بات واضحاً الكم الكبير من الأخطاء التحكيمية التي حفلت بها بعض المباريات الأخيرة في مسابقاتنا المحلية على صعيد الكبار وبالذات في كأس الملك والدوري العام، وأغلب هذه الأخطاء أثرت على سير ونتائج المباريات بشكل مباشر، فهنالك أندية تضررت وأخرى استفادت، وأيضاً بعض الأندية ينطبق عليها الاثنان؛الاستفادة والتضرر!، وطبعاً الأخطاء التحكيمية هي جزء من كرة القدم وهذا لا يختلف عليه اثنان بكل تأكيد، ولكن هنالك اختلاف كبير في التعاطي مع مثل هذه الأخطاء في كل العالم، من جميع الأطراف سواءً كان اللاعبون أو الأندية والإعلام وحتى لجان التحكيم أنفسها، وأيضاً لا نستبعد الحكام أنفسهم من هذا الأمر، فهم أيضاً لديهم طريقة في التعاطي مع الأخطاء ويجب أن تكون مثالية من أجل تفادي عدم تكرارها.

شخصياً لم يعجبني تصريح سكرتير لجنة الحكام جاسم محمود والذي يتعاون بشكل كبير مع رجال الصحافة والإعلام، إذ تحدث عن مباراة الرفاع الشرقي والمحرق وما صاحبها من لغط تحكيمي، فهو أيد عدم صحة ركلة جزاء الشرقي التي جاء منها التعادل مع نهاية الوقت الإضافي، واعتبر أن كرة الهزاع الشرقاوي لم تتجاوز خط المرمى في بداية الشوط الثاني، أنا لا أقصد هنا إن كلام الصديق محمود لم يعجبني ولكن أتكلم بشكل عام، فهذا التصريح ربما يفتح أبواباً كانت مُغلقة ولجنة التحكيم في غنى عنها، فأولاً سيكون هنالك إحراج مع طاقم التحكيم الذي أدار اللقاء وبالذات من أخطأ في القرار بحسب رأي محمود، فالمحاسبة وتصحيح الأخطاء لابد أن تكون في غرف مغلقة حتى يتعلم الحكام من أخطائهم، وأنا لا أقصد هنا الحديث عن العقوبات المتخذة بشأن الحكام، فالقصد عملية تصحيح الأخطاء، وأيضاً حصلت ردة فعل من نادي الرفاع الشرقي الذي رفض هذا التصريح وما ساقه سكرتير لجنة الحكام في حديثه، واعتبروه تقليلاً من شأن فوزهم، وقالوا إن جاسم محمود تغافل الحديث عن حالات أخرى حصلت في اللقاء ومنها عدم احتساب ركلتي جزاء صحيحتين لفريقهم بحسب رأيهم، ثم أيضاً بالتأكيد هنالك أندية بدأت تتحسس، فلماذا لم يتكلم محمود عن الحالات التي تضررت منها فرقها؟.

لجنة الحكام يجب أن تكون لديها سياسة ثابتة وواضحة، وهي إما أن تخرج بتصريحات رسمية بعد كل جولة تُبين فيها حكمها على الحالات التحكيمية التي شهدت جدلاً في كل مباراة وتوضيح رأيها في صحة هذه القرارات من عدمها، وهنا أتحدث عن كل مباراة، أو أن تُبقي الأمور داخلية ولا تلجأ للحديث في الحالات التحكيمية مثلما حصل في الأمر الأخير بخصوص مباراة الرفاع الشرقي والمحرق، وطبعاً اللجنة لديها رجال قادرون على اتخاذ الأمر المناسب، ولكن هذا لا يمنعنا من طرح آرائنا وفق ما نراه مناسباً كذلك، وليس من باب مهاجمة أحد أو التصيد في الماء العكر بخصوص أي تصريح أو حديث، فنحن نقف مع ما نراه مناسباً لتطوير رياضتنا وكل ما يتعلق بها، ونتمنى ألا تشهد المباريات القادمة أخطاءً مؤثرة، حتى لا يقع الضرر على أي فريق، وحتى تكون الفترة المقبلة ناجحة تحكيمياً.