العدد 4192 - الخميس 27 فبراير 2014م الموافق 27 ربيع الثاني 1435هـ

رئيس الوزراء ينيب وزير الصحة لافتتاح مركز أمراض الدم الوراثية

الشهابي: انخفضت إصابات «السكلر» من 2 % في الثمانينات إلى 0.4 % في 2010

4.7 ملايين دينار كلفة تجهيز المركز
4.7 ملايين دينار كلفة تجهيز المركز

أناب رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة صباح يوم امس الخميس (27 فبراير/ شباط 2014)، وزير الصحة صادق الشهابي لافتتاح مركز أمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية الطبي، وذلك بحضور رئيس مجلس النواب والرئيس الفخري لجمعية البحرينية لرعاية مرضى السكلر خليفة الظهراني وعدد من الوزراء.

واشار وزير الصحة، في كلمة له، إلى أن إنشاء المركز جاء بتوجيهات سديدة من سمو رئيس الوزراء سعياً نحو الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لمرضى فقر الدم المنجلي «السكلر» وغيره من أمراض الدم الوراثية.

وأضاف أن مرض فقر الدم المنجلي وأمراض الدم الوراثية الأخرى باتت تشكل أحد ملامح وخصوصيات المجتمع البحريني، لذلك كان لابد من العمل للحد من حجم المعاناة والتصدي للمرض على مستوى الصحة الوقائية أولا ثم العلاجية.

وأوضح الوزير أن المركز الجديد سيعمل بشكل تدريجي حتى يتم تشغيله بطاقته الكبرى بحسب الجدول الزمني المتفق عليه والمعد بهذا الخصوص، قائلا «يجب أن نفخر جميعا بالإنجازات التي حققتها مملكة البحرين متمثلة في برامج وزارة الصحة المتعددة، فقد انخفض عدد الإصابات الجديدة بمرض فقر الدم المنجلي من 2 في المئة في الثمانينيات إلى 0.4 في المئة بحسب الإحصاءات المسجلة عام 2010م، وانخفضت نسبة الإصابة بين الأطفال المصابين بالمرض من 20 مصابا لكل ألف مولود إلى 4 مصابين لكل 1000 مولود خلال الأعوام السابقة».

وقال الشهابي: «نفخر بهذا المركز الطبي المتكامل، ولقد خصصت وزارة الصحة هذا المبنى المتكامل للعناية بالمرضى المصابين بأمراض الدم الوراثية الذين يعانون من مضاعفات جسدية ونفسية واجتماعية».

وبيّن الوزير أن مركز أمراض الدم الوراثية يعد من أكبر المراكز المتخصصة في المنطقة ويشمل 90 سريراً، وعيادات تخصصية متنوعة تهدف إلى تقديم خدمات علاجية وتشخيصية للمرضى خلال نوبات المرض الحادة ومضاعفاته، بالإضافة إلى تقديم الرعاية الطبية المستمرة التي تركز في الصحة الوقائية وتحسين جودة الحياة.

4.7 ملايين دينار كلفة تجهيز المركز

ولفت إلى أن المركز سوف يدار من قبل 128 موظفاً وموظفة من مختلف التخصصات الطبية والعلمية والإدارية المؤهلة لعلاج مثل هذه الحالات المرضية، وبلغت كلفة تجهيزه 4.7 ملايين دينار بحريني.

وأكد وزير الصحة أن الرعاية المتكاملة لمرضى فقر الدم المنجلي بجميع أبعادها بداية بفحص المواليد والحرص على التطعيم ضد الأمراض المعدية وإعطاء المضادات الحيوية والأدوية المتخصصة مثل الهايدروكسي يوريا، والمتابعة الدورية، والجهود الجبارة لمكافحة انتشار المرض مثل التوعية بطرق الوقاية والرعاية والفحوصات المختلفة قد غيرت واقع المرض ومجراه، ونجحت في الحد من انتشاره، وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية العالمية، وما عزز إصرار الوزارة على انجاز المشروع لتحقق من خلاله الشمولية المطلوبة في الوقاية والعلاج.

ونوه إلى أن الوزارة تطمح إلى تقليل عدد المرضى المصابين بأمراض الدم الوراثية بشكل أكبر من خلال سن التشريعات والتوعية والتثقيف والبحث والمعرفة، داعيا جميع العاملين بالمركز على بذل المزيد من الجهد للعناية بالمرضى والسهر على راحتهم.

وامل من «المرضى حسن التعامل مع الفريق الطبي والصحي العامل بالمركز، الذي يسهر لراحتكم ويبتغى رضاكم والاهتمام بمرافق هذا المركز الذي تم انشاؤه وتجهيزه على أعلى المستويات من أجل تحقيق راحة المريض ومرضانا وتعينهم على التعايش مع مرض فقر الدم المنجلي وأمراض الدم الوراثية».

من جانبه، توجه رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر زكريا الكاظم بالشكر لسمو رئيس الوزراء على رعايته لافتتاح مبنى مركز أمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية، قائلا: «أقف اليوم حائراً في توجيه كلمات الشكر لسمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، والحيرة ليست في الشكر».

وأضاف أنه يحرص على تخصيص جزءٍ من وقته الثمين بشكل اسبوعي لمرضى السكلر... ولم يكن سموه يوما يعرض عنهم بل كانت تظهر عليه علامات الألم والتأثر لما يواجهه مرضى السكلر من صعوبات وتحديات».

وأشار إلى أن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء آمن بقضيتهم قبل أن يلتقيهم، ووجه وأصدر القرارات والتوجيهات التي من شأنها تحسين جودة حياتهم والارتقاء بهم، إذ كان يرفض أن يوجهوا له الشكر على ذلك، ويؤكد لهم أنه واجبه الإنساني والوطني تجاه كل فرد على أرض البحرين.

واستعرض الكاظم أبرز القرارات التي أصدرها ووجه إليها سموه بخصوص مرضى السكلر، ومنها: إلزامية الفحص قبل الزواج، تحديد النسبة الأدنى لكل مريض سكلر محال على التقاعد لنسبة 40 في المئة من راتبه الأساسي، احتساب 30 يوما إضافيا في رصيد إجازاته السنوية، التشجيع على توظيف مرضى السكلر عبر احتساب المريض كموظفين من نسبة البحرنة، شمول مريض السكلر لامتيازات ذوي الاحتياجات الخاصة، تقليل ساعات الانتظار في قسم الحوادث والطوارئ، إعادة النظر في بروتوكولات وزارة الصحة الخاصة بعلاج مرضى السكلر، وتبني نظام أكثر فاعلية يضمن حصول مريض السكلر على العلاج المناسب في أقل وقت ممكن، والتشديد على عدم تعريض المريض إلى الآلام والمعاناة غير الضرورية وحماية حقوقه والعناية به.

وأكد أن افتتاح مركز أمراض الدم الوراثية كان أمراً بالغ الأهمية لدى سموه، حيث اجتمع العزم والإرادة في الإسراع في افتتاح المبنى، ولم يتردد في رصد الموازنة الإضافية للبناء أو تخصيص موازنة في توظيف الخبرات العالمية لتقديم أفضل أجود أنواع الخدمات، وقد شاء القدر أن يفصل عام بين افتتاح مركز أمراض الدم الوراثية وبين المؤتمر العالمي للسكلر الأول في البحرين المقام تحت رعاية سموه.

وقال «الثمرة الطيبة التي نحن اليوم في صدد ريها بكل ما تحمله من معاني حب وود، ليست انتصارا لمسئولٍ في وزارة أو لرئيس لجمعية أهلية، الانتصار الذي نطمح أن نراه هو أن يكون المريض بين أروقة هذا المبنى عزيزاً في علاجه ومعاملته، وأن يتلقى المريض كل ود واحترام في فترة رعايته وعلاجه، وألا يتدخل الإداري في وزارة الصحة في طريقة علاجه، إذ إننا والمرضى على ثقة كبيرة في الاستشاريين الذين تحملوا آلام المرضى وبدأوا في علاجهم منذ صغرهم».

وبيّن أن متوسط عمر مريض السكلر كان في السابق 18 عاماً، وقد استطاعت البحرين أن تنهض بمتوسط العمر إلى 42 عاماً، ونطمح بأن نصل إلى العمر الطبيعي 62 عاماً، وطموحنا يلازمه وضع خطط التدريب والأبحاث لبناء استراتيجية وطنية مُثلى من شأنها النهوض بالمعرفة في الأمراض الوراثية مستعينين بالتشريعات اللازمة.

وشدد على أهمية التدريب والابحاث المستمرة التي ستثري التجربة وتجعلها رائدة بكل المقاييس وتجعل البحرين مصدرا للخبرات العلمية والمهنية، لافتا إلى أن هناك فرصة التعاون لتدريب الكوادر الوطنية في الجامعة الملكية بالمملكة المتحدة من أجل ضمان استمرار تطوير الخدمات المقدمة لهذه الفئة.

وقال الكاظم «إن ما يميزنا في مملكة البحرين هو وجود قيادة حكيمة، تنظر بعين الاعتبار احتياجات المواطنين، وتمتلك إرادة التطوير والسباقة في الاستعانة بالعلم والمعرفة والقيم النبيلة لتلبية طموح شعبها، ولا تتردد في بذل المال والوقت في النهوض بالأجهزة الحكومية وتطويرها، وهذه الإرادة النبيلة هي التي جعلت من البحرين رغم مساحتها الجغرافية الصغيرة، دولة في مصاف الدول الكبيرة في التطور والتكنولوجيا المعرفية، ما جعلها مركزاً استراتيجياً اقتصادياً وجغرافياً».

خط ساخن بين «المسكلرين» والأطباء

وأشار إلى أن جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر في صدد أن تعلن خلال الأسابيع القليلة القادمة وتزامنا مع الافتتاح بتدشين الخط الساخن بين الأطباء والمرضى، من خلاله يستطيع المريض وأهله سواء داخل أو خارج البحرين من الحصول على استشارة مجانية، كما ستطلق وبرغبة من المرضى وإدارة الجمعية معاً على قاعة الاجتماعات بمقر الجمعية اسم «دار الدكتور عبدالله العجمي للاجتماعات» تكريماً لهذا الاستشاري الذي كرس كل جهوده لرعاية واهتمام بمرضى السكلر.

يذكر أن الكلفة التشغيلية لمبنى مركز أمراض الدم الوراثية سنويا ستقدر بنحو 3.2 ملاييون دينار بحريني، حيث كان المشروع على قائمة الأولويات سعياً نحو الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لمرضى السكلر.

وقد خصصت الوزارة هذا المبنى المتكامل لمرضى أمراض الدم الوراثية، لبدء مرحلة جديدة للتصدي لمكافحة أمراض الدم الوراثية التي يعاني المصابون بها من مضاعفات جسدية ونفسية، وسيشمل المركز الذي سيعمل بطاقة استيعابية 90 سريرا موزعة على أربعة طوابق تشمل جميع الأقسام والخدمات اللازمة لتشخيص وعلاج أمراض الدم الوراثية، وسيقدم المركز خدمات نوعية للمصابين بالأمراض الوراثية.

ويحتوي المركز على طابق أرضي، وثلاثة أدوار، حيث يضم قسما للحوادث والطوارئ، وأسرّة للأطفال، وأسرّة للرجال البالغين، وأسرّة للنساء البالغات، بالإضافة إلى غرف خاصة، وعيادات، وغرف معالجة، كما يضم الخدمات المساندة الأخرى كافة، وقاعة انتظار ومكتب استقبال.

كما يشمل وحدة للإقامة القصيرة وأخرى للإقامة الطويلة، وغرفة ترفيه للأطفال، وغرف استراحة، ومخازن، وغرف الاستشاريين، وغرف نفايات، وغرف توزيع الوجبات، وغرف الممرضين المسئولين، وغرف اجتماعات، وغرفة للتوعية والتثقيف. ومع افتتاح مركز أمراض الدم الوراثية سيسهم ذلك في تقليل الضغط والعبء على قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، كما سيسهم في الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة إلى هذه الفئة من المرضى.

الظهراني مشاركاً في افتتاح مركز أمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية الطبي
الظهراني مشاركاً في افتتاح مركز أمراض الدم الوراثية بمجمع السلمانية الطبي

العدد 4192 - الخميس 27 فبراير 2014م الموافق 27 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:06 م

      ياللعجب

      طبعا كما يعلم الجميع تم استجلاب ممرضين اجانب من جنسيات هندية مع وجود الكفائات الوطنية التي تعاني من البطالة، لكن لا نقول غير الحمدلله و المشتكى له على هذا الظلم الذي نعانيه.

    • زائر 4 زائر 2 | 5:05 ص

      طبعا

      حتى سائقي وزارة التربية تم جلب سواق هنود مباشرة من الهند لإحلالهم مكان البحرينين ، حتى تكون البحرين حقيقة عين عذاري

    • زائر 1 | 10:05 م

      ياللعجب

      لا أدري من أين يتم استجلاب الممرضين للعمل في هذا القسم علما بأن جميع اقسام مجمع السلمانية الطبي تعاني من نقص شديد في اعداد الممرضين لذلك ليس من المعقول انه تم نقلهم من اقسام اخرى و كذلك ليس من المعقول أنه تم توظيفهم مؤخراً لأني خريج بكلريوس تمريض و اعاني انا و بقية زملائي من العطالة و تملص وزارة الصحة من توظيفنا منذ سنة و بضعة أشهر.

اقرأ ايضاً