يحتاج الكاتب بين فترة وأخرى إلى الابتعاد عن الحديث عن القضايا السياسية لكي يريح نفسه من ضغوطها التي تزداد يوماً بعد آخر، ولهذا آثرت ذلك هذا الاسبوع، مبتعداً عن السياسة ومقترباً من الحديث عن بعض الأعمال التي يمارسها البعض والتي لا تكاد تصدق لشدة غرابتها، والتي تؤكد أن العقل البشري مهما كان ذكياً، لا يمكنه أن يصل إلى الحقيقة دون سندٍ من الله يرشده إليها؛ وإلا كيف يمكننا أن نصدق أن عالماً في الطب أو الفيزياء أو الذرة يعبد فأراً أو بقرةً أو صنماً أو ما شابه ذلك من آلهة لا قيمة لها؟
شاب يمني ادّعى النبوة ولما قيل له: ما هي الدلائل على صحة دعواك؟ قال: قوله تعالى: «قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إلهٌ غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون»، وأضاف: «إن اسمي ضياء وهذا وعد الله قد تحقق وهاأنا أتيت»!
هذا المدعي ليس هو الأول وأظنه لن يكون الأخير، فمدّعو النبوة كثر ولكنهم تساقطوا جميعاً وسريعاً، فهذا الهراء لا ينطلي على المسلمين اليوم وسيتخذونه حديثاً يتندرون به!
في بيلاروسيا تتنافس الفتيات في كل عام جديد على معرفة حظهن في الحصول على زوج في العام الجديد، وتبدأ المنافسة بجلوس مجموعةٍ منهن متجاورات وتضع كل واحدة منهن كومةً من الذرة أمامها، ثم يتم إطلاق ديك من مسافة متساوية عن كل منهن، فالذي يختار الديك الأكل من ذرتها تكون هي صاحبة الحظ الأوفر في الحصول على الزوج. فكيف يمكن أن نصدّق أن ديكاً يستطيع تحديد من ستتزوج من الفتيات؟ لكنها من طرائف الشعوب وغرائب العادات!
برازيلي يدعى كار مليتا، يبلغ أربعة وسبعين عاماً، وكان قد تزوج من أربع نساء، قرر فجأةً الزواج من معزاته التي أحبها كثيراً! وقد علل سبب هذه المحبة بأن معزاته لا تتكلم ولا تطلب مالاً، ولا تحب الذهاب إلى الأسواق!
الصحيفة التي أوردت الخبر قالت إن المعزى أكلت ثوب الزفاف الذي كان من المفترض أن تلبسه ليلة الزفاف، لكن الزوج العاشق قرّر أن يشترى لمعزاته الحبيبة ثوباً آخر، متعهداً القيام بحفل كبير يليق بمعزاته الكريمة!
هل نتوقع أن تكون المعزاوات منافسات قويات للنساء في العهد القادم؟ وهل من المفترض على النساء البحث عن وسائل منافسة لقدرات المعزى لاكتساب قلوب الرجال المعزاويين؟
في ألمانيا قرّر وزير الخارجية السابق غيدو فيستر فيله، الزواج من صديقه رجل الأعمال ميشائيل مرونتس! وكان بينهما - كما قال - علاقة حب طويلة، وقد حرص على إقامة حفل عقد القران بحضور عدد كبير من أصدقائه في مدينة بون، التي قرر عمدتها القيام بإتمام إجراءات عقد الزواج بنفسه! رجل شهم ويعرف أصول الصداقة! هذا الزواج حضره عددٌ من أصدقاء العروسين السعيدين! ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، فما أسوأ انحراف الفطرة البشرية!
وفي أميركا قرّرت فتاة الزواج من كلبها، بعد أن فشلت في زواجاتها الأربعة الماضية، فقرّرت أن يكون خامس أزواجها كلباً لأنه أكثر وفاءً من كل الرجال، وفوق هذا فهو لا يخون زوجته! زوجة «الكلب» وزّعت رقاع الدعوة على صديقاتها وأصدقائها، ولبست أجمل ملابسها كما ألبست زوجها الكلب بدلةً أنيقةً، وتمت مراسم الزواج السعيد وسط فرحةٍ عارمةٍ من الزوجة وزوجها الكلب!
هذه الحضارة تتهاوى بسرعة، وما يجري انتهاك لحقوق البشر وليس فيه من الحريات ولا حتى اسمها!
في عمّان الأردنية، قام زوج بضرب زوجته في أحد الأسواق التجارية بعنفٍ شديدٍ حتى أغمي عليها، وتم نقلها بسيارة إسعاف إلى المستشفى. وقد برّر الزوج فعلته بأن الحكومة الأردنية رفعت الجمرك على الفساتين من 5% إلى 20%، ولأن الزوجة أصرّت على شراء عددٍ من الفساتين ذات علامات تجارية معروفة ممن شملتها زيادة الضريبة، غضب الزوج فقام بضرب زوجته بعنف!
على الزوجة أن تكون حذرةً وهي تتعامل مع زوجها مادياً، فقد تتكرّر الصورة في أكثر من بلد عربي. فالحذر الحذر يا زوجاتنا الفاضلات!
أما في مصر، فقد أعلن قبل أيام فريقٌ من القوات المصرية أنهم ابتكروا جهازين باستطاعتهما اكتشاف وعلاج مرض الإيدز، وكذلك فيروس الكبد الوبائي خلال ستة عشرة ساعة فقط! ومن عجائب هذا الاكتشاف أن الجهاز يستطيع معرفة وعلاج مريض الإيدز حتى لو كان المريض في مكان بعيد عن الجهاز! والعلاج كما يقول كبير المخترعين سهل جداً، فما على المعالج إلا أن يسحب المرض ثم يضعه في أصبع كفته ليأكله المريض فيقوم وكأنه لم يصب بمرض قط!
صحيفة «الغارديان» البريطانية علّقت على الخبر قائلة: هذا الاكتشاف لا علاقة له بالمنطق ولا أساس علمي له! أما المصريون فكانت لهم تعليقات كثيرة عليه، ومما قالوا: هيجيبوا المريض ويوقفوه قدام صورة السيسي فيطلع شعاع من عينه يقتل الفيروسات ويتم شفاؤه دون الحاجة إلى أخذ عينة دم من المريض! والمفاجأة أن قناة الشرق المصرية أكّدت أن من ظهر على القناة الرسمية ليس لواء ولا طبيباً، وإنّما هو معالج شعبي ظهر على قناة الناس الفضائية بتلك الصفة!
هذا الاكتشاف المزيّف حرك جانب النكتة عند المصريين وسواهم، فساهم في إدخال البهجة على بعض النفوس المصابة بالاكتئآب، ولعل هذه البهجة تكون علاجاً لها وتحقق ما لم يحققه جهاز الكفتة!
والغريبة الأخيرة في هذا المقال «الغرائبي»، كانت من أميركا، فالفتاة الأميركية بيتي هتون، أحبت ستة إخوان في وقت واحد، وهم أيضاً أحبّوها في وقت واحد، وذهبوا جميعاً لخطبتها في وقت واحد! ولأن الفتاة ديمقراطية - لأنها أميركية!- فقد اقترحت عليهم أن يتزوّجها كل واحد منهم سنتين ثم يطلقها ليتزوجها الآخر وهكذا، ولقي هذا المقترح الديمقراطي قبولاً من جميع الأخوة! وبدأ التنفيذ بحسب الاتفاق حتى وصل الدور على الأخ الأخير، ولكنه رفض تطليقها بعد انتهاء فترة عقده!
الفتاة الديمقراطية أعجبها موقف الزوج السادس وشعرت أنه متمسكٌ بها أكثر من الخمسة السابقين فوافقت على الاستمرار معه. شخصياً لا أدري كم سنةً مدّدت له! ولا أدري أيضاً عن نوعية هذا الزواج بل وهل يسمى زواجاً أصلاً؟ ولكن مادام أن الأميركان عملوه فلابد أن يكون جيداً، فهم أهل الحكمة والعقل وأهم شيء الديمقراطية!
في عالمنا الكثير من الغرائب والنوادر مما قد لا يصدقه بشر، ولكن من أعطاه الله عقلاً فليحمد الله عليه، فهناك كثيرون لا يملكون عقولاً صالحة للاستخدام الآدمي!
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 4196 - الإثنين 03 مارس 2014م الموافق 02 جمادى الأولى 1435هـ
تفسير العجيب و الغريب
كل شيئ لم يغرس في المخ بواسطة البيئة و الوالدين و المدرسة و لما ينتقل الي اللاوعي يعتبر عجيبا و غريبا. هناك امور عجيبة و غريبة في مجتمعاتنا للقادم اليها من الخارج. لا يمكن تفسير هذا التحليل و تصنيف الامور لانها لا تعتمد علي المنطق و لم تؤسس عليها. الكل يفتخر بتراثه و قيمها الأصيلة و الناظر اليها من كوكب اخر يندهش كيف التناقضات تعتبر من الثوابت في المجتمعات المختلفة. النتيجة: لا يمكن اعتبار العقل ميزانا لتقييم المعايير و التصرفات البشرية.
شكرا يا ولد عمي الموقر
زين سويت ابتعدت عن السياسة والفطاسة لليوم عساك دوم فرحان لتدخل البسمة من الصباح على شفاهنا شكرا لكاتب العزيز