العدد 4192 - الخميس 27 فبراير 2014م الموافق 27 ربيع الثاني 1435هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

البَغْيُّ فِيِ الخُصُوْمَة

مدنية الإنسان من المسلَّمات التي يفرضها وجوده بعد خلقه، وهذه المدنية قائمة على حتمية التعاون والتكامل والتضامن بين أفراد جنسه ومجتمعه. ذلك أَنَّ الفرد من البشر ليس باستطاعته إشباع حاجاته واحتياجاته، واستمرار بقائه إلا بمساعدة الآخرين.

والإنسان بحسب تعبير فيلسوف الإغريق أرسطو «كائن اجتماعي مدني بطبعه يعيش مع غيره في تنافر وتجاذب وينتج عن ذلك إدراكه لذاته ولغيره» (أرسطو)، فهو لا يستطيع العيش بمعزل عن بني جنسه. ولهذا يشير الراغب الأصفهاني في «المفردات» إلى هذا المعنى بقوله: «سمي الإنسان بذلك لأنه خلق خلقه لا قوام له إلا بأنس بعضهم ببعض» ولهذا قيل: الإنسان مدني بطبعه من حيث لا قوام لبعضهم إلا ببعض ولا يمكنه أن يقوم بجميع أسبابه».

ومعلوم أَنَّ الإنسان وبحسب ما تعتريه نَفْسُهُ من مقتضيات قوى الخير والشر كالغضب والشهوة التي تنعكس آثاره الواضحة على الأفراد والمجتمع، وواحدة من أبرز هذه المقتضيات التي إن لم تتحلَّ النفس بالانقياد والانضباط وهي (الخصومة).

تعريف الخصومة

الخُصومَة اسم من التَّخاصُمِ والاخْتِصامِ.عرَّفها ابن منظورٍ بـ (الجَدَل). فخاصَمَه خِصاماً ومُخاصَمَةً: غلبه بالحجة، والأَلَدُّ: الخَصِمُ الجَدِلُ الشَّحِيحُ الذي لا يَزيغُ إِلى الحق.

وقال أبوهلال العسكري في الفروق إنَّ المجادلة: «هي المخاصمة فيما وقع فيه خلاف بين اثنين». والمخاصمة: «مُنَازَعَةُ المخالفة بين اثنين على وجه الغلظة».كما بيَّنَ وجه الفرق بين المُخَاصَمَةِ والمُعَادَاةِ بقوله: «أن المخاصمة من قبيل القول، والمعاداة من أفعال القلوب، ويجوز أن يخاصم الإنسان غيره من غير أن يعاديه، ويجوز أن يعاديه ولا يخاصمه».

في القرآن الكريم

قوله تعالى: «مِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ» (البقرة: 204)، وقيل في معناها: (التكَلُّمُ بعجيب الكلام، مع رعاية جانب الحق، والعناية بصلاح الخلق، ورفعة الدين وأهله بينما هو من أشد الخصماء الذين لا يتورعون عن أي سلوك منحرف يحقق أهدافهم وطموحاتهم).

في الأحاديث الشريفة

ورد ذكر الخصومة في عدد من الأحاديث التي تكشف عن خطورة ما يمكن أن تتسب به من ضررٍ ومصائب وويلات للإنسان ومجتمعه، كرواية الشيخ الكليني بسنده عن الإمام الصادق (ع) عن أمير المؤمنين (ع) قوله: «إياكم والمراء والخصومة فإنهما يمرضان القلوب على الإخوان وينبت عليهما النفاق». وفي رواية أخرى عنه قوله (ع): «إِيَّاكُمْ وَالْخُصُومَةَ فَإِنَّهَا تَشْغَلُ الْقَلْبَ وَتُورِثُ النِّفَاقَ وَتَكْسِبُ الضَّغَائِنَ». كما روي عن الإمام الباقر (ع) قوله: «إِيَّاكَ وَالْخُصُومَاتِ، فَإِنَّهَا تُورِثُ الشَّكَّ، وَتُحْبِطُ الْعَمَلَ، وَتُرْدِي صَاحِبِهَا، وَعَسَى أَنْ يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ بِالْشيءِ لاَ يُغْفَرُ لَهُ».

النهي

ومن هنا يُفهم منشأ النهي عن البغي في الخصومة لما تؤدي إليه من مساوئ وشرور تمتد إلى حدِّ التسلُّط والإيذاء للخصوم، فضبط الإنسان لخصومته وإقامتها على حد الاعتدال وبين الإفراط والتفريط «مُتَعَذِرٌ أَوْ مُتَعَسِّرْ، ولعلَّ الأحاديث الشريفة كاشفة عن هذا الأمر.

العلاج

وعليه فيذهب أكابر الأخلاقيين إلى علاج الخصومة بالتقوى والحكمة، والخوف من الجبَّار وتحصيل رضاه، وإصابة الحق بالعلم والعقل، واعتماد الموعظة التي يرق لها القلب، والنصيحة التي تلين لها النفس، ويصحو بها الضمير من ما تحُثُّ عليه شرائع السماء وسير العقلاء لما فيه صلاح الإنسان وبناء مجتمعه. وفي ذلك عِبْرِةٌ وذِكْرَى? لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

أحمد عبدالله


صلاة المسلم (1)

قدم رجل ملحد إلى جاره المسلم فقال له: لماذا تهلك جسدك بالصلاة ولا تجد لها فائدة ولا منفعة على جسمك غير إنهاكه؟

فأطرق المسلم برهة ثم قال له: أرجع غداً صباحاً لأرد لك الإجابة فعاد الملحد وهو يقول في ذاته: لا رد للمسلم على الجواب وما ردني إلا لانهزامه وقلة حيلته.

فحين طرق الصباح مداخل الأرض أتى الملحد إلى دار جاره المسلم فطرق الباب، ففتح جاره الباب وحياه وأجلسه بقربه وأحضر له مائدة الإفطار.. وبقي يحادثه والملحد لم يسأله عن الجواب هذا لتيقنه أنه قد غنم جاره في رتل الألحاد وأن جاره لا يملك أي رد على السؤال.

فلما جهرت الشمس بحرارتها وارتقت في مدى السماء.. قام المسلم وأتى بأثقال خفيفة وقال للملحد: لقد فكرت في سؤالك بالأمس وألهمني ربي إجابته لكن إجابته تشترط عليك أن تلازمني منزلي وعملي حتى الغد وتشتغل ما آمرك به تماماً من دون أي احتجاج وإلا فلن أخبرك جواب ربي أبداً.

فقال الملحد مستأنساً بالأمر: بل قبلت وأنا في ترقب جواب الله الطويل.

فقام المسلم وعلق على جسد الملحد تلك الأثقال التي بيده وذهب في شئونه والملحد يرافقه.

أما الملحد فبقى بتلك الأثقال يتنقل كيف يشاء ولم ينزعها أبداً.. فلما دنت الظهيرة تزايدت أوجاع الملحد من جراء الأثقال لكنه بقى متصبراً على ثقل الحديد ليرى ما يفعل جاره المسلم به.

فلما أتى الظهر، ارتفع صوت جامع المسلمين بالأذان فأتى المسلم إلى الملحد وقال له: قم الآن، فقام معه فأتى به إلى بئر ماء ونزع عنه تلك الأثقال.

فلما نزعت عن الملحد الأثقال شعر بالراحة تنسل إلى جسده. طلب المسلم من الملحد أن يعمل كصنعه ففعل. توضأ المسلم فشابهه الملحد ثم تقدم إلى الصلاة ورفع صوته حتى يتبعه الملحد.

حواء الأزداني


التحفيز الإداري

يلعب التشجيع أو التحفيز في بيئة العمل دوراً مهماً يساهم في زيادة إنتاجية الأفراد داخل المنظمة. فمن المؤكد أننا نحن معشر البشر لسنا نعمل كالآلات، وإنما نحن كتلة من المشاعر والأحاسيس ترتبط بالدوافع والاحتياجات، ولابد للعمل أن يرتبط بهذه المشاعر. ولذلك فإن حُسن الأداء في العمل أو تذبذبه أو سوءه يرتبط بمشاعر الموظف تجاه عمله، زملائه، مرؤوسيه والمنظمة نفسها.

إن التشجيع وتحفيز الموظفين يلعب دوراً مهماً إلا أنه أيضاً أداة فعالة ومهارة يجب أن يتقنها الإداريون والمسئولون في المنظمات باختلاف أنواعها. والتحفيز هو عبارة عن مجموعة من العوامل والمؤثرات الخارجية التي تشجع الفرد على رفع مستوى أدائه وزيادة إنتاجيته من خلال إشباع حاجاته لتوجيه سلوكه نحو أداء إيجابي معين في بيئة العمل.

ويساهم التشجيع بصورة مباشرة في التحكم الفعال في سلوك الموظفين ويضمن تعزيز السلوك الإيجابي وتوجيهه بحسب ما تقتضيه المصلحة المشتركة بين المنظمة والعاملين فيها. إلا أن عملية تشجيع الموظفين وتحفيزهم ليست بالأمر السهل، حيث تختلف آليات التشجيع والمحفزات من موظف لآخر وذلك طبقاً لاختلاف شخصيات الموظفين، واحتياجاتهم، أو طموحهم الوظيفي.

ويصنف الباحث الأميركي David McClelland احتياجات الموظفين داخل بيئة العمل إلى ثلاث احتياجات تحفيزية رئيسية وهي الحاجة إلى الإنجاز، الحاجة إلى السلطة والقوة، والحاجة إلى الاندماج. إن الفئة الأولى من الحاجات تشمل الأفراد الذين يميلون لحل المشكلات ويملكون روح التحدي، وتحقيق نتائج واقعية وهم بحاجة للحصول على مردود حول مدى قدرتهم على الإنجاز وإحداث التغيرات في بيئة العمل. أما الفئة الثانية هي الحاجة للسلطة والتي قد نراها لدى بعض الموظفين الذين يميلون للقيادة ونشر أفكارهم ليكونوا مؤثرين ولهم بصمة خاصة بهم في العمل. بينما يميل أصحاب الفئة الثالثة في الحاجة للاندماج حيث يهتم هؤلاء بتكوين علاقات ودية للتفاعل مع الآخرين وتتلخص حاجتهم في أن يكونوا أفراداً محبوبين ومعروفين على المستوى العام في فريق العمل أو داخل المنظمة.

نبيلة مدن


إجازة على متن باخرة

قرأت كثيراً عن الباخرة السياحية، التي تبحر في مياه الخليج العربي الزرقاء، وعن برامجها الشيقة التي تبحر بالمسافر إلى آفاق بعيدة من المتعة والسرور، ففي خضم قراءاتي واستطلاعاتي الكثيرة عن هذه الباخرة فكرت أن أقضي عطلة الربيع هذا العام على متنها وأرى بأم عيني صدق ما قرأته.

استمرت هذه الرحلة لمدة أسبوع، استمتعنا خلالها كثيراً وقد مضت كلمح البصر، فقد انطلقنا من دبي إلى عدة مناطق في دولة الإمارات العربية المتحدة حتى وصلنا إلى سلطنة عمان، ولم نكن نشعر بأننا في البحر فقد كانت تلك الباخرة العملاقة بمثابة مجمع تجاري كبير يتحرك فوق مياه الخليج الهادئة وتحت السماء الصافية الزرقاء مما كان يبعث في النفس الراحة والطمأنينة، وعلى متن الباخرة عشنا أحلى أسبوع حيث كانت تقام الكثير من الفعاليات والعروض الشيقة فتلك الرحلة ستظل في الذاكرة إلى الأبد.

أخي القاريء لكي تستمع بإجازتك وبدون تكلفة ترهقك أنصحك أن تجرب السفر على متن هذه الباخرة مع أهلك، وستستمتع بكل تأكيد في هذه الرحلة التي ستغير حياتك وتبحر بك في جمال البحر والأماكن الجميلة.

صالح بن علي


جاوبني

نقشت اسمك في الفؤاد

وأنت عني ناوي البعاد

هل أنا أسيت إليك

بادرت عنك بالجهاد

قلبك يقسو وأنت لا تشعر

لا متى فيك يطول العناد

حيرتني بأمرك يا عزيزي

يرضيك ألبس ثوب الحداد

جاوبني يا عزيزي بدون أسئلة

وكلامي كله إليك وكاد

هل أنت بالمثل تجادلني

تجادلني في أيام الحصاد

في الكون مثلك لم أرَ

يبيعني بالرخص في سوق المزاد

وإلك أبياتي من صميم قلبي

نيران هجرك تسطي بالفؤاد

جميل صلاح


مالي غيرك يا حبيب

مالِي غِيْرَكْ يا حَبِيْبْ

تِحْلَى لِي كَعْداتِهْ

حُبِّي لَكْ بَحْرْ اِلْخَلِيْجْ

وُشُوْقِي ماياتِهْ

إنْتْ يا أَغْلَى وَطَنْ

مَرْفُوْعَهْ راياتِهْ

***

إنْتْ مَوّالْ اِلْطَرَبْ

يا زِيْنَهَا اَلْحانِهْ

إنْتْ لِي فَرْحَةْ حَبِيْبْ

عادُوْا لَهْ خِلانِهْ

إِنْتْ يا أَحْلَى عُمُرْ

يا فَرْحَةْ أَيّامِهْ

***

عِدْتْ لَكْ بَعْدْ اِلْسَفَرْ

طايِرْ لَكْ اِبْشُوْقِي

شايِلْ فِي قَلْبِي عِشِق

ضاقَتْ بِهْ اِدْرُوْبِي

مَلِّيْتْ مِنْ غُرْبُتِي

وَلْهانْ لَكْ شُوْفِي

خليفة العيسى

العدد 4192 - الخميس 27 فبراير 2014م الموافق 27 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:17 ص

      عن الباخرة

      أرجو من الكاتب ان يعطينا تفاصيل أكثر مثل السعر والشركة المنفذة ووغيرها من الأمور ولك جزيل الشكر

    • زائر 1 | 10:41 م

      سؤال عن تكلفة اجازة الباخرة

      ( لكي تستمع بإجازتك وبدون تكلفة ترهقك أنصحك أن تجرب السفر على متن هذه الباخرة )
      شكرا للاستاذ صالح بن علي على الموضوع ,
      كم تبلغ تكلفة السفر على متن الباخرة ؟

اقرأ ايضاً