العدد 4200 - الجمعة 07 مارس 2014م الموافق 06 جمادى الأولى 1435هـ

الحاج ميرزا: اشتغلت بالزراعة منذ الصبا... والكثير من العيون الطبيعية التي اشتهرت بها عالي اندثرت

الحاج ميرزا يحتفظ بالتمر لضيافة زواره
الحاج ميرزا يحتفظ بالتمر لضيافة زواره

اعتاد الحاج ميرزا علي، النهوض باكراً كما هي عادته منذ وقت طويل جداً، فهو يبحث عن قوت يومه ولم يتوانَ في يوم من الأيام عن الذهاب متذرعاً بالكسل أو بالخمول، هذا المنظر المفعم بالحيوية تجده عندما تسلك أزقة قرية عالي حتى تصل لإحدى التلال المشهورة بها هذه القرية والتي تبعث عدة رسائل لكل من يراها، الأصل، الفصل، الأمل.

النبش في ذكريات الماضي لرجل مثل الحاج ميرزا علي ليس بالأمر السهل بل يتوجب عليك اتخاذ خطوات يراها هو من أهم الأمور قبل الاسترسال بأية أحاديث هنا أو هناك، حين أكمل ذلك قام بفتح علبة صغيرة تحوي بعض التمر ومتحدثاً لنا «تفضل هذا التمر نحن من أعددناه، وحق علينا إكرام الضيف قبل الحديث».

ويقول الميرزا: «منذ الصبا وبدأت ملامح ميولي واضحة للعيان وامتهان الزراعة كانت الشغل الشاغل بالنسبة لي، وعلى رغم المعوقات والصعوبات التي واجهتني قبل أن أتعلم وأتقن الزراعة بكل تفاصيلها، إلا أنني مازلت متعلقاً بهذه الأرض قلباً وقالباً.

كل هذه الكلمات لم تكن التفاصيل كاملة ولكن استئذان الحاج ميرزا عنا لدقائق حتى يتمكن من إشعال بعض الفحم في كومة صغيرة خصصها لذلك الأمر بداخل مزرعته بقرية عالي، ليذهب لها كلما احتاج لتدخين النارجيل بالطريقة التقليدية القديمة.

ويضيف الميرزا «قرية عالي تشتهر بالكثير من الأمور ومن أهمها صناعة الفخار، والأسمنت الأبيض، والزراعة والتي تقلصت بشكل كبير جداً، ولو سألتني عن الماضي لعجزت عن وصف اخضرار أرض قرية عالي من كثرة الأشجار والنخيل فيها، كما أن قرية عالي كانت بها الكثير من العيون العذبة الطبيعية ومن بين تلك العيون المشهورة، عين بربغي، وعين العودة وعين الصغيرة والكثير الكثير منها سابقاً ولكنها أينها الآن!!

ولكل جيل زمانه ورجال وطقوسه الجميلة التي تحتوي على أجمل اللحظات وأسعدها بالنسبة للمتعايشين معها، لا سيما تلك التي تتعلق بالسفر للحج أو استقبال الأعياد، وكأنها تلك المفاجأة التي تصاحب المرء في جميع مراحل حياته، قبل أن يأتي اليوم الذي يبوح فيه ويتكلم.

ويوضح الميرزا ذلك بقوله «أن تذهب لحج بيت الله الحرام معناه أن يقوم بتوديعك أهالي القرية جميعهم، لحظات لا يمكن نسيانها أبداً، كانت رسوم السفرة بقيمة 30 ديناراً تقريباً حيث كانت هذه السفرة منذ قرابة 43 عاماً وربما أكثر، وأتذكر أننا انطلقنا من فرضة المنامة بجالبوت وصولاً لمدينة الخبر بالمملكة العربية السعودية ومنها قمنا باستقلال الحافلات القديمة وصولاً لإتمام شعائر الحج.

ومرة أخرى يعود ابن الحاج ميرزا الذي رافقنا في هذه الجلسة بإكرامنا ببعض الطعام مؤكداً أنها أوامر والده على ضرورة إكرام الضيف كل وقت، قبل أن يدركنا صوت الأذان الذي ارتفع صداه من مئذنة أحد المساجد القريبة من المزرعة.

ويختم الميرزا الحديث بقوله: «ليست قرية عالي فقط من تشتهر بكثرة المساجد، المزارع، المهن، فيها بل هي البحرين أرض الخير والعطاء، أرض الأجداد والآباء، نعم نحن هنا ومازلنا وسنكون هنا إن شاء كل الله لنؤكد أننا شعب لا مثيل له».

الحاج ميرزا يتولى الاهتمام بالأغنام في مزرعته
الحاج ميرزا يتولى الاهتمام بالأغنام في مزرعته

العدد 4200 - الجمعة 07 مارس 2014م الموافق 06 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 4:13 ص

      ونعم فيك

      نعم حاجي ميرزا والد الجميع الله يطول عمره واحنا اهل عالي أبناء قرية الفخار الأصيلة نفتخر فيه بينا وندعي الله العلي القدير ان يطول في عمره ويعطيه العافيه هم ريحة الاباء الماضين

    • زائر 4 | 12:43 ص

      هذه هي البحرين

      والنعم ببو عبد الرسول… المقابلة مختصرة جدا للأسف

    • زائر 3 | 12:26 ص

      الله يعطيك الصحة وطولة العمر ياحجي ميرزا

      رجل من صلب الوطن الأصيل نتفائل بكم ، ففيكم ذكرى الآباء و الأجداد والزمن الجميل .
      س ع

    • زائر 2 | 11:10 م

      اننا باقون

      الحاج ميرزا اوصل رسالته لكم يا اهل البحرين حافظوا على كل ما تنتمون له في هذه الارض الطيبة و الله يحفظ البحرين من الدخلاء

    • زائر 1 | 10:09 م

      بحريني

      الله أطول ابعمره

اقرأ ايضاً