يعقد الرئيس الاوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش اليوم الجمعة (28 فبراير / شباط 2014) غداة ظهوره مجددا في روسيا بعدما كان متواريا عن الانظار، مؤتمرا صحافيا في وقت يبدي الغرب قلقه حيال النزعة الانفصالية في شبه جزيرة القرم محذرا روسيا من اي "تصعيد".
ودخل خمسون مسلحا ليل الخميس الجمعة مطار سيمفروبول عاصمة القرم، بحسب ما افادت وكالة انترفاكس-اوكرانيا غير ان المطار لا يزال مفتوحا فيما يقوم مسلحون باللباس العسكري بدوريات خارجه، وفق صحافي في وكالة فرانس برس.
وبعدما كان يانوكوفيتش متواريا عن الانظار منذ ان اقاله البرلمان السبت، عاد الى الظهور في روسيا حيث وضع نفسه تحت حماية السلطات في وجه "المتطرفين".
واعلن يانوكوفيتش المطلوب في اوكرانيا بتهمة "القتل الجماعي" بعد مقتل 82 شخصا في كييف الاسبوع الماضي، متحدثا الخميس "ما زلت اعتبر نفسي الرئيس الشرعي للدولة الاوكرانية" ومن المقرر ان يعقد مؤتمرا صحافيا الجمعة الساعة 17,00 (13,00 تغ) في روستوف-سور-لو-دون المدينة الروسية القريبة من الحدود مع اوكرانيا على مسافة حوالى 200 كلم من مسقط رأسه دونيتسك.
وفي سيمفروبول عاصمة منطقة القرم ذات الحكم الذاتي والتي تسكنها غالبة من الناطقين بالروسية وقد الحقت باوكرانيا عام 1954، رفع العلم الروسي فوق البرلمان المحلي الذي سيطر عليه منذ صباح الخميس عشرات المسلحين الموالين لروسيا.
وبعد بضع ساعات صوت البرلمان المنعقد في جلسة مغلقة في المبنى على تنظيم استفتاء في 25 ايار/مايو حول توسيع الحكم الذاتي واقالة الحكومة المحلية.
ووصف الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن عملية الكومندوس للسيطرة على مبان رسمية في سيمفروبول بانها "خطيرة وغير مسؤولة" داعيا روسيا الى تفادي "اي تحرك يمكن ان يتسبب بتصعيد" في الازمة الاوكرانية.
غير ان موسكو اكدت انها لا تقف خلف الاضطرابات في القرم التي تؤوي اسطول البحر الاسود الروسي في مدينة سيباستوبول المطلة على البحر، بحسب ما اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي اجرى الخميس مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وقال كيري ان روسيا تعهدت "باحترام وحدة اراضي اوكرانيا"، مجددا دعوته الى تفادي اي "استفزازات".
وقالت الولايات المتحدة انها تراقب انشطة موسكو العسكرية بعدما وضعت روسيا بعض قواتها في "حال التاهب" وعمدت بشكل مفاجئ الى استعراض قواتها في المناطق العسكرية الغربية القريبة من اوكرانيا، وفي الوسط للتثبت من جهوزيتها للقتال.
واثارت هذه العملية التي يشارك فيها 150 الف عنصر وتستمر حتى 3 اذار/مارس، والمقترنة بالتوترات الانفصالية في القرم، مخاوف العديد من الدول الغربية ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا التي اعربت الخميس عن "قلقها البالغ".
من جهته اعلن وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية الاوكرانية ارسين افاكوف الخميس وضع جميع قوات الشرطة بما فيها القوات الخاصة في حالة تأهب بغية الحؤول دون حصول "حمام دم بين السكان المدنيين" او "تطور الوضع الى مواجهة مسلحة".
وحذر الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف الخميس موسكو من تحريك اسطولها وقال "اتوجه الى القادة العسكريين لاسطول البحر الاسود: على جميع العسكريين ان يلزموا المواقع المحددة في الاتفاقيات. ان اي تحركات لقوات مسلحة سيعتبر عدوانا عسكريا".
وردت موسكو التي تؤكد احترامها للاتفاقيات الموقعة مع اوكرانيا، ان "تحركات" قواتها الجارية "لا تشكل اي تهديد وليس هناك اي قيود قانونية لذلك".
وعين البرلمان بالاجماع الخميس ارسيني ياتسينيوك (39 عاما) الموالي لاوروبا رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية التي دعيت لتولي قيادة البلاد قبل الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 25 ايار/مايو، والتي اعلن انه لن يترشح لها.
وان كان شدد على خطورة الوضع في القرم، الا انه ذكر ايضا بالتحدي الاقتصادي الهائل الذي تواجهه حكومته، موضحا ان الدين العام وصل الى 75 مليار دولار اي ضعف مستواه عام "2010 حين وصل يانوكوفيتش الى السلطة".
واوكرانيا التي تقدر حاجاتها التمويلية ب35 مليار دولار خلال السنتين المقبلتين، وجهت طلب مساعدة رسميا الى صندوق النقد الدولي تلقته المؤسسة المالية الخميس مبدية "استعدادها للاستجابة له".
واكد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لرئيس الوزراء الجديد في مكالمة هاتفية اجراها معه، ان بوسعه الاعتماد على "الدعم التام" للولايات المتحدة حين ستعمد اوكرانيا الى "اجراء الاصلاحات الضرورية لاستعادة عافيتها الاقتصادية ومواصلة عملية المصالحة واحترام واجباتها الدولية والسعي لاقامة علاقات صريحة وبناءة مع جيرانها".