السلمانية - محمد باقر أوال
مع ضغوط الحياة اليومية وتسارع وتيرة الحياة، يصبح من الصعب إعطاء أولوية للحفاظ على صحة البدن عامة والعين خاصة، ولذلك يمكن الأخذ بعين الاعتبار بعض النصائح والتعليمات المفيدة من اختصاصين التي من شأنها أن تساعد في الحفاظ على نعمة الإبصار المهمة.
بدوره قال استشاري جراحات الشبكية والجسم الزجاجي بمركز الخليج للعيون، زميل الكلية الملكية لجراحي الأعين - بريطانيا، وعضو الجمعية الأوروبية للشبكية والجسم الزجاجي سامر جابر بشير، إن العلم كان حتى وقت قريب يستقى من الكتب أو من مصاحبة البشر، لكنه الآن يأتي عبر شاشات إلكترونية مضيئة بكل الأشكال والأحجام، وبأشد تفاعلية كانت أو خالية منه.
وأضاف «إن هذه الشاشات تشترك في نظرنا اتجاهها لساعات طوال متناسين أن العينين ترهقان بسبب المشاهدة الطويلة من كل هذه الإضاءة».
وعن تجنب إرهاق العينين، وجّه سامر إلى ضرورة اتخاذ خطوات من شأنها تخفيف العبء على العينين، منها عدم استهلاك طاقة العين وإعطائها فرصة للراحة كل حين وآخر.
وأضاف «نعلم كلنا لهفة الأطفال على اللعب ولهفة الكبار لتفقد أحوال المجتمع ولكن العين تجف وترهق فيستحسن تقسيم ما نريد معرفته على أوقات مختلفة من اليوم وتنويع النشاطات البصرية».
ونوه إلى «كلنا نعرف ما نأكله لذلك يشكل تناولنا للأطعمة ذات الألوان الطبيعية المتنوعة الغنية بمضادات الأكسدة أول خطوات الحياة الصحية التي تساعدنا على الوقاية من أمراض العيون والعمى».
وأضاف «الأطعمة ذات اللون البرتقالي كالجزر والبطاطا الحلوة واليقطين غنية بالفيتامين أ، أما الخضراوات الورقية مثل السبانخ والملوخية والكرنب فهي غنية بالمواد اللازمة لتصنيع فيتامين أ في الشبكية مثل اللوزتين ويفضل أكلها نيئة أو مطهوةً طهياً خفيفاً، والحمراء مثل الفلفل الأحمر والطماطم فهي غنية بفيتامين سي ومضادات الأكسدة، وكلما زادت كثافة اللون كلما زاد تركيز العناصر الفعالة».
وأوضح سامر «تتميز الفواكه الأرجوانية مثل العنب والخوخ بغناها بالبيوفلافونويدز، أما الفيتامين أ فيوجد في جنين القمح والجوز وبذور دوار الشمس، كما تتوافر الأحماض الدهنية في الأسماك الدهنية مثل سمك السلمون والسردين وفي بذور الكتان فكل هذه الأطعمة تساعد على الحفاظ على صحة العين، كما تجب التفرقة بين الأحماض الدهنية المفيدة للغاية وبين الدهون الحيوانية المشبعة الضارة».
وحذر من الآثار السلبية للتدخين على صحة العين، إذ قال: «يندر أن تمضي سنة دون أن تكتشف أضرار صحية جديدة للتدخين أو علاقته بأمراض قديمة، فالتدخين الثانوي أو السلبي مضر أيضاً، وهناك دراسات عديدة تربط بين التدخين والإصابة بالماء الأزرق، فيجب التوقف عن التدخين حالاً، حيث إن الجسم يحتاج إلى 5 سنوات ليتخلص من السموم ولترجع الخلايا إلى سابق عهدها».
النظارات الشمسية
وشدد سامر على ارتداء النظارات الشمسية لتمنع التعرض لأشعة الشمس المباشرة مع ملاحظة أنه لابد أن تكون من نوعية جيدة تقي العينين من أشعة الشمس فوق البنفسجية التي تلحق الضرر بالقرنية وتؤدي مع الوقت إلى إتلاف الشبكية وعدسة العين كالمياه البيضاء. وكذلك يجب أن تكون عدساتها عريضة بقدر ما يغطي محجر العين حتى لا تنفذ الأشعة من أطراف العدسات.
كما ذكر أنه من المعروف أن ما يناسبك قد لا يناسب غيرك ومع الانتشار الواسع لشتى الأنواع وتعددها يصبح من الصعب التوصية باستخدام ماركة على حساب الأخرى ولذلك يوصى بالتالي:
يتوجب الامتناع عن استخدام مستحضرات نساء آخرين ولو حتى للتجربة، وهذا ينطبق على العينات المفتوحة في المتاجر لذلك يفضل استخدام عينة غير مستخدمة مسبقاً، والابتعاد عن استخدام أي منتج يحتوي على الرصاص في تكوينه.
وأضاف أن يجب «وضع الكحل على الحافة الخارجية للجفن وليست الداخلية حيث يحتوي الجفن على غدد دهنية صغيرة قد تسد مع الاستخدام المتكرر، والحرص على تجديد مستحضرات تجميل العينين بانتظام، وذلك لتلافي تكاثر الجراثيم فيها، وضرورة توخي الحذر من بعض مساحيق الأساس التي تتكون من بودرة وهذه قد تؤدي للحساسية بالعين أو الجيوب الأنفية ولذلك يفضل تلك المكونة من كريم».
نمط الحياة الصحي
وأشاد سامر «بضرورة ممارسة الرياضة بانتظام مما يؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية والجهاز التنفسي. وتعتبر الرياضة مفيدة للصحة العامة بما في ذلك صحة العينين، وإن الدورة الدموية النشطة تساعد على تخفيف الوزن وخفض مستويات الكولسترول والمحافظة على ضغط الدم في المعدل الطبيعي، كما أن ممارسة الرياضة وإن كان بشكل خفيف يحمي العين من خطر فقدان البصر بسبب الأنيميا أو تصلب الشرايين، والتخفيف من الملح لأن النظام الغذائي الغني بالملح يعرض الإنسان للإصابة بالماء الأزرق، كما يفضل التقليل من شرب الشاي والقهوة والمنبهات عموماً، وتجنب السهر والإجهاد النفسي أو الجسماني مع الاستفادة من عدد ساعات نوم كافية خلال الليل يساعد العين على الراحة والتقليل من الهالات السوداء تحت العينين الناتجة عن الإرهاق والتوتر اليومي».
كمادات المياه الباردة
ولتجنب إرهاق العينين التي تتعرض لحالات متقلبة من الجو والأتربة وأنظمة تبريد الهواء مما يجعلها عرضة للحساسية أو الجفاف أو الإرهاق عموماً، يقول سامر: «تشكل البرودة علاجاً غير كيميائي ويمكن استخدامه بسلاسة ويسر كالتالي: يوضع منديل ورقي أو قطنة صغيرة بماء بارد (وتجنب الثلج بتاتاً) ووضعه على العين لمدة خمس دقائق بحيث تبرد العين وتدفأ القطنة، هذه الطريقة تعتبر أفضل من شرائح الخيار وغيره لأنها تأخذ شكل العين وبالتالي تعطى نتائج أفضل».
ولعلاج جفاف العينين، يقول: «كثر في السنوات الماضية الحديث عن جفاف العين وهو غير مرتبط بجفاف الجسم عموماً أو بكمية شرب الماء، إذ تفرز العين نوعين من الدموع وهي، الأساسية وتكون موجودة طوال اليوم، والأخرى للطوارئ كدخول جسم غريب للعين أو عند البكاء».
وأضاف «جفاف العين كمرض يؤثر على الإفراز الأساسي وذلك نتيجة للتحديق مطولاً في شاشة الحاسب أو الأجهزة الإلكترونية والهواتف، ولذلك يجب إعطاء العين فترة راحة بإغماضها بعد كل فترة عمل مكثفة، كما يمكن استخدام القطرات المرطبة لمن يعانون من جفاف مزمن، وبالطبع يمكن للطبيب إغلاق بعض أو كل مصارف الدموع لمنع إهدار الدمع وبالتالي إبقاءه أكبر فترة ممكنة بالعين، كما أن القطرات المخصصة كغسول للعين أو لتخفيف إحمرار العين قد تسهم في زيادة الجفاف، وبالتالي ننصح بعدم استخدام مزمن لأية قطرة إلا بعد استشارة الطبيب».
لبس النظارة الطبية
ومن ناحية لبس النظارة الطبية، يقول سامر: «أحياناً نصاب بصداع مزمن يبدأ بعد الظهيرة ويسوء عند دخول الليل ولا يكون موجوداً عندما ننعم بنوم كافٍ أو خلال العطل. مثل هذا الصداع يؤثر على التركيز عموماً ويمكن أن يكون ناتجاً عن ضعف بسيط أو انحراف في حدة الإبصار مما قد يستلزم استعمال نظارة طبية بسيطة عند التركيز البصري».
وأضاف «هناك أيضاً اعتقاد خاطئ بأنه ما دام بالإمكان الرؤية المقبولة حتى بدون نظارة فيستحسن عدم لبسها. هذا يشبه عدم استخدام الملابس في فصل الشتاء لأنك تستطيع تحمل البرد ويمكنك أن تتعود عليه، فالجسم البشري ومنه العين لها قوة تحمل ومقاومة للأمراض تستهلك وتقل مع الزمن ويجب مساعدتها على أداء وظيفتها حفاظاً عليها من الإرهاق».
العدد 4192 - الخميس 27 فبراير 2014م الموافق 27 ربيع الثاني 1435هـ