كعادته، كان نجم الحراسة البحرينية السابق حمود سلطان صريحاً للغاية في برنامج المجلس حينما سأله المذيع خالد جاسم قبل مباراة منتخبنا مع قطر الأربعاء الماضي عن سبب عدم استدعاء مهاجم نادي الخريطيات القطري جيسي جون للمنتخب البحريني منذ فترة طويلة بالرغم من تألقه مع ناديه بحسب رأي جاسم، فجاء الرد حاسماً وصريحاً وقوياً من السلطان ان جيسي جون لا يلعب من أجل وطننا وبحريننا، إنه يلعب فقط من أجل المال ولاشيء سواه.

حمود سلطان وضع يده على الجرح تماماً، فبالرغم من عدم معرفتنا الكاملة برأيه إن كان مؤيداً لعملية التجنيس الرياضي أم لان إلا أنه قال حقيقة يجب عدم نكرانها من أي شخص أو طرف، ففعلاً هؤلاء لا يلعبون من أجل (سواد عيوننا)، إنما فقط من أجل المال، ومتى ما توقف دينار واحد عنهم يوماً فيضربون باسم البحرين عرض الحائط، وللأسف أحياناً يتم الزحف والتودد لهم، بينما أبناء الوطن ممن يحققون انجازات حقيقية للبحرين لا يجدوا في بعض الأحيان الدعم والتكريم الكامل والمُستحق وفق ما قدموه، وإن حصلوا على التكريم المناسب فيكون ذلك بعد أن يجف عرقهم وينسوا في الأصل أنهم حققوا انجازاً باسم البحرين أصلاً.

وبحسب اعتقادي فإن من تم تجنيسهم لصالح المنتخب الكروي باتوا الآن أكثر سعادة واستفادة لعدة أسباب، في حين أن الاستفادة منهم بالنسبة للمنتخبات الوطنية غير موجودة، ومن هذه الأسباب أنهم يلعبون في المنطقة بصفة لاعب آسيوي وهم في الأصل ليسوا كذلك وبالتالي استفادوا من هذه الميزة وفي فترات سابقة لعبوا بصفة لاعب خليجي وهم في الأصل ليسوا كذلك أيضاً، وربما يكونون سعيدين بعدم استدعائهم للمنتخب الوطني في الفترة السابقة لأن ذلك سيجعلهم يركزون أكثر مع أنديتهم وتزيد من فرصة تمسك أنديتهم بهم، وربما هذا ما يريدونه كونه هنالك يضمنون أنهم سيلعبوا من أجل (الفلوس) وباستفادة من التجنيس بشكل كامل، بينما بالنسبة للعب مع المنتخب فإن ذلك يعني أن هنالك (هماً ثقيلاً) على قلوبهم وربما تقل فرصة تمسك أنديتهم بهم نظراً للاستدعاءات المتكررة لهم للمنتخب، وهذا يجعل هذه العملية في (حيص بيص)، بالذات بعد أن بدأت عملية التجنيس الرياضي تطفوا على السطح من جديد في ألعاب أخرى وباتت بوابة للمشاكل من جديد مثلما يحصل في أندية السلة.

أنا شخصياً أرفض فكرة التجنيس الرياضي جملةً وتفصيلاً وبشكل قاطع، لكن أود أن أشير غلى قمة التناقض هنا، فلاعبي القدم يستفيدوا من ميزة الجنسية البحرينية لأغراضهم الشخصية باللعب كآسيويين وخليجيين في الدول المجاورة وفي البحرين أيضاً، بينما في السلة التناقض حاضر في عدم السماح لهم باللعب كبحرينيين، وبالتالي فإن اللجنة الأولمبية البحرينية باتت بحاجة لوضع حد وحل لهذا الأمر.