قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ فريد المفتاح، إن المصالح الشخصية والحزبية، والخلافات والتجاذبات السياسية في المجتمع، انتهكَت المحبة والودَّ بين الناس في المجتمع، في الوقت الذي يجب أن تكون «عاملاً للتآخي والتآلف والتصالح بين أبناء المجتمع، وأن تكون واقعاً ملموساً في حياتهم ومعاشهم».
وشدد المفتاح، في خطبته أمس الجمعة (28 فبراير/ شباط 2014)، على ألا تكون المحبة «عرضة للمساومة»، حتى وإن اختلف الناس فيما بينهم، وتباينت أنظارهم، وتغايروا في آرائهم، «بل ينبغي أن تكون المحبة مرتكزاً لوحدة المجتمع، وحصناً حصيناً له من التفكك وانتشار بواعث الكراهية والتنافر، التي تنتشر وتستشري بسبب أطماع شخصية، وتجاذبات سياسية خرقت هذه المحبة».
ورأى أن المحبة في المجتمع انتُهكت بسبب ما وصفها بـ «حظوظ حزبية وخلافات مذهبية، أو الرغبة في تحقيق مصالح فئوية أو طائفية... انتُهكت بسبب اتباع هذه المصالح والأهواء والتجاذبات وبسبب الجدال والخلاف بين الناس... انتُهكت هذه المحبة التي يرسخها الإسلام، وانتهكت نسيج ترابط المجتمعات، وانتُهكت المحبة والود بين الناس، وأثرت سلباً على المحبة والتحاب والتقارب بين الناس».
وأكد أن «علينا بالمحبة أن نرتقي ونسمو فوق كل ذلك، فالمحبة التي يريدها الدين شجرة ثابتة طيبة يانعة، وثمارها خيرة طيبة في كل وقت وحين، فاحرصوا على الاتصاف بصفات المؤمنين المحبين، ومنها الحب لله، وفي نشر المحبة بين الناس».
وأشار إلى أن «المحبة لابد أن تتوهج في قلب الإنسان المسلم عملاً، وأخلاقاً، وسلوكاً عمليّاً إيجابيّاً في حياته، فيراه الناس محبّاً لربه متأدباً مع خلقه، طيباً خيّراً حضاريّاً في تعامله وصفاته وتصرفاته وأخلاقه، وجميع تعاملاته مع الناس».
وتحدث المفتاح في خطبته عن ضرورة محبة العبد لربه وخالقه، وما يترتب على ذلك الحب من أثر على حياة الإنسان.
وأفاد بأن «ثمرات محبة العبد لمولاه، وما ينعكس إيجاباً في حياته، منها أن يكون الإنسان بسبب المحبة التي عود نفسه عليها يكون منشرح الصدر، مطمئن النفس، هادئ البال، سعيد العيش، قانعاً محباً محبباً محبوباً، وتقر العيون برؤيته وتطيب المجالس بحديثه، فإن العبد متى ما أصلح بينه وبين ربه أصلح الله ما بينه وبين نفسه وخلقه وأسرته وأصحابه، وجعل له محبة ورضاً وقبولاً بين الناس، فمتى ما تحققت محبتك الغامرة لله تحقق ذلك».
وأضاف «أن تحب الخير للناس وتحب الخير كل الخير، فتحب رسول الله ووالديك وأهلك وأولادك وإخوانك وأصدقاءك وأصحابك، وتحب كل من هم حولك، فينتشر الحب واللطف بين الناس، وينتشر التآلف والتسامح بين المسلمين، ويتبادل الناس والمسلمون الحب واللطف والوداد، فيصبح المجتمع مجتمعاً فاضلاً صالحاً متصالحاً متسامحاً مع بعضه بعضاً، ويكون بسبب المحبة مجتمعاً متحابّاً... يحب الناس بعضهم بعضاً وذلك لتأكد محبتهم لخالقهم تبارك وتعالى، وهكذا يتحقق الفلاح والفوز، وتنتشر السعادة والاطمئنان والسكينة بين الجميع».
وخلص إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، إلى أن «محبة الله شجرة طيبة متى غُرست في القلب أثمرت كل عمل صالح، وكل خُلق كريم، وكل سلوك نبيل رفيع، وكل وصف بديع جميل، فمحبة الله ليست مجرد رغبة أو رهبانية، أو التزاماً شخصيّاً مجرداً، بقدر ما هي إيمان ويقين راسخ عميق، وفهم سليم للدين، يتحول إلى عمل وسلوك، وأخلاق عالية، يتمثلها الإنسان في حياته، وإلى تعامل حضاري إسلامي رفيع».
العدد 4193 - الجمعة 28 فبراير 2014م الموافق 28 ربيع الثاني 1435هـ
بارك الله فيك شيخ فريد
خطاب جديد وكلام موزون قل ان نجد هذا الكلام الان، بارك الله فيك
العزيز
مع الأسف الشديد أن أول سهم في نعش الحب واللحمة الوطنية خرج من قوس أحد المتمصلحين والمقتات على الفتنة الطائفية من ساحة الفاتح الذي كان هذا الصرح قد جمع من قبل الطائفتين الكريمتين بمؤتمر التقارب بين المذاهب الإسلامية وكنت أحد الحضور .حسبنا الله ونعم الوكيل.هل سيرجع الفاتح كما كان ملتقى التقريب بين المذاهب؟
لاتهرب المصالح عجل إخلق الطائفية
حتى يتهربوا من الإستجابة لمطالب الشعب لكونهم قتلوا سجنوا عذبوا فصلوا شهروا
لم يفلحوا فالبلطجة والطائفية سلاحهم لكن لن يفلحوا.