حينما قضيت الصلاة رمى الملحد بجسده إلى الأرض وهو يشعر بلذة وراحة فغلبه النعاس فنام.
وبعد ساعة أيقظه المسلم ووضع بين يديه طعام الغذاء فتناوله الملحد دون أي حديث عن ما جرى.
وحين اقترب العصر جاء المسلم بأثقال أعظم من تلك التي جاء الصبح ووضعها فوق جسد الملحد. بقي الملحد بأثقاله وهو يترقب ما لا يعلم.
غلبه الوجع لكن التحدي داخله دحره على السكوت والاحتمال.
وحين رحلت الشمس وارتفع صوت المؤذن في أرجاء البلاد قام المسلم وفعل مع الملحد كفعلته الأولى من وضع الأثقال عنه والوضوء والصلاة.
قدم المسلم للملحد طعام العشاء وتركه لينام في راحة وبركة.
وحينما غادر من الليل قسطه أيقظ المسلم الملحد ووضع فوق جسده أثقالاً أضعاف ما وضعه عليه من قبل حتى أمست حركة الملحد ثقيلة وبطيئة.
بقى الملحد يتألم ويندب نفسه على حماقة هذا المسلم الذي يروم أن يقصم ظهره وربما يسخر منه لكنه بقى يتحدى جواب رب المسلم في نفسه فصبر ليرى ما قد يحصل، وقال في نفسه: لقد تحملت يوماً بأكمله وهذا الصباح قد اقترب فلمَ أضيع جهد عمل يوم كامل؟ سأصبر لأرى.
بقي الملحد على حالته حتى أطرق سمعه صوت الأذان يعج في الأرجاء، وحين سمع الملحد صوت الأذان قام قائماً على قدميه يجر نفسه للبئر، فلما رأه المسلم على هذه الحالة تبسم في وجهه، وقال له: لماذا حضرت مسرعاً.. هل قدمت للصلاة؟ فقال الملحد: لا بل لتنزع عني هذه الأثقال التي قصمت ظهري.
فقال له المسلم: ها قد أجبت بنفسك على سؤالك، اذهبْ فقد استوفيت ردك ولست بحاجة للصلاة إذا كنت لا تشاء إقامتها معي، فقال الملحد للمسلم مستغرباً: كيف ذلك؟
فقال له المسلم: إن الأثقال التي على جسدك ثقيلة عليك وحين صليت طرحتها عنك فاسترحت، ولو لم تستجب لأمري بالصلاة لطرحت عليك جميع الأثقال دون أن أنزع عنك سابقاتها ولهلكت الآن.
كذلك الذنوب تثقل القلب، وأن الصلاة تطرح الذنوب عن القلب فيستريح. وحين تلبي نداء الله للصلاة في كل مرة يطرح الله عنه تلك الأثقال من الذنوب، ولكن إن خبت وتقاعست ولم تؤدِّ صلاتك طرح الله عليه ذنوباً فوق ذنوبك فيثقل قلبك ويهلك من كثرة الذنوب.
وإن أثقال القلب لأعظم على الإنسان من أثقال الجسد. هذا هو جوابك فانصرفْ.
فبهت الملحد من جواب المسلم وفعله معه، لكنه قال معترضاً: إذاً لماذا أثقلت علي في الليل أعظم من مما سلف من اليوم؟
فقال له المسلم: ما بين العشاء والفجر تزداد الخلوات وتكثر المعاصي بين الخلق، ولو أنك خرجت من الدار إلى الخلاء لرأيتني قد توضأت لقيام الليل ولأزلتُ عنك تلك الأثقال قبل طلوع الشمس وقبل أن يبلو جسدك بها، لك
ن شغلتك نفسك والغفلة عن السؤال.
حواء الأزداني
إن حاجات الموظفين الداخلية قد تتعدد وتتنوع باختلاف شخصياتهم. الأمر الذي يحدد سلوكهم داخل المنظمة. إلا أن الإداري الناجح هو من يدرك تماماً كيفية التعامل مع هذه الاحتياجات لاستخراج الأفضل دائماً من الموظفين. وبما أن احتياجات الموظفين متعددة ومختلفة فهي بحاجة أيضاً إلى مصادر إشباع متعددة. فهناك بعض الحاجات يمكن إشباعها مادياً (كصرف بعض العلاوات والترقيات) والبعض الآخر يشبع معنوياً (كمنح أوسمة تقديرية، أو إدراج أسماء الموظفين المتميزين في لوحات الشرف داخل المنظمة).
ومما لاشك فيه أن الحماس قوة معنوية مهمة تحفز الموظفين للأداء الجيد إلا أنها قد تخمد بمرور الوقت إن لم تجد الدعم والإثارة. إن حاجة الموظفين للدعم والتشجيع والتقدير من قبل الإداريين هي حاجة بشرية طبيعية تساهم في تغذية وشحن طاقات الموظفين الإيجابية، ولذلك فإننا كموظفين في مواقعنا المختلفة بحاجة ماسة لتعزيز وزيادة ممارسات التحفيز الإداري.
إذاً ما الذي يجعل البعض من الموظفين في بعض الأقسام أو المنظمات متحفزين لأداء أفضل ما لديهم، بينما يكون الكثير منهم محبطين في أداء أعمالهم وخصوصاً في بعض مؤسسات القطاع الحكومي؟
من الملاحظ أن جزءاً كبيراً من مستوى أداء الموظفين لا تقع مسئوليته على الموظف نفسه فقط، وإنما على الإداريين ورؤساء الأقسام ومدى قدرتهم في التعامل مع الموظفين وشحذ الهمم. إن الإداري الناجح هو من يستمع للموظفين ويستخدم مهاراته لمعرفة ما هو المهم بالنسبة لهم، وما هي احتياجاتهم لكي يكون قادراً على توجيه سلوكهم بالشكل الصحيح. ويستطيع أي إداري أن يطبق ذلك مثلاً من خلال سؤالهم المباشر أو ملاحظتهم أثناء العمل. كما أن التحفيز اللفظي يعتبر واحداً من أهم وأقوى الممارسات التي يستطيع الإداريون استخدامها في بيئة العمل. فتشجيع الموظفين عن طريق تقديرهم ومدحهم ببعض الكلمات التي تتسلل لنفوسهم، يخلق فيهم نوعاً من القوة والحماس لبذل مجهود مضاعف في إنجاز أعمالهم بطريقة إبداعيه. إن غياب التحفيز الإداري واللفظي من ممارسات الإداريين في القطاع الحكومي يؤدي إلى تدني أداء الموظفين، ويخلق في نفوسهم حالة من الملل والإحباط تقودهم لإنجاز أعمالهم بصفة روتينية تقليدية لا تحمل أي نوع من الإبداع والابتكار.
إن تشجيع الموظفين وتحفيزهم يساعد في زيادة الكفاءة والإنتاجية في القطاع الحكومي، إضافة إلى زيادة الرضا الوظيفي وولاء الموظف للمنظمة التي يعمل بها، كما أنه يساهم بشكل مباشر في تنمية الطاقات الإبداعية لدى العاملين بما يضمن ازدهار المنظمة وتفوقها.
نبيلة مدن
ماجستير إدارة أعمال
متخصصة في إدارة وتطوير الموارد البشرية
ينجذب الإنسان لمعظم الشعارات نظراً لما لها من فائدة بليغة على الفرد وبالتالي على المجتمع.ومن تلك الشعارات (كلنا نقرأ) أو دعوات المثقفين للقراءة، أو مجرّد حب الفرد للقراءة والاطلاع.
ويبدأ ذاك الإنسان في البحث عن مصادر للقراءة، فيذهب للمكتبات العامة ويجلس في المكتبة التي تحتوي مختلف الصنوف من العلوم، ويستمتع بالقراءة إلى أوقات متأخرة من الليل أو النهار، فالهدف في النهاية هو الإفادة وعدم التقييد لا بزمن ولا بمكان معينين. وتلك الصورة الجميلة البراقة للباحث عن العلم لأجل العلم، نراها فقط في الدول الغربية وتحديداً جلبتُها من مشهد يقوم فيه البطل والكومبارس- في فيلم أجنبي- بالقراءة في المكتبة لساعات طويلة يطوون في اليوم الواحد من حياتهم كتاباً كاملاً.
ونأتي إلى عالمنا العربي، وتحديداً في مملكة البحرين الحبيبة التي اعتنت بالثقافة والأدب والعلوم الأخرى، والتي نرى فيها الشخص الواحد لديه أنواع وأنواع من الاطلاع في علوم شتى ربما لا علاقة بينها، كالأدب والفلك معاً أو الكيمياء وعلم النفس معاً.
من تجربتي الشخصية، لا أعرف مكاناً يتبنى الشباب ويحتوي رغبتهم في الاطلاع في كل الأوقات. صادف أنني أبحث عن كتاب، فقمتُ بزيارة مركز عيسى الثقافي ذاك الصرح العظيم والمزيّن بتلك النقوش والألوان الجذابة، ولكن، إنه مغلق!كان ذاك يوم الجمعة الموافق 21 من فبراير/شباط 2014 وعلّة ذلك أن المركز مفتوح في أيام الأسبوع فقط!
واكتفيتُ بطرح سؤال تبادر لذهني هو: هل نيل العلم رهين بأوقات معينة؟ ماذا يفعل المحب للعلم إذا أراد الاستزادة وليس لديه وقت إلا في أيام الإجازات والعطل؟ ثم ماذا لو لم يحصل الباحث عن المعرفة على الكتاب في المكتبات التي تبيع الكتب؟ ماذا عن الجوع المعرفي والحاجة العلمية لمثل ذاك الاطلاع، من سيشبعهما؟ أو متى سيُشبعان؟
في البحرين ومنذ عقود خلت رأينا المستشفيات تفتتح أبوابها على مدار الساعة لاستقبال المرضى، ووجدنا أيضاً الصيدليات لا تغلق أبوابها أبداً، وأخيراً قامت المطاعم والأسواق تلبي رغبات الزبائن الجياع إلى ساعات متأخرة من الصباح أو على مدار الأربع والعشرين ساعة في اليوم، فيقوم على كلٍ منها عاملون في الساعات الأولى وآخرون في الساعات الأخيرة.
وعلّة الجهل وقلّة المعرفة إنما يجب علاجها من خلال القراءة في أوقات مفتوحة للجميع، والشهيّة للقراءة يجب إشباعها عن طريق توفير مصادر متاحة للقراءة، يقوم فيها الفرد بالقراءة لساعات طويلة يقضيها ملتهماً كل الكتب التي حوله، وليس ذاك فحسب، بل تكون هناك آلة لإعداد القهوة والشاي في ركن من أركان المكتبة، وتكون مرافقها كغرفة للصلاة ودورات للمياه أمراً لابد منه من أجل دعم الثقافة الحقيقية لشعب بأكمله. فإذا أردنا تنمية الشعب درسنا مستوى معرفته وثقافته، من دون الخوض في العلم الذي يقدّم في المدارس والجامعات والذي للأسف نراه لتحصيل الدرجات فقط.
هذا كله يأتي من الإيمان العميق والراسخ بأهمية الثقافة لدى الشعب، ولو كنتُ من ذوي النفوذ والمال لما ترددتُ أبداً في وضع مشروع يسد الحاجة للمعرفة لدى الناس، فيكون هذا المشروع ذا مردود فعلي وجلياً على أرض الواقع ويكون أجراً وثواباً في عالم الآخرة.
فاطمة الوادي
مع الانتشار الواسع لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي كـ «تويتر» وغيرها في تداول الأفكار والتعبير عن الآراء، إلا أن هناك وللأسف من يستغل هذه الوسائل في إذاعة الأخبار الكاذبة والإساءة إلى الآخرين كالسب والقذف والمساس بالنسيج الوطني ووحدة الشعب.
وبالتأكيد فإن هذه الأفعال تعتبر جرائم يعاقب عليها القانون، حيث نصت المادة 168 من قانون العقوبات على أنه (يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وبالغرامة التي لا تجاوز مئتي دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين من أذاع عمداً أخباراً أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو مغرضة أو بث دعايات مثيرة إذا كان من شأن ذلك اضطراب الأمن العام أو إلقاء الرعب بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة).
أما في حالة القذف والسب فإن المادة 364 قد نصت على أنه (يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين أو بالغرامة التي لا تجاوز مئتي دينار من أسند إلى غيره بإحدى طرق العلانية واقعة من شأنها أن تجعله محلاً للعقاب أو للازدراء. وتكون العقوبة الحبس والغرامة أو إحدى هاتين العقوبتين إذا وقع القذف في حق موظف عام أثناء أو بسبب أو بمناسبة تأديته وظيفته، أو كان ماسًّا بالعرض أو خادشاً لسمعة العائلات، أو كان ملحوظاً فيه تحقيق غرض غير مشروع.
وإذا وقع القذف بطريق النشر في إحدى الصحف أو المطبوعات عد ذلك ظرفاً مشدداً)، كما أشارت المادة 365 (يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بالغرامة التي تجاوز مئة دينار من رمى غيره بإحدى طرق العلانية بما يخدش شرفه أو اعتباره دون أن يتضمن ذلك إسناد واقعة معينة. وتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنتين والغرامة التي لا تجاوز مئتي دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا وقع السب في حق موظف عام أو أثناء أو بسبب أو مناسبة تأديته وظيفته، أو كان ماسًّا بالعرض أو خادشاً لسمعة العائلات أو كان ملحوظاً فيه تحقيق غرض غير مشروع. وإذا وقع السب بطريق النشر في إحدى الصحف أو المطبوعات عد ذلك ظرفاً مشدداً).
وقد وجدت هذه القنوات الإلكترونية في الأساس لخدمة المجتمعات وزيادة التواصل فيما بينها بل أصبح لها أيضاً مميزات كثيرة في المعاملات التجارية، إلا أن لها في الجانب الآخر عدداً من السلبيات التي تنجم عن سوء استخدامها من قبل الأفراد، ومن ذلك استخدامها في التحريض على إشاعة الفوضى وارتكاب جرائم متنوعة، ومن بينها الجرائم الماسّة بأمن الدولة الخارجي عن طريق إيصال الأخبار والصور التي من شأنها الإضرار بالمصالح الوطنية، والتحريض على كراهية نظام الحكم، بالإضافة إلى نشر الأخبار والصور المزورة المنسوبة كذباً إلى الغير والتي من شأنها اضطراب السلم الأهلي أو الإضرار بالصالح العام، والتحريض على ارتكاب مختلف الجرائم الجنائية كالقتل أو الإتلاف أو الحريق، والتحريض على ازدراء طائفة من الناس.
كما أن هناك جرائم أخرى ترتكب تحت مظلة وسائل التواصل الاجتماعي ومنها إهانة الذات الملكية أو علم الدولة أو شعارها الوطني، وإهانة دولة أجنبية أو منظمة دولية أو رئيسها أو ممثلها لدى الدولة أو علمها أو شعارها الرسمي، والتأثير في الرأي العام، والمساس بإحدى الملل المعترف بها أو التحقير من شعائرها، وإهانة رمز أو شخص موضع تمجيد أو تقدير لدى أهل ملة بالقذف والسب وإفشاء الأسرار.
وزارة الداخلية
وقفتُ أمامَ المرآة... أنظر للآخر!
أحدثهُ... أعاتبهُ، يبتسم بوجهي!
يسخر مني! كلّ العالم!
يتحدّثُ صمْتُه...
يذكرني... بأفراحي وأحزاني!
وأشواقي! وكلّ وساوسِ الدنيا...
يذكرني بِما أجرمتْ، بما أحسنت!
دموعي أصبحت مطراًّ! وناراً تحرقُ
الأشجان! وثلجاً... كمَّم الألحان!
إذا بالآخرِ الصامت... يدندن!
أيسخر من حرارة قلبي؟
برودة دمعي؟ لا أعلم!
يسخرُ من كل العالم!
يحدثني... بصمتٍ لستُ أفقههُ،
«يا إنسان! افهم واعلم!
إنك في ساعات الدنيا...
تحلم! تعلم! تفهم!»
ومضى في الظلمةِ الحمراء!
بقيتُ وحيداً...
أنا وبقيةُ الكلمات... تدندن
بأذني... «تحلم! تعلم! تفهم!»
أتلك طلاسم الشيطان؟
أتلك طلاسم اللاوعي؟
ظلام الليل يرقبني... تَبَسمْ!
أيمن زيد
بحور الشعر خدامك وبحرك في الشعر غبات
يامالك بالشعر لقلوب وكاشف بالنفس غبات
يغب الخل عن خلّه ولاتغيره أبد غبات
علي الشرقاوي صارى تعلّى كل ظهر غبه
عفاطى النكعه ماتهمنى أنا يريور فى غبه
وأنا ما تغبه نيلاتى مثل ما حاسدى غبه
أنا بحار إبن بحار وسهله عندى الغبات
***
هواي اِلخانِنِي مارِيــد أعِيشـهْ
وُولفي الما دَرَهْ إبحالــي وعِيشِهْ
حَرمني الزاد مِن مايِه وُعِيْشِــهْ
وُهُو بَطران وما يسـأَل عَليِّــهْ
خليفة العيسى
العدد 4193 - الجمعة 28 فبراير 2014م الموافق 28 ربيع الثاني 1435هـ
فعلا
أمة اقرأ لا تقرأ