في ظل الانفتاح والتطور التكنولوجي، وتعدد وسائل الاتصال الاجتماعي، بات البعض يعقد بأن التخلي عن استخدام اللغة العربية والاتجاه إلى لغة ثانية وأخرى، شيء ضروري للنهوض ببلده، لكن مدرس اللغة العربية بجامعة البحرين خليفة بن العربي، يرى أنه من الواجب التمسك باللغة العربية التي تمثل هوية الإنسان العربي والتي من غيرها سيكون مهزوماً ذاتيّاً.
وقال بن عربي في حديث عن عزوف الناس عن اللغة العربية: «الأجيال المقبلة ستكون في وضع سيئ إذا لم نتدارك أنفسنا».
وأضاف أن «الأسرة يجب أن تحبب أبناءها في اللغة العربية وتحدثهم بها، ويجب أن تختفي مظاهر تحدث الأم لأبنائها باللغة الإنجليزية في أغلب الأوقات، فهذه المظاهر سيئة جدّاً وتبعث على الاستياء»... وفيما يأتي نص اللقاء:
هل تعتقد أن هناك ربطاً بين اللغة والهوية الثقافية الإبداعية؟
- نعم بلا شك، هناك علاقة كبيرة جدا بين اللغة العربية والهوية الإبداعية الثقافية، إذا اعتبرنا أن اللغة العربية تشكيل للهوية الذاتية، أي هوية الإنسان، واللغة بشكل عام هي المشكل الأول لأي مشروع إبداعي أو فكرة إبداعية بلا شك هناك علاقة عميقة بين اللغة العربية والهوية الثقافية الإبداعية.
اللغة كائن حي، ما مدى صحة هذه المقولة وانطباقها على اللغة العربية؟
- اللغة عموما كالإنسان تموت وتحيا، والقصد بالموت والحياة هنا أن الألفاظ في استخداماتها قد تبرز في فترات وتغيب في فترات أخرى، وهذه اللفظة كانت تستخدم قبل 100 عام لكنها ماتت، وهناك ألفاظ لم تكن موجودة ولدت في هذا الوقت، وهذا كله له علاقة بالظروف التي يمر بها الإنسان والتطورات التي تمر عليه والاكتشافات الجديدة ومدى الاتساع الثقافي والفكري والعقلي والذي يدخل في عقلية الشعوب ،ومن ثمة فاللغة كائن حي مثل الإنسان بلا شك تتفاعل معه ويتفاعل مها وتموت وتحيا وتتطور.
هل هناك مؤسسات عربية أو عالمية مهتمة باللغة العربية؟
- نعم، بلا شك هناك مؤسسات كبيرة جدا تهتم بشئون اللغة العربية بكل سياقاتها المتعلقة باستحداث الألفاظ الجديدة ومقارنة هذه اللغة باللغات الأخرى.
كما لدينا المجامع اللغوية التي تعد المراجع الأولى لأي شيء متعلق باللغة العربية ونحن لدينا خمسة مجامع عربية مهمة وهي مجمع اللغة في القاهرة، مجمع اللغة في دمشق، مجمع في الأردن، مجمع ليبيا وفي السودان، ومن المحتمل تواجده في العراق. لكن المجمعين الفاعلين المؤثرين؛ هما: مجمعا اللغة في القاهرة وفي دمشق إضافة إلى مؤسسات أخرى موجودة تهتم باللغة العربية وتهتم بالدفاع عنها وبمعالجة مشكلاتها ومحاولات وجود السبل والمشاريع لاحتواء هذه اللغة وإعادة دورها في المجتمع، على رأسها مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحماية اللغة العربية ومقرها في الرياض.
هل تعتقد أن اللغة العربية تأثرت بفعل التكنولوجيا؟
- اللغة لا تتأثر بل نحن نتأثر، ولغتنا لا تغيرها ظروف العالم وهي باقية؛ لأنها ببساطة لغة القرآن، والله تعهد بحفظ القرآن، إذاً هي باقية إلى يوم القيامة، أما الألفاظ العربية التي تكتب بحروف انجليزية والتي انتشرت بفعل وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية؛ فهي ليست سوى محاولة للقضاء على الهوية العربية وهذا الأمر مؤسف جدّاً.
ما تقييمك لمكانة اللغة العربية الآن بين اللغات العالمية وخصوصاً في مجال إنتاج الفكري والإبداعي؟
- إذا تحدثنا عن مكانة اللغة من حيث الأهمية ومن حيث الاستخدام والانتشار والوجود والأهمية فنحن إذاً لا نتكلم عن إحصاءات رسمية أو عن تقييمات دولية كالأمم المتحدة على سبيل المثال، والذين يضعون اللغة الانجليزية في المرتبة الأولى، واللغة العربية في المرتبة الثالثة أو الرابعة، بالنسبة إلينا نحن العرب اللغة العربية هي الأكثر حضورا وقربا إلى نفوسنا وعقولنا... تاريخيًّا لغتنا هي الوحيدة التي حافظت على أصولها لأكثر من ألفي عام ولا توجد لغة على وجه الأرض حافظت على أصولها كاللغة العربية، والانجليز عندما يقرأون مؤلفات وليام شكسبير التي كتبت باللغة الأصلية أي اللغة الكلاسيكية، فإنهم يحتاجون إلى ترجمتها إلى اللغة الحالية، أما نحن فنقرأ أقدم نص عربي بين أيدينا وهي معلقة امرئ القيس قبل 2000 عام، أي قبل نزول القرآن وبكل سهولة.
البعض يقول إن اللغة العربية تدهورت، ما تعليقك على ذلك؟
- اللغة العربية لم تتدهور مكانتها بل نحن من عزفنا عنها، وهناك أسباب كثيرة لهذا العزوف، لكن أنا أعتقد أن أسباب تدهور مكانة اللغة متعلقة بطرق تدريس اللغة العربية، ومناهجها وهناك أسباب متعلقة بالمجتمع نفسه، فالمجتمعات العربية لا تشجع على اللغة العربية في كل سياقها... وعلى سبيل المثال عندما يبحث الإنسان عن وظيفة لا نجد أن من شروط الوظيفة إجادة اللغة العربية قراءة وكتابة، وعدم الاهتمام بالشكل اللغوي والنحوي لمذيع الأخبار حتى أفضل القنوات الإذاعية والتلفزيونية ترتكب أخطاء لغوية ونحوية.
ما هو العلاج الناجع للأخطاء بوسائل الإعلام؟
- وسائل الإعلام إذا انتقت المذيعين فستقوم بإجراء دورات متخصصة لهم في الإلقاء والإذاعة وهذا أمر سهل جدّاً، لكنها لن تأتي بشخص متخصص في اللغة العربية لإجراء دورات لهم على رغم أن هذا الأمر في غاية السهولة، فهم لديهم معايير أخرى غير معيار إتقان اللغة العربية كالشكل والمظهر، على رغم أن هذا لا يمنع تدريبهم على الأساسيات في اللغة العربية وهذا باعتقادي سيكون العلاج.
كيف سيكون حال لغتنا العربية بعد جيل أو جيلين؟
- إذا استمر الحال على ما هو عليه فهذا شيء يرثى له، وأنا أؤمن بأن اللغة العربية باقية دوماً وسيأتي دائماً من يدافع عن هذه اللغة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والأجيال المقبلة ستكون قي وضع سيئ إذا لم نتدارك أنفسنا وأعتقد بأن الأسرة هي المنطلق لهذا الحل.
كلمة أخيرة...
- لعل ما سأقوله هو جواب لسؤال: كيف يمكننا الخروج من هذه المشكلة، أو كيف يمكننا أن ننهض باللغة العربية، هنالك سبل كثيرة، وكما أسلفت سابقاً هي تبدأ من الأسرة، أي أن الأسرة يجب أن تحبب أبناءها في اللغة العربية وتحدثهم بها، وأنه يجب أن تختفي مظاهر تحدث الأم لأبنائها باللغة الإنجليزية في أغلب الأوقات، فهذه المظاهر سيئة جدّاً وتبعث على الاستياء والانهزامية، وأنا أعتقد أنها انهزامية ذاتية؛ لأن من الواجب علينا أن نشعر بالفخر عند تحدثنا اللغة العربية، وعندما أكون عربيّاً فيجب أن أسير فخوراً بين الناس؛ لأنني امتلك هذه اللغة، فهي لغة ديني وحياتي، ولا أفتخر باتقان لغة أخرى بقدر افتخاري بإتقاني اللغة العربية، لكن العلاج الأهم هو إصدار قرارات تحفظ اللغة العربية، وأنه يجب أن تعمل الحكومات على إنشاء لجان لحماية اللغة العربية مكونة من اساتذة لغة عربية، من مهامها مراقبة ما يوضع من إعلانات أو أسماء محلات تجارية، وأنه تجب معاقبة مخالفي قوانين هذه اللجان، وهذا الأمر لو تم استخدامه فستحل هذه المشكلة.
العدد 4192 - الخميس 27 فبراير 2014م الموافق 27 ربيع الثاني 1435هـ
احسنتم
من أحد الأسباب الرئيسية التي أدت باللغة العربية ان تنحو هذا المنحى في واقعنا المجتمعي، هي المنهج المتبع لدى وزارة التربية في تدريس اللغة العربية ، هذا المنهج بطريقته يجعل الطالب في حاله من الجمود و التململ قهراً إلا ماندر ، فيجب أن تكون اللغة العربية حيويه و متحركه ، فإذا لم تكن كذالك فستبقى المشكلة كما هي الان و الى الاسوء
عزيز وغالي
في لقاء خاص مع الملحق الثقافي الألماني في البحرين..تحدثنا على فرص الدراسة في ألمانية و أفادوني انها تعقد باللغة الألمانية .عبرت عن استيائي من ناحية عدم الأخد بالغة الأنجليزية كالغة حيوية عالمية وهي ما نتعلمه طول سنين وكان الرد مفاجأ بالتالي...من يجيد اللغة العربية لا تستعصي عليه اللغة الالمانية ذلك للأنها متطورة امام اشهر اللغات العالمية الأوسع انتشارا..وافاد محدثي انه يتعلم العربية منذ سنوات انها لغة مدهشة و يوجد بها الكثير من التراكيب و المفردات التى تثير التأمل.
عزيز و غالي
سقوط اللغة العربية بسبب التوجه الرسمي في الدولة...كنت متابع لقناة روسيا اليوم..وأذا بمقابلة مع برفسور روسي يدرس اللغة العربية للروس و على حد استنتاجه انها لغة استراتجية .. وينبغي علينا ان نضعها في الأحتياط اللغوي الأستراتيجي.
تدريس اللغة العربية متخلف من منهج ومن مدرس وصولا الى أخصائيين التعقيد اللغوي.لم نفلح في اللغة العربية ولا الأنجليزية في التعليم الحكومي.
يتبع...
من ضمن الأسباب وزارة التربية !
من المعروف أن الثقل الثقافي لأي بلد وللمحافظة على تراثه وقومية لغته هي وزارة التربية ، ولكننا نجد وزارة التربية في البحرين خلقت وتخلق مرادفات أجنبية للغة العربية من خلال التقليل من شأن اللغة العربية في كتبها وعدم تطوير مناهجها وإيقاف كل ما يدعو لتطويرها ، مع إدخلال مفاهيم غير عربية من كتب ومناهج مترجمة بالإضافة لطريقة التعاطي مع اللغة الإنجليزية وفرض أنماط دراسية لا تتناسب ولغة الطلبة ! ولنأخذ خبرة الجزائر في مسألة (التعريب) إن كانت توجد نية لإظهار اللغة العربية !!!
sunnybahrain
السلام عليكم ،،من اسباب تدهور اللغه العربيه ،،هو تجنس من لا ينطق حرفين ب العربيه ،،ومحسوب على { العرب } يا مسهل
دكتور محترم
هذا دكتور درسني في الجامعه انسان خلوق و محترم جدا جدا لابعد الحدود و انا من الاشخاص المحظوظين درست وياه اتمنى لك المزيد من النجاح و التقدم
من المفروض التعريف في المقال
الدكتور استاذ خلوق في جامعة البحرين
طالب لغة عربية
عوامل التطور التكنولوجي هو أحد الأسباب التخلف الحاصل فإنني أرى من هنا وهناك من يقول وستسائل ماذا ستغنيك اللغة العربية ... ونحن نعيش في عصر اللغة الانجليزية (( كما يقولون لغة العصر))