العدد 4198 - الأربعاء 05 مارس 2014م الموافق 04 جمادى الأولى 1435هـ

قتلوه بدم بارد وأحرقوا منزله

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

هذه المرة لا يتعلق الأمر بإحدى الدول العربية التي تعاني مخاض الربيع العربي، ولكنه يعود لمشكلة العرب الأولى وقضيتهم التي نسيتها الأنظمة وهي «فلسطين».

إن ما حدث للشهيد معتز وشحة في منزله في بيرزيت، أمرٌ يتكرّر مراراً على تلك الأرض المغتصبة التي تبارك أنظمتنا العربية اغتصابها على مرأى ومسمع المجتمعين العربي والدولي؛ فالأنظمة العربية مازالت تدعو إلى التطبيع مع العدو الصهيوني بحجة السلام والتسامح؛ ومازالت تتواصل معه باعتباره كياناً مستقلاً وُلِدَ بشكلٍ طبيعيٍّ وله الحق في إقامة دولته على أنقاض جثث أهل الأرض الأصليين وبقايا بيوتهم ومقدساتهم المهدمة، وذلك من خلال دعوة «دولة إسرائيل» للمؤتمرات والاجتماعات الدولية والعربية بل والخليجية، وهو اعترافٌ وتسليمٌ بشرعيتها وكأن وجودهم بات أمراً طبيعياً ومن يرفضه يعد متخلفاً رافضاً للسلام والاستقرار.

ما حدث للشهيد وعائلته في بيرزيت كان مفجعاً، إذ دخلت قوات العدو لمنزله مدججة بالسلاح بعد أن طردت عائلته وألزمت أفرادها برفع قمصانهم والانبطاح على الرمل كما ذكر أحدهم في تسجيل مصوّر لإحدى القنوات، ثم أفرغوا محتويات بنادقهم ورشاشاتهم داخل المنزل بطريقة عشوائية وعلى الشهيد الذي كان مطلوباً لهم بدم بارد، فأردوه قتيلاً، وخرجوا ليحرقوا البيت، وكأن قتل الشهيد والعبث بمحتويات المنزل وإغراقه بالرصاص لم يكن كافياً!

قُتِلَ الشهيد، وأُحْرِق المنزل، وشُرِّد أفراد هذه العائلة في حادثة موثقة كغيرها من الحوادث التي تقع يومياً على أرضنا العربية المحتلة، بينما لم يكلف المجتمع الدولي نفسه بالتفوه بكلمة واحدة استنكاراً أو حتى قلقاً، في حين أنه يزج أنفه في الشئون الداخلية للدول العربية باعتباره المخلص لها ومنقذها من شرور شعوبها ليظفر باحتلالٍ جديدٍ لدولةٍ ما، أو دمارٍ مرحبٍ به هنا أو هناك. ولن أتحدث عن المجتمع العربي لأنني أعرف تماماً بأنه لن ينطق ولن يحاول أن يرى أو يسمع؛ فبينما تصرّ الشعوب العربية على حق الفلسطينيين في أرضهم وحقهم في استرجاع كل شبرٍ منها وتعويض كل متضررٍ من الفلسطينيين، تصرّ الأنظمة على مباركة خطوات العدو والجلوس معه على نفس الطاولة ومحاربة من يحاربه بشكلٍ واضحٍ أو «من تحت الطاولة».

وما حدث في البرلمان الأردني في الأسبوع الماضي، كان خير مثالٍ على رغبة الشعوب في صون الحق الفلسطيني في أرضه وحق العرب في مقدساتهم الإسلامية والمسيحية على الأرض الفلسطينية، إذ صوّت جميع أفراده على سحب السفير الأردني من «إسرائيل» وطرد السفير الإسرائيلي في خطوة أعادت الأمل بدور البرلمانات العربية، على الرغم من أن القرار غير ملزم للحكومة، إذ تعتبر العلاقة الدبلوماسية بين الأردن والعدو الإسرائيلي من صلاحيات الملك وحده هناك؛ خصوصاً مع وجود اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين، والكرة الآن في مرمى السلطة الأردنية التي تستطيع أن تكون مثالاً لبقية الدول العربية الصامتة عن الحق.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4198 - الأربعاء 05 مارس 2014م الموافق 04 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 10:48 ص

      من المحرق

      يا بنت الشروقي البلد تعيش انفلات امني وانت تكتبين عن فلسطين ,,
      وينكم عن الانفجار ليش ما تكبون عنه ...

    • زائر 5 | 8:39 ص

      محمد

      اوهووووووووووووو للحين فلسطين عروس عروبتنا ؟ انا خلاص ما بقرا الاخبار العربية

    • زائر 3 | 4:31 ص

      هل سنعت عن جريمة الديه ؟؟

      أقول للكاتبة ، هل سمعت عن جريمة الديه الارهابية والتي ذهب ضحيتها شهداء الواجب وأخدمك الشهيد طارق الشحي من الإمارات الحبيبة ؟؟ هل فكرت ان تكتب عن هؤلاء يوما اضافة الي تسليط الضوء على الاحوال في جزر الواق واق

    • زائر 6 زائر 3 | 8:47 ص

      محمد

      زائر 3 ؟ اي واجب هدا ؟ كل رجل امن يقتل اما مغفل واما لص ؟ يا اخي الناس ما اتريد النظام هي مو بالقوة ؟ ولا هدي الدول طورت العمل السياسي حتى اتجي وجوه جديدة واتروح وجوه حتى انقول هذا مستوى تفكيرهم ؟ وما ينقص البحرين اللا الدين وانطير من فندق الخليج الى مسجد الفاتح ؟ والشعب مبيوك

    • زائر 2 | 12:44 ص

      انتم من اشغلتم العرب

      بالثورات واعمال الشغب والتخريب من اجل تحقيق مارب امريكا وايران

اقرأ ايضاً