العدد 4196 - الإثنين 03 مارس 2014م الموافق 02 جمادى الأولى 1435هـ

الصين والأسواق الناشئة: امتطاء الجياد البرية (1-2)

قبل شهر مضى، ناقشت بعض المخاطر الرئيسية للتحول الطفيف في سيناريو الاقتصاد العالمي للعام 2014. ومن بين هذه المخاطر، تظل المخاوف بشأن الركود الاقتصادي والتحديات أمام الأعمال المصرفية غير الخاضعة للرقابة في الصين متصدّرة المشهد مع بدء سنة الحصان بحسب التقويم الصيني يوم الجمعة الماضي.

وأضاف ازدياد المخاطر المتوقعة بشأن الصين إلى الوضع المتقلب، كما شهدناه في جولة جديدة من تدفقات رؤوس الأموال إلى خارج الأسواق الناشئة في الأسابيع القليلة الماضية كما حدث في الصيف الماضي. وفي حين هبط العائد على سندات الخزانة الأميركية التي تستحق بعد 10 سنوات هبوطاً طفيفاً منذ ديسمبر/ كانون الأول، على رغم بدء عمليات السحب الفعلي لمجلس الاحتياطي الاتحادي، فإن الأخبار عن تراجع الإنتاج الصناعي الصيني قد عجّلت من وتيرة مسار انخفاض استثمار المحافظ العالمية في الأسواق الناشئة عموماً وذلك لصالح البلدان المتقدمة.

وتمثل الأحداث السياسية و/ أو الاقتصادية أهمية أيضاً في حالات معينة (تركيا وأوكرانيا وجنوب إفريقيا والأرجنتين) لكن حقيقة أن البلدان التي لديها أسواق تتمتع بالسيولة وبقلة أوضاع عدم الاستقرار – مثل المكسيك وبولندا وماليزيا – عانت أيضاً من بعض عمليات البيع إنما تشير إلى وجود نطاق أوسع كثيراً.

ما حجم الآثار المحتملة عالميا لركود النمو الاقتصادي بالصين؟ لماذا أثرت الأخبار الحديثة تحديداً على الأسواق الناشئة؟

يوم الجمعة الماضي، قدم تقرير Global Data Watch لمؤسسة JPMorgan بعض التفسير. ويقدر هذا البحث أن الهبوط بنسبة نقطة مئوية واحدة في نمو إجمالي الناتج المحلي الصيني يؤثر سلباً بنسبة 0.46 نقطة مئوية على النمو العالمي خلال أربعة فصول مع وجود أثر عبر أسعار النفط. لكن في حين أن هذا يعكس انخفاضاً بنسبة 0.21 نقطة مئوية في نمو إجمالي الناتج المحلي للبلدان المتقدمة، فإن الرقم المقابل للأسواق الناشئة ككل هو 0.73 نقطة مئوية. وتتضرر البلدان المعتمدة على السلع الأولية خصوصاً؛ إذ إن البلدان الأخرى ربما تعتمد على بعض الانتعاش في الواردات من البلدان المتقدمة.

ويراقب العالم عن كثب التعديل المستمر بالانخفاض في نظام الأعمال المصرفية غير الخاضعة للرقابة في الصين، وساطة الاعتمادات تشمل هيئات وأنشطة خارج النظام المصرفي الخاضع للرقابة – إذ كان قرب إفلاس منتج استئماني ضخم في الأسابيع القليلة الماضية ضمن الأخبار المقلقة الخارجة من ذلك البلد.

أوتافيانو كانوتو

البنك الدولي

العدد 4196 - الإثنين 03 مارس 2014م الموافق 02 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً