جرياً على العادات والتقاليد العربية العريقة، تقدّم الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بأوراق ترشّحه للولاية الرابعة، وسيظل يترشح للرئاسة للمرة الخامسة والعاشرة وحتى العشرين، إلى أن يأخذ الله أمانته!
بوتفليقة عضو سابق بجبهة التحرير الوطني الجزائري، وعمل وزيراً للخارجية عشرين أو ثلاثين عاماً، وميزته أنه ليس له ذرية، يورّثهم العرش، كما حاول من قبل حسني مبارك وعبدالله صالح ومعمر القذافي وحافظ الأسد. فإذا اختفى من الساحة لن يكون هناك مشروع توريث، وإنما صراع ديكة دموي بين الساسة والجنرالات.
بوتفليقة يحكم الجزائر منذ 1999، على إثر انتخابات انسحب منها ستة من منافسيه، وأعلن عن فوزه بـ 74.9999 في المئة! وفي 2004 أعيد انتخابه بنسبة 84.999 في المئة، أما في المرة الثالثة، فقد فاز بنسبة 90.9999 في المئة عام 2009، بعدما غيّر البرلمان الدستور ليلغي تحديد عدد الولايات برئاستين فقط، ليكون الباب أمامه مفتوحاً للبقاء إلى الأبد!
وها هو اليوم متمسّكٌ بالترشّح مرةً رابعةً لمدة خمس سنوات مقبلة! فالحاكم العربي لا يتنازل، ولا يفكّر في التنحّي، أو إتاحة الفرصة لغيره، فالحكم قميصٌ ألبسه الله إياه، ولا يجوز أن يخلعه طواعيةً، كما لا يحقّ لأحد أن ينزعه عنه كرهاً، والوحيد المخوّل بذلك هو الملاك عزرائيل!
في عهده، تفجّرت اضطراباتٌ على إثر مقتل طالبٍ في مركز للشرطة (أبريل 2001)، قمعتها السلطة بشدة، وأوقعت 126 قتيلاً، وآلاف الجرحى، وأسماها الجزائريون «الربيع الأسود».
في أبريل/ نيسان 2007، استهدف تنظيم «القاعدة» قصر الحكومة في تفجيرين أوديا بحياة 32 قتيلاً، وفي سبتمبر تعرض موكب بوتفليقة لتفجير انتحاري أسفر عن مقتل 22 شخصاً، وفي ديسمبر وقع تفجيران انتحاريان استهدفا المجلس الدستوري ومكتب الأمم المتحدة، أوقعا 40 قتيلاً، وهي أرقامٌ لا تُذكر في بحر الضحايا الذين سقطوا جراء العنف والحرب الأهلية (يقدر العدد الكلي بـ 200 ألف).
بوتفليقة يبلغ الآن 77 عاماً، ويحكم بلداً يقارب تعداده أربعين مليوناً، سبعون في المئة منهم من الشباب الذي يعاني من البطالة وضياع الهوية والتهميش في القرار، في ظل سيطرة العسكر وبقايا الساسة المعمّرين على مفاصل الدولة. ومع بداية الربيع العربي خرجت تظاهرات ضد الغلاء (يناير 2011)، قتل فيها خمسة وجرح 800 شخص، تلتها احتجاجات محدودة ذات صبغة مطلبية (سكن ووظائف وزيادة أجور)، تذكّر بشعار «نحن لنا مطالب أيضاً»، إلا أنها هدأت سريعاً.
في أبريل 2013، أصيب بوتفليقة بجلطة دماغية، ونُقل للعلاج في مستشفى عسكري بباريس، وبقيت الجزائر دون رئيس لمدة ثمانين يوماً. وحين عاد كان شبح رئيس وليس رئيساً.
قبل أسبوع، دعا رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش إلى «إسقاط النظام الذي تآكل، بأسلوب هادئ وليس بموجة هوجاء»، وبمساهمة الجيش، فالانتخابات المقبلة محسومةٌ كالعادة، وقد يفوز فيها بوتفليقة بنسبة 99.9999 في المئة!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4199 - الخميس 06 مارس 2014م الموافق 05 جمادى الأولى 1435هـ
واطيعوا ولاة الامر
ان يستمر في ان يكون حاكما افضل من ان يأتي سياسي جديد ليسرق ما تبقى في ااميزانية وتكون خاوية هذه فتوى طازجة لولاة الامر
لا مشكلة
أقترح يكون عندهم قرار رئاسي بمنع عزرائيل من دخول القصور الرئاسية عشان يتمتع الرئيس بامتداد العمر ويحكم للأبد. لأن ما في هالبلد إلا هالولد.
رد على 10
الى متى ستضلون تحقدون على الخمينى وعلى الخمنائى بسكم حقد هؤلاء رجال يطبقون شرع الله الله يحفضهم وادمر التكفريين الى عفسو العالم بدين الشيطان الي يسيرهم
تعليق
المقال يحتاج إلى تغيير طفيف: "جرياً على العادات والتقاليد العربية و الفارسية الايرانية العريقة". فالحكم الديكتاتوري في ايران منذ السبعينات تحت لواء الخميني، وعندما حاول رؤساء ايران سابقين كالموسوي و خاتمي مجرد اعتراض على حكم نجاد و الخامنئي تعرضوا للسجن و الضرب
الاخ نايم
على الاقل الايرانيين يقدرون يغيرون رئيسهم وينتخبون غيره وما فيه واحد راح يبقى للابد .امس نجاد وقبله رفسنجاني وبعده روحاني.خلكم انتو على نظرية الله لا يغير عليكم
محمد
يعيش ابو تفليقة
أبوعلاء
سيد ألا يعد هذا تدخل في شئون دولة أخرى!
خير امة !!!؟؟
الدول المتقدمة حسمت امرها و متفرغة للتنمية في جنيع الاصعدة . هناك السيارة و الطائرة و القطارات وحتى الدراجات هي وسائل نقل لاسعاد الانسان في خير امة تستخدم للتفخيخ . هناك منشغلين لايجاد ادوية للسرطان و الايدز و السكري لانقاذ ارواح بشرية و في خير امة يتفنن في ازهاق اكبر عدد و بتقطيع الرؤوس