العدد 4195 - الأحد 02 مارس 2014م الموافق 01 جمادى الأولى 1435هـ

مزارعو أبوصيبع: غياب للدعم الحكومي ومسيل الدموع يودي بحياة مئات الحيوانات ويدمِّر المحصول

بعض عبوات الغاز المسيل للدموع المنتشرة في المزارع وخصوصاً مزرعة السيد عمران  -تصوير : عقيل الفردان
بعض عبوات الغاز المسيل للدموع المنتشرة في المزارع وخصوصاً مزرعة السيد عمران -تصوير : عقيل الفردان

مساحات خضراء، نخيل شاهقة، حيوانات، منظر يعود بك إلى عشرات السنوات الماضية التي كانت فيه البحرين مليئة بالمساحات الخضراء والزراعة، إذ كانت النخيل الشاهقة عنوانا لكل المناطق وفي كل الطرقات، ولكنها اختفت وانحسرت بشكل كبير ورغم ذلك لايزال المتبقي من هذه المساحات الخضراء يعاني من مشكلات كبيرة وسط غياب الدعم الحكومي اللازم لتضاف إليها معاناة من مسيلات الدموع التي أصبحت تحصد المحصول والحيوانات، ما يكلف اصحاب المزارع مبالغ كبيرة.

التقت «الوسط» عددا من أصحاب المزارع في منطقة أبوصيبع الذين استعرضوا جزءا من معاناتهم مع غياب الدعم الحكومي، مطالبين بـ «دعم حكومي للمحصول البحريني، وإعطائه الأولوية في عمليات الشراء بدل تفضيل المحصول الخارجي»، وتابعوا «الغاز المسيل للدموع أدى إلى نفوق الكثير من الحيوانات والمحاصيل تتضرر باستمرار».

وأشاروا إلى أن «بطاقات المزارعين تم إيقافها بسبب مخالفة بعض الأشخاص وهذا عقاب جماعي، إذ مر على إيقاف البطاقات سنة كاملة دون أي جديد».

«مزرعة الصائغ»: لا يشترى محصولنا لأنه بحريني

من جهتهم، قال اصحاب مزرعة الحاج عبدالله الصائغ والتي بدأ العمل فيها منذ 20 عاماً على مساحة 17 ألف متر مربع ان «نخيل الواشنتونية المستخدم للزينة هو الذي نعتمد زراعته منذ 6 سنوات وهي مصدر الرزق الرئيسي لنا في المزرعة»، وتابعوا «نحن لا نستوردها بل نقوم بزراعتها منذ أن تكون بذرة أو صغيرة للغاية وهي بحرينية 100 في المئة».

وأضافوا «كانت السوق في البداية ممتازة ولكنها تراجعت بنسبة كبيرة، والغريب أننا تقدمنا لمناقصات رسمية ولكنهم يرفضون أن نقوم بتركيب الواشنتونية لأنها بحرينية بل يريدونها مستوردة»، وواصلوا ان «هذا يخالف التوجيهات والتصريحات الرسمية بدعم الإنتاج المحلي».

وأشاروا إلى أن «العاملين في قطاع الزراعة يعانون بشكل كبير جراء غياب الدعم الحقيقي فضلا عن التراجع في هذا القطاع»، مؤكدين أن «الدعم الوحيد الذي حصلنا عليه هو من صندوق العمل (تمكين) من خلال دعم مالي لشراء رافعة ولم نحصل على أي دعم غيره، ولا يمكننا الاستفادة من دعم الصندوق بسبب الشروط التعجيزية، ووصل الأمر حتى معرض الحدائق شاركنا فيه لمرة واحدة وبعدها رفضوا مشاركتنا بحجة أن بطاقة الوالد هي بطاقة مزارع».

ارتفاع كبير في إيجار الأراضي

وزيادة في المعاناة، بينت العائلة أن «إيجار الأرض ارتفع بشكل كبير للغاية وسط غياب الدعم وهذا كله يأتي في الوقت الذي تحتاج فيه البحرين لدعم أنواع الزراعة كافة بشكل حقيقي على الأرض»، وشددوا على أن «مصروف الزراعة أكبر من دخلها ولابد من دعم حكومي لسد هذه الفجوة من خلال دعم الانتاج الزراعي البحريني في المراحل كافة وخصوصا مراحل التسويق والبيع».

واستغربوا من «موقف الجهات الرسمية من نخيل الواشنتونية البحرينية على رغم مقدرتنا على تلبية الاحتياجات وزراعتها في سرعة قياسية، إذ ان جميع الدول تقوم بدعم الانتاج المحلي في جميع مراحله وصولا لشراء الانتاج المحلي وهو الأمر الأهم»، وتابعوا «نعمل مع الشركات ولكن الجهات الرسمية الحكومية ترفض شراء المنتج المحلي، فالدعم المهم هو ما بعد الانتاج وليس الدعم المالي الذي هو عبارة عن قرض يجب دفعه وبالتالي زيادة مصروفات»، وختموا «تصور أن هذه المساحة من الأرض وهي 17 ألف متر مربع يتم إعطاؤنا تصريحا لعاملين اثنين لها فقط وهذا عدد لا يكفي أبداً، لذلك لابد من زيادة عدد العمال، كما نطالب بالإسراع في الانتهاء من موضوع إيجار الأرض لانه لا يمكننا القيام بأي مشروع في ظل غياب عقد الإيجار بعد انتهائه».

مسيل الدموع يقتل الحيوانات ويتلف المحصول

«مسيل الدموع أكبر مشكلة نواجهها، فهو يقتل الحيوانات وخسائرنا جراء اطلاقه في المزرعة آلاف الدنانير»، العبارة التي بدأ بها صاحب مزرعة السيد عمران كلامه، وهي المزرعة التي ورثوها عن اباهم عن أجدادهم وبدأوا في الزراعة فيها قبل نحو 100 عام قبل جدهم.

وقال «الدعم الذي نحصل عليه من الحكومة هو إطلاق مسيل الدموع في المزرعة والذي قتلت الكثير من الحيوانات وتسبب في اتلاف وتسمم المحصول الزراعي»، وتابع «فعلى مدى ثلاث سنوات تسبب مسيل الدموع بوفاة 15 بقرة تبلغ قيمتها نحو 30 ألف دينار فضلا عن خسائرنا بوفاة الاغنام التي وصلت إلى نحو 3 آلاف دينار بالاضافة الى الدجاج والطيور».

وواصل صاحب مزرعة السيد عمران «الغاز يؤثر كثيرا على الابقار فخسرنا الكثير من الاجنة فضلا عن تعرض بعضها لمشكلات في إدرار الحليب بسببه»، وأردف «لدينا حصان صغير كان عمره يوم واحد راح هو الآخر ضحية الغاز المسيل للدموع، فضلا عن إصابة آخر في الرأس بعبوة مسيل للدموع ومازالت آثارها في رأسه».

وأضاف «الغريب اننا مقابل كل هذا الذي يجب أن يتوقف لا نحصل على أدوية وعلاج إلا في الحالات الطارئة والتطعيم بشكل دوري»، واستكمل «لدينا طلب للحصول على مياه معالجة منذ بداية توصيلها للمزارع إلا انه لم يتم توصيلها الى الآن رغم مراجعاتنا المستمرة»، مطالبا بـ «منحنا بطاقة من إدارة الثروة الحيوانية من أجل الحصول على الدعم اللازم، بالإضافة إلى حاجتنا لتطوير عين الماء وصيانتها».

المياه المعالجة غائبة لأسابيع... والأدوية غير كافية

إلى ذلك، أكد صاحب مزرعة السيد مصطفى والتي تبلغ مساحتها نحو 7 آلاف متر مربع أن «الدعم غائب، فالمياه المعالجة غائبة منذ ثلاثة أسابيع، ما يتسبب في خسائر كبيرة لنا فضلا عن عدم كفاية الأدوية التي تعطى لنا إذ إننا نخسر مئات الأمتار من الحشائش التي نزرعها»، وتابع «رغم زيارة المعنيين إلا أن المياه المعالجة لم تعد».

وواصل «الغاز المسيل للدموع في الكثير من المرات يحرق الحشائش فضلا عن دخول سيارات الأمن للمزرعة وتكسيرها للمرشات والمحصول، ما يكبدنا خسائر كبيرة»، واستكمل «يريدون مكافحة السوسة ولكنهم لا يدعمون المزارعين بتوفير الأدوية الكافية».

وأفاد صاحب مزرعة السيد مصطفى أن «لنا أموالا نتيجة فوزنا بمناقصة وتنفيذها وبقي من المبلغ 75 ألف دينار، ومنذ سنوات نحن نطالبهم بالمبلغ ولكن كل مرة يطلبون الفاتورة ولا يسددون المبلغ»، مستغربا من أن «الجهات الرسمية وبدلا من سداد المبالغ المستحقة لنا منذ نحو 5 سنوات تم إيقاف أعمالنا مع الجهات الرسمية لأنه لم تدفع لنا المبالغ المستحقة»، وطالب بـ «الإسراع في الانتهاء من موضوع إيجار الأرض، ودعم عملية الانتاج وتسويق المحصول وشرائه».

إحدى العيون التي تحتاج إلى التطوير والصيانة
إحدى العيون التي تحتاج إلى التطوير والصيانة
غياب علاج الأدوية يتسبب في موت نخيل بمزرعة السيد مصطفى
غياب علاج الأدوية يتسبب في موت نخيل بمزرعة السيد مصطفى
آثار لإصابة حصان صغير بعبوة مسيل للدموع في وجهه
آثار لإصابة حصان صغير بعبوة مسيل للدموع في وجهه
نفوق الكثير من الحيوانات في مزرعة السيد عمران جراء إلقاء مسيل الدموع
نفوق الكثير من الحيوانات في مزرعة السيد عمران جراء إلقاء مسيل الدموع

العدد 4195 - الأحد 02 مارس 2014م الموافق 01 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 6:32 ص

      رد

      يا ذكي احتجاجات الإطارات وحرق الإطارات في العالم كلهه من مئة سنه عمرها ما قتلت لا حيوانات ول بشر!!
      مسيل الدموع وأضح شنو يسوي ويسبب ولا تحبطون الامور لان كل شي واضح حبيبي

    • زائر 13 | 5:47 ص

      ارفعو شكوى

      رفعو شكوى وصور الانتهاكات للمزارع !!
      في ثلاث سنوات وايد ناس خسرو بسبب الهمجية في اطلاق مسيل الدموع الي ما نجوف احد تكلم عنه ول احد تحاسب بسببه!

    • زائر 12 | 5:46 ص

      الحكومه

      اذا تبون تناشدون ناشدو الحكومه لان الي يطلقون مسيل الدموع عندهم امر من وزارة الداخليه وثاني شي طالبو بالتعويض لازم تطالبون بالتعويض لان اكثر المتضررين يترزقون ومصدر دخلهم الوحيد !

    • زائر 11 | 2:50 ص

      يااصحاب المزراع

      السبب مسيلات الدموع تودى بالحيوانات وليش مايكون حرق الاطارات السبب الاول

    • زائر 15 زائر 11 | 8:39 ص

      بنت عليوي

      حرق الايطارات تتم على الشارع العام للاحتجاج وليس بداخل المزارع والمنازل ثانيا لما يتم حرق ايطارات بالشارع تلاقي السيارات واقفة تنتظر فتح المجال ليها للسير بينما لو اطلق عليهم مسيل الدموع جان تركو سيايرهم وهربوا لان الريحة لا تحتمل وكم شهيد قتل بسبب مسيل الدموع بينما لم يقتل احد من حرق ايطارات، شكلك عمرك ما شميت مسيل الدموع ولا تدري عنه ولا يمكن االحقد والنفاق طغى على ضمائركم

    • زائر 10 | 1:12 ص

      قتلوا البشر والشجر والحجر

      عادي يقتلون المزارع بما فيها

    • زائر 8 | 12:08 ص

      الى زائر 1

      هذي صورة حصان صغير يعني فلو مو حمار وانت بكرامة

    • زائر 6 | 11:59 م

      حصاان مو حمااار هههههههه

      حصاان مو حمااار هههههههه

    • زائر 1 | 9:56 م

      حلوة صورة الحمار أعزكم الله وجبينه المصاب

      حتى الحيوانات ما سلمت المؤسف استخدام قنابل المسيلة للدموع فاقت الوصف

    • زائر 5 زائر 1 | 11:39 م

      انقذونا

      ما ظل انسان ، ولا حيوان ، ولا نبات على ارضنا الاّ ويشتكي من ضرر المسيل للدموع.

    • زائر 7 زائر 1 | 12:03 ص

      هذا حمار

      شوف الصوره عدل يا حظي هذا حصان. حصان

اقرأ ايضاً