العدد 4195 - الأحد 02 مارس 2014م الموافق 01 جمادى الأولى 1435هـ

عائلة في المحرق أبناؤها معاقون بصريّاً وذهنيّاً.. محرومون من التعليم وممارسة حياتهم

العائلة ناشدت الجهات المعنية بتوفير العناية لهم  - تصوير : محمد المخرق
العائلة ناشدت الجهات المعنية بتوفير العناية لهم - تصوير : محمد المخرق

تراهم يكبرون أمامها كل يوم، لتقف عاجزة أمام إصابتهم بالإعاقة البصرية والذهنية، ثلاثة من أبنائها يعانون من نفس المشكلة، التي أصبحت تحرمهم من أبسط حقوق العيش، منها حق التعليم.

عادل يبلغ من العمر 19 عاماً، وهو محروم من ممارسة حياته بشكل طبيعي ومن الخروج من المنزل، وكوثر ذات 14 ربيعاً تبكي لأن ليس لها صديقات، فقد غادرت المدرسة مبكراً بسبب إعاقتها البصرية والذهنية، أما فاطمة ذات التسعة أعوام، فهي تحلم بالعودة للمدرسة مرة أخرى.

عائلة بحرينية تعتقد بأن منزلها الذي تعيش فيه هو مكان ملائم للسكن، فالمكان مهيأ للعيش ومناسب كما يراه البعض، إلا أنه غير مناسب لعيش ثلاثة يتخبطون على بعضهم لعدم قدرتهم على الرؤية، حتى أنه يمكن وصفهم بالمكفوفين بسبب إعاقتهم البصرية، وهذا ما أكدته والدتهم.

وفي حديث إلى «الوسط»، قالت والدة المعاقين بصرياً وذهنياً: «لدي أربعة أولاد ابنتان وابنان، إلا أن القدر شاء أن يصاب ابني البكر بمرض السرطان ليفارق الحياة في العام 2012 وكان يبلغ من العمر 18 عاماً، وكان الوحيد الذي لا يعاني من أية إصابة في النظر».

وأضافت قائلة: «رزقت بعدها بابني عادل، وبعدها رزقت بابنتي كوثر، وبعدها ابنتي فاطمة، وجميعهم يعانون من نفس المشكلة، ما عدا ابني البكر المتوفى والذي كان يكد ويعمل لمساعدة والده ولتوفير احتياجات إخوته رغم صغر سنه». وتابعت «طرقت أبواب المستشفيات جميعها فمجمع السلمانية الطبي كان يؤكد عدم وجود مشكلة ولجأت إلى أطباء آخرين وتبين وجود مشكلة في الشبكية».

وأوضحت أنهم غير قادرين على الرؤية بشكل طبيعي حتى مع النظارة الطبية، مشيرة إلى أنه في أحيان كثيرة يتخبطون ويقعون على بعض بسبب عدم قدرتهم على الرؤية، مؤكدة أن وضعهم يزداد سوءاً خلال فترة المساء بسبب انعدام الضوء.

ولفتت إلى أنه بسبب وجود مشكلة في النظر أصيبوا بإعاقة عقلية بنسبة بسيطة، مبينة أنها سجلت ابنها عادل في إحدى المراكز إلا أنه لم يستفد، كما أن ابنتها كوثر لم تستطع إكمال دراستها، في الوقت الذي أيضاً غادرت فاطمة مقاعد الدراسة بسبب مشكلة النظر، مشيرة إلى أن المدارس لا يكون فيها اهتمام، فكان يتم دمج ابنتها فاطمة مع ذوي الاحتياجات الخاصة الشديدة، وكثيراً من الأحيان ما كانت تتعرض للضرب، فضلاً عن أن المدارس غير مهيئة لاستقبال مثل حالات ابنائها.

وقالت: «لا أستطيع مغادرة المنزل معهم فهم يتعرضون إلى الانتقادات من الناس، وهذا ما يجرح مشاعرهم، لذا أفضل أن أبقيهم في المنزل بعيداً عن أعين الناس».

وأضافت قائلة: «لا أستطيع مغادرة هذا المنزل فذكريات ابني البكر محفورة فيه، إلا أنه لا مفر فأبنائي يتعذبون أمامي فهم يقعون على بعضهم البعض بسبب صغر المكان، إضافة إلى أن الشارع الموجود فيه المنزل لا تستطيع أن تمر فيه السيارة، فسيارتنا نقفها بعيداً وفي كل مرة أواجه مشكلة في الخروج من المنزل».

وقال رب العائلة: «المنزل يقع في شارع ضيق لا يمكن حتى للسيارة المرور فيه، وأواجه مشكلة عند محاولة نقلهم إلى المستشفى أو أي مكان آخر، إذ أنه لا يمكن مرور السيارة بالقرب من المنزل، إضافة إلى أن مشيهم في الطريق يعرضهم للخطر فأحياناً يتخبطون في المشي وقد يصطدموا بالسيارة أو بالمارة».

وأضاف قائلاً: «المنزل الحالي قمت بشرائه بعد الحصول على قرض شراء من الإسكان وكان القرض عبارة عن 10 آلاف دينار، وها أنا على وشك الانتهاء منه».

وواصل «تقاعدت منذ فترة وأعمل حالياً في بيع التمور لعلي أوفر احتياجات أسرتي، فما يستلمه أبنائي الثلاثة من وزارة التنمية الاجتماعية لا يكفي لسد احتياجاتهم».

وتابع «منزلي لا يضم أبنائي فهو صغير وهم بحاجة إلى مكان أوسع لتكون حركتهم أسهل، لذا أناشد وزارة الإسكان بمنحي منزل آخر، ولها الحق في التصرف في هذا المنزل وبإمكانها الاقتطاع من راتبي التقاعدي».

من جانبه، قال عضو مجلس بلدي المحرق غازي المرباطي: «تقدمت بطلب قبل أسابيع لوزير الإسكان باسم الحمر، طلباً للنظر في حالة مواطن يعاني أبناؤه جميعهم من إعاقة بصرية وذهنية، ويصعب على المواطن المعني الحصول على موقف قريب من منزله، مما يجبره إلى إيقاف سيارته على مسافة بعيدة، وذلك ما يعرّض أبناءه وزوجته إلى الخطر أثناء النزول من السيارة والتوجه إلى المنزل أو العكس، وقد تلقيت اتصالاً من الوزير والمسئولين بعد ذلك».

وأضاف «بعثت المستندات المطلوبة إلى الوزارة، وأتمنى أن يكون هناك تحرك مستمر لإيجاد حل لهذه العائلة».

العدد 4195 - الأحد 02 مارس 2014م الموافق 01 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 10:03 ص

      ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء

      اسأل الله ان يمد لكن العون

    • زائر 5 | 2:44 ص

      أين العدل ..ذهب مع علي

      الله المستعان في دولة الغرائب

    • زائر 4 | 12:31 ص

      أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء

      تقطع قلبي لهذا الخبر ولكن اسأل الله ان يمد لكم يد العون
      يا الله

    • زائر 3 | 11:45 م

      الله يرأف بحالهم

      الله يساعدهم ويرأف بحالهم.

    • زائر 2 | 11:45 م

      اين حق المعاقين المتزوجين من الوحدات السكنية

      اين زيادته مخصصهم 150 دينار بس حبر علي ورق وافقتون علي الزيادة ولم نراها انتم لديكم الصحه والمال خسو في غيركم الي يعاني والالام الي يعيشها

    • زائر 1 | 11:26 م

      ام ايمن

      الله يساعدكم كثير من المواطنين يعاني القطع في راتب قبل وزارة التنمية اليتاما والارامل والمطلقات وكبار السن والشباب ضد التعطل وغيرهما كثير كثير

اقرأ ايضاً