ والقرار وهم ليس اهلاها ، وليس تركهم يعيثون فسادا لفترة اخري ، نصيحتى لك ان تفكر قبل ان تكتب بهذه السذاجة فالشعوب الخليجية واعية تمقت هذه التفاهات
حق يراد به باطل
وما علاقة إيران بهكذا مقال!! هؤلاء الأعراب لم يتفقوا إلا على اضطهاد شعوبهم وكانوا يحيكون المؤامرات في الخفاء ومع العدو الصهيوني والأمريكي، وسلموا الأقصى لهم وفي طبق من ذهب،وقد نهبوا خيرات البلدان . فعن أي وحدة تتحسر !! يا عجبي لقد التبس الحق بالباطل في هذه الأيام ولم تعد الناس تفرق بينهما. إيران لم تتحدث إلا عن حق الشعوب المستضعفة، فما ذنبها؟؟ قبل أن تتكلموا عن إيران اذهبوا وتحققوا بأنفسكم عما يشاع بباطل عن هذه الدولة التي حوصرت لكنها بإيمانها بالله انتصرت
جعل اللسان على الفوأد دليلا
يا كاتبنا المبجل تمدح امريكا ورئيسها ( سيحل الرئيس الأميركي باراك أوباما ضيفاً على السعودية، وأعتقد أنه يود أن لا يرى اختلافاً بين دول الخليج ) وفي المقابل تذم ايران ، هذا انتم لن تتغيروا وستظلون في رأينا ( لو اطعمناهم العسل المصفى ما ازدادوا فينا الا بغضا ) واسمح لنا انا اراك هكذا حينما تقول ايران تفرح وهي الجارة وامريكا تزعل كيف تريدنا ان نقتنع ؟؟؟
اتحاد على ماذا
لصالح الشعوب ام ضدها ؟
عشتي يا بلادي
شدخل ايران ليش في كل شي ايران لوعتون جبدنا بإيران ع الاقل دورو لنا دولة غير بس عااد .. لو واحد سيارته اختربت قال ايران خربتها ولها مصلحه في هالشي و تبي و تبي .. بس عااد ارتقو .. وش تبي فيكم ايران .. ايران عندها عقول مفكرة وانتون عندكم عقول مهدمه .. الله يحمي بحريننا من ايران و من دول الخليج و من كل شخص يحاول يطبق الفتنه عندنا
لا يوجد خليج واحد
تتوحد الدول في مسمى واحد إذا تقاربت في الكثير من المزايا وإلا فلا يوجد اتحاد وأبسط مثال تفاوت سعر العملة بين دول الخليج وبعض التقاليد وأكثر دولتين لا يناسبهما هذا الاتحاد هما الكويت وعمان وكانت الاولى متحفظة والثانية رافضة وجاءت دولة قطر لتفض اللعبة ورب ضارة نافعة
الوحدة والتوحّد غير مقبول في حالة كان المستهدف هي الشعوب
حين تكون الشعوب ومطالبها هي المستهدفة من هذه الوحدة فبئس من هكذا وحدة
العرب اخوة
في الزمان الذي كنا ندرس فسه كان المعلم يقول لنا . ان العرب اخوة , ولكنه لم يقل لنا اخوة ايش ؟ ؟ ؟ ؟ ................ ؟
علي جاسب . البصرة
لم نرى
لم نرى من الشعوب الخليجية ان تكلمت او وقفت مع شعب البحرين
اين الاخوة اين خليجنا واحد واين اين.....
لما يكون الامر اضهاد شعب البحرين الكل خرّس ولم نرى منهم مستنكر على الجرائم التي ارتكبتها سُلطات البحرين.
عندما غزا صدام ...الكويت وقفنا نحن البحرينيين مع اخوتنا الكويتين واسكناهم في بيوتنا و قسمنا الخبز نصفين معاهم
اما الان الشعوب الخليجية 99% ضدنا
ليش هل لأننا شعب مغضوب عليه! ام النعرات الطائفية والمذهبية تقف ذلك؟
مقال
مقال تفوح منه رائحة الفتنة ..