أفاد مدير إدارة وسائل الإعلام يوسف محمد بأن منع إدارة الرقابة في البحرين عرض فيلم «نوح» في دور السينما البحرينية جاء بحسب قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر وخاصة فيما يتعلق بالفصل الثالث بمراقبة الأفلام السينمائية والمطبوعات المسجلة والذي ينص على أنه لا يجوز عرض أفلام أو مشاهد بها إخلال بمقومات الدولة أو المجتمع أو الدين أو الأخلاق أو الآداب».
وأضاف محمد بأن منع الفيلم يأتي في إطار «التزام مملكة البحرين بالثوابت الشرعية الإسلامية والابتعاد عن الأعمال التي تجسد الأنبياء والرسل والتي تتنافى مع مقومات الأنبياء وتمس الجانب العقائدي وتستفز مشاعر الجمهور».
وكانت البحرين قد أصدرت قراراً بمنع عرض الفيلم الأميركي «نوح» في دور السينما البحرينية، وهي واحدة من أربع دول عربية حظرت عرض الفيلم هي مصر وقطر والإمارات العربية المتحدة.
حدة الجدل المثار حول الفيلم بلغت أقصاها في مصر بعد صدور بيان من الأزهر الشريف يحرم عرض الفيلم لتنافي ذلك مع «مقامات الأنبياء والرسل» ومساسه بالجانب العقدي وثوابت الشريعة الإسلامية واستفزازه لمشاعر المؤمنين.
واعترضت «جبهة الإبداع المصري» التي تضم مئات المثقفين والفنانين على تلك الفتوى بحجة أنه «لا جدوى من منع الفيلم مادام بالإمكان مشاهدته على الإنترنت».
راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في البحرين القس هاني عزيز، عبر لـ «الوسط» عن موقفه الرافض لأي تشويه لشخصيات الأنبياء في الأعمال الفنية، معتبراً «الأنبياء والرموز مقدسات لا ينفع العبث بها. هذا خط أحمر»
لكنه رغم ذلك، بدا وكأنه يحمل وجهة نظر مؤيدة لعرض الفيلم، فهو يرى أن العالم «أصبح قرية صغيرة بفضل الإنترنت، وأنه يمكن لأي شخص مشاهدة الفيلم على الإنترنت» مضيفاً بأن منع الفيلم سيؤدي إلى «صراع بين الجهات والمؤسسات الدينية وبين الإنترنت والعولمة».
ولذا يقول «لنترك الأمر للمشاهد ليقرر موقفه من الفيلم، لندع الناس تذهب وتشاهده وليرفضوه بأنفسهم. لا نريد دائماً أن نبقى أوصياء على الناس، لنربيهم جيداً ولنأصلهم في الدين وسيكون لديهم نضج وقدرة على التمييز».
ويكمل «لا نريد أن نضع رؤوسنا في الرمل كالنعام. شئنا أم لم نشأ ليس لدينا سلطة لمنع أي أحد من مشاهدة الفيلم. علينا أن نعمق الديانة بشكل صحيح ثم نترك للآخرين الخيار».
من جانبه، أبدى رجل الدين السيدكامل الهاشمي تأييده لقرار الرقابة بمنع عرض الفيلم «مادام يحمل إساءات إلى شخصية النبي».
وأوضح الهاشمي أن الاعتراض على مثل هذه الأعمال الفنية يتوجه غالباً إلى تشويه شخصية الأنبياء، وليس إلى تجسيدها «التجسيد ليس حراماً، لكن إذا كان فيه مساس بشخصيات الأنبياء يحرم».
ولم يتفق الهاشمي مع عزيز في ترك الأمر للناس ليقرروا الموقف من الفيلم «كأنك تقول لنعرض مشاهد الجراحة في الطب للناس ولندعهم يقوموا بالجراحة. دائماً تترك الأمور الاختصاصية لأهل الاختصاص. الدين ليس خياراً بشرياً، للبشر الحق أن يقبلوا به أو لا، لكن الدين ومفاهيمه، خاصة الشرعية، هي من اختصاص الله وهو من حقه أن يأمر وينهى».
وأوضح «الدين حق عام، ليس من حق أي أحد الاستئثار به. الأمر كما لو أن أحداً يلوث الهواء وهو ليس حق خاص. الدول تحارب الأسلحة البيولوجية والكيماوية لأن الفضاء فضاء عام. كذلك الدين».
الهاشمي لم يجد في منع الفيلم مصادرة لأي إبداع فني «المسألة ليست عن علاقة الدين بالفن فالفن يزدهر في البيئات الدينية ومثال على ذلك إيران التي حققت إنجازات كبيرة على كل مستويات الفن التي تتجلى في التجربة الدينية بشكل أرقى وأسمى من تجارب أخرى».
ويختتم «هناك عداوة مفتلعة بين الدين والفن وإلا فإن الدين كروح وكثقافة لا يمكن أن يفهم بعيداً عن الفن».
العدد 4203 - الإثنين 10 مارس 2014م الموافق 09 جمادى الأولى 1435هـ
ياريت تكون أفلام ومسلسلات الايرانية تشجيع لكم..
لا يجوز الاساءة لأي نبي أو وصي نبي..خط أحمر..نرى العقلية الايرانية في التمثيل والاخراج قمة الثقافة والخلق ونموذج اسلامي حقيقي .. فهي تعطينا الثقافة والسياسة ..تشبع رغباتنا الدينية...
ضعف وعجز!
إن لم تملأ الفراغ، فغيرك لا ينتظر، بل يعمل.وفي فضاء اليوم، لا يمكن منع شيء.فالمنع ضعف، ومع غياب تقديم البديل، يكون المنع عجزاً....