العدد 4200 - الجمعة 07 مارس 2014م الموافق 06 جمادى الأولى 1435هـ

الغريفي: إدانتنا لحادث الديه استجابة للتكليف الشرعي... ولا يجوز استخدامها لضرب الحراك السلمي

أكد حرمة الدم والأعراض والأموال... ورفض العقاب الجماعي بحجة القبض على المشتبه بهم

السيدعبدالله الغريفي
السيدعبدالله الغريفي

قال عالم الدين السيد عبدالله الغريفي في كلمة له مساء الخميس الماضي (6 مارس/ آذار 2014) «إننا أدنا بشدة حادث الديه، وجرمنا من يقف وراءه أيًا يكون، ولم تكن هذه الإدانة وهذا التجريم مجرد تسجيل موقف أو استجابة لاملاءات، إنما هو التكليف الشرعي الذي فرض علينا أن نرفض أي مساس بالأرواح، لا فرق في ذلك بين أرواح من ينتمي للشعب أو للسلطة، ولا بين أرواح مواطنين أو مقيمين».

وواصل الغريفي «إذا كان هذا العمل مدانًا ومجرمًا من قبل كل الغيارى على أمن هذا الوطن، إلا أنه في الوقت ذاته لا يجوز للسلطة أن توظف الحدث لضرب الحراك السلمي، كما لا يجوز لها أن تجنح إلى فرض عقوبات جماعية على قرى ومناطق بكاملها، بذريعة البحث عن المتورطين في هذا العمل»، وتابع «إذا كان ما حدث عملًا شائنًا وظلمًا فاحشًا، فإن توظيفه ضد حراك الشعب المشروع، وضد طائفة أو قرى ومناطق بكاملها أمر أشد شينًا، وأفحش ظلمًا، كما أن ممارسة الإعلام الرسمي وشبه الرسمي تحريضًا ممنهجًا ومملوءًا بكلماتٍ مسيئة عملٌ غير مشروع وله تداعياته المضرة والمدمرة».

وشدد الغريفي على أن «الوطن في هذا الظرف يحتاج إلى خطابٍ عاقلٍ بصير، لا إلى خطابٍ طائش أهوج، محتاج إلى خطاب يزرع المحبة والتسامح والتآلف، لا إلى خطاب ينتج الكراهية والقسوة والتباعد».

واكد الغريفي أن «خيارات العنف مرفوضة مهما كانت الدواعي والأسباب والمبررات، وسواء أكانت خيارات سلطةٍ أو خيارات شارع، خيارات أنظمة أو خيارات معارضين، فالعنف بكل أشكاله وألوانه مرفوض ومدان شرعًا وعقلًا وقانونًا»، مشيرا إلى أن «الدين الحق يشدد على حرمة الدماء، والأعراض، والأموال، فالدين الحق يقول: (لزوال الدنيا جميعًا أهون على الله من دم يسفك بغير الحق)».

ولفت الغريفي إلى أن «الدين كذلك أكد حرمة الأعراض والأموال وضرورة صونها وحفظها، وليس دينًا حقًا هذا الذي يشرعن لسفك الدماء البريئة، وزهق الأرواح، وذبح الأطفال والنساء والشيوخ، وليس دينًا حقًا هذا الذي ينشر الرعب والخوف في نفوس الناس، ويقتل الأمن والأمان، وليس دينًا حقًا هذا الذي يبرر الإرهاب والفساد والأرض، والعبث بالمقدرات والمقدسات، وليس دينًا حقًا هذا الذي يسوغ الظلم والجور، والاعتداء على الكرامات وسرقة الحقوق».

وشدد على أن «في الدين الحق حماية الأرواح والدماء والأعراض والأموال، وفي الدين الحق نشر الأمن والأمان، وفي الدين الحق لا عنف ولا إرهاب، ولا تطرف ولا ظلم ولا فساد، وفي الدين الحق صون الحقوق والكرامات»، وتابع «فالويل كل الويل لمجتمعات يغيب منها الدين الحق، ويغيب فيها المتدينون الصادقون»، وبيّن أن «أنظمة الحكم، القوى السياسية، جماعات فكر، جماهير، مكونات مجتمع، إذا غاب عندها ضمير الدين الحق كانت مرتعًا لكل نزعات الشر والفساد، وهذه النزعات التي تؤسس التطرف، والعنف، والإرهاب، والعبث بأمن البلدان والأوطان».

وأضاف الغريفي «نداءات عالية ترتفع لمحاربة العنف والتطرف والإرهاب، عقوبات مغلظة ضد من يمارس العنف والتطرف والإرهاب، هذا أمر مطلوب ومشروع ولا يرفضه إلا من تلوث ضميره وعقله، وهان أمانة الدين والوطن»، مستدركاً «إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل تكفي هذه النداءات وهذه العقوبات لاقتلاع جذور العنف والتطرف والإرهاب؟، لا أظنها وحدها قادرة على ذلك، فالأمر في حاجة إلى نشر ثقافة الدين الحق، وليس الدين الذي توظفه أنظمة حكم وجماعات تكفير وقوى مشبوهة، ثقافة الدين الحق المستقاة من نصوص القرآن الصريحة الواضحة، ومن كلمات السنة المعصومة الثابتة، ولا ينهي العنف والتطرف والإرهاب إلا صوت الدين الحق، وضمير الدين الحق».

وأفاد الغريفي أنه حينما يتحدث عن «الدين الحق وضمير الدين الحق، لا أتحدث عن مذاهب، أتحدث عن أصول ومسلمات في الدين تقرها كل المذاهب التي تنتمي للدين، وإننا ندعو إلى ثقافة الدين التي توحد ولا تفرق ولا تنشر الكراهية والعداوة والخلاف، إلى ثقافة الدين التي تؤكد على الرحمة والرأفة ولا تدفع نحو القسوة والشدة، إلى ثقافة الدين التي تجسد الاعتدال والرأفة ولا تنزع نحو التطرف والعنف»، وتابع «تبقى هذه الثقافة فاقدة الأثر إذا جنحت سياسات أي حكم إلى الظلم والفساد والإفساد والتمييز والإقصاء فكما أن اللوثة في التفكير الديني لها آثارها الخطيرة في إنتاج حالات النزوع نحو العنف والتطرف والإرهاب، فإن للَّوثة في التفكير السياسي، حاكمًا هذا التفكير أو محكومًا لها، اثارها المدمرة في صناعة العنف والتطرف والإرهاب، إذا لم تقتلع جذور العنف والتطرف والإرهاب من عقل السياسات الحاكمة ومن عقل كل صناع السياسة، ومن عقل كل قوى السياسة، موالية أو معارضة، فلا يمكن أن يقضى على العنف والإرهاب والتطرف».

العدد 4200 - الجمعة 07 مارس 2014م الموافق 06 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 9:12 ص

      اعرف الدين اولا

      رد علي المشارك 28 تبي جواب كل الدول والعالم يحتج وهذي طريقه تعبر عن احتجاج اما عن التسكير ..الي اذا احتجا اي مواطن اقمعو بي الشوزن اذا تطالب المحتجين بعدم استخدام هذهي الادوات اطلب من وزارة الداخليه ترك المحنجين يعبرون عن شعورهم بي التظاهر السلمي وكل العالم يشهد لهم بي السلميه اخوان سنه وشيعه هذا الوطن منبيعه

    • زائر 31 زائر 29 | 11:50 ص

      انتةاللي اعرفةدينك اولا

      خل التكسير والحاويات مثل ما تقولون وسيله احتجاج سلمية
      وش موقفه الشرعي وموقفك من تحريق بيوت الناس لي من طائفتكم وعارضوكم وش موقفك قول ليي
      هدمتون بيوت وحرقتونها وهججتون ناس من قراهم
      علمنى وش موقفك وهللتون وكبرتون وجببتون بعد يوم حرقتو بيت النقيب العكراوي وبيت ولده والستراوي الشرطي لا الحكومة عوضتهم وحضرتكم حرمتونهم من ابسط شي سكنهم حياتهم رد عليي هداحلال.لو حرام خلك من المدابح ويه الشرطه
      شرعك يجوز لك هالشي

    • زائر 28 | 8:11 ص

      موقفكم الشرعي؟؟؟

      ما هو موقفكم الشرعي اذا خروج الشباب في الشوارع وتسكيره بالحاويات والاطارات !!هل يجوز شرعا!!!؟؟؟؟

    • زائر 26 | 7:12 ص

      شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا

      فعلا أنتم امتداد لسيرة الائمة الاطهار وتسيرون على منهج السلمية ونهج الاحرار نحن فخورون بكم وبنهجكم وبسياستكم الاغراء أين انتم واين الابواق الناشزة ؟؟؟ أين انتم واين السبابون على المنابر ؟؟؟ انتم تاج رؤسنا ومصدر عزنا وفخرنا

    • زائر 25 | 7:10 ص

      كلام

      اتلرك عنك السياسة وخلك في الدين

    • زائر 24 | 6:05 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،جزاكم الله خير جزاء على هذه المواعظ التى لا يختلف عليها إثنان ،،مواعظ هادفه صادقه هادئه تريح النفس تحق الحق وتبطل الباطل ،،اتمنى ان يحدي حدوها جميع شيوخ البلد ،،وهي احق من منابر الشتائم التي لا ترضي الله ولا رسوله ،،،عفوا ،، السلام عليكم .

    • زائر 20 | 2:33 ص

      ارحموا الوطن (سم وعسل)

      أخي في الإسلام أخي في الإنسانية كما قال الإمام علي (ع) " الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) أتمنى أن تقرأ خطاب السيد الغريفي كلمة كلمة دون أن تنظر لاسم صاحب الخطاب واقرأه كإنسان عاقل وعادل ومحب للخير .
      أخي صاحب تعليق( سم وعسل).
      أتمنى منك أن تأتي بدليل واحد تقنع به الصغير قبل الكبير من خطاب الغريفي هذا أو غيره يدعو فيه للعنف ولو بالكلمة النابية أو يدعو للطائفية المقيته .
      وأخير: الكلمة الطيبة صدقة

    • زائر 17 | 1:58 ص

      خخخخخخ

      والله الحل بسيط ابعدو الدين عن سياسة

    • زائر 14 | 12:40 ص

      تراحم وتلاحم

      انتم صمام امان لهذا الوطن الجريح..ادامك الله فوق رؤوس الشرفاء

    • زائر 12 | 12:22 ص

      تسلم ... سيدنا

      تسلم ... سيدنا
      تسلم ... سيدنا

    • زائر 13 زائر 12 | 12:31 ص

      الله المعين

      الله يكون في عونا ويصبرنا ويحفظنا من هالفتن

    • زائر 11 | 12:15 ص

      جزاك الله خير

      كلام موزون موبعض الناس ميعرفون الا السب

    • زائر 10 | 12:14 ص

      عسل وسم

      وكعادتها هذه المدعوه بالمراجع الدينيه تخلط السم بالعسل ففي قرائه مبسطه جدا نجده يقول لا يجوز ظرب الحراك الطائفي رغم ماحصل من قتل وإستشهاد لرجال الامن مع الاسف أنتم من يقلب الشارع على بعضه وأنتم من إخترعتم الطائفيه وأنتم من سيحترق بنارها والايام ستشهد

    • زائر 16 زائر 10 | 1:11 ص

      هدانا الله جميعاً

      صحيح.. أنتم و أنتم و أنتم
      اذا كان هذا الخطاب العاقل المتزن الواعي الوحدوي يقابل بهذه الاتهامات المبنية على فراغ فلماذا لا نجد منكم مثل هذه المواقف المستنكرة لخطابات التخوين و التكفير و التقسيم الطائفي و التهديد و الوعيد بحق طائفة بأكملها من هذا الشعب و الصادؤة من أشخاص معروفين و للأسف من فوق منابر رسول الرحمة؟؟

    • زائر 19 زائر 10 | 2:03 ص

      انت أقرا اول مو العنوان وتطلع فيها تالي

      امام قتل ثلاثة تم قتل 150 من ابناء الشعب اين دمهم ؟ وكل الدم حرام كما قال الشيخ والسيد

    • زائر 9 | 11:46 م

      ادانه

      كلام جميل وموزن.ولاكن تطبيقه صعب طالما السوسه موجودة تبث سمومها والاعيبها علي صغار النفوس والمستفدين من ورائها

    • زائر 8 | 11:17 م

      بارك الله بكم علمائنا الاجلاء

      هذا هو صوت الحق من علمائنا الاجلاء وليس مثل غيرهم من اللذين
      يصبون حقدهم على اقل شيئ.

    • زائر 6 | 10:56 م

      أدامكم الله سيدنا فخرا وعزا للوطن والدين

      وأسئل الله ان يدوم عليكم لباس الصحة والعافية وجزاكم الله خير الجزاء

    • زائر 3 | 10:31 م

      خطاب عاقل

      أمام هذا الخطاب العاقل المعتدل العادل يخرج لك البعض للمطالبة بزج هؤلاء العلماء في السجون بتهمة التحريض.. سبحان الله ألهذا الحد يعمي الحقد البصائر؟

اقرأ ايضاً