العدد 4192 - الخميس 27 فبراير 2014م الموافق 27 ربيع الثاني 1435هـ

جمعيتان بيئيتان: نحتاج إلى دراسات لإعادة تدوير النفايات

ينقصهما الدعم والتمكين من المسئولين... وهدفهما التثقيف البيئي والتوعوي... والابتعاد عن الأطعمة المعدلة وراثياً

علي رجب
علي رجب

حينما تزور سوق المزارعين، وترى بعينك كيف اكتست السوق بالاخضرار، تجتمع حينها العوائل والناس وحتى الأطفال لكي تتسابق لترى كم هو جميل أن تعشقه في سوق المزارعين.

وأن تلقي نظراتك لهذه السوق، فهي من حولك الماء والخضرة، ومن أروقة السوق تتلألأ نظراتك لترى مجموعة من الشباب كخلية نحل دويهم الإرشاد والتثقيف البيئي والصحي، يستلهمون الأفكار من وحي السوق والمجتمع.

جمعيتان جمعتهما الصدفة لتولدا في وقت واحد، فجمعهما عشقهم البيئي ونظرتهم المستقبلية للبيئة في البحرين أن تنظما فعالية في سوق المزارعين، همهم تثقيف الناس في الغذاء، وتأثير الغذاء المعدل وراثياً، وعن مخاطر البيئة والنفايات، وإعادة تدوير النفايات، هم جمعية أصدقاء البيئة التابعة للجامعة الايرلندية ومبادرة «تراي Tri» البيئية.

في البداية ومن خلال تجوالنا في السوق رأينا كيف أن شباب الجمعيتين استطاعوا أن يجمعوا الشباب والصغار ضمن فعاليات متنوعة، وأبهروا الكبار فتسابقوا للحديث معهم، فهم يقومون بأنشطة متعددة من الرسم وكيف يقومون بإعادة تدوير النفايات، ومن هذا المنطلق كان لنا لقاء مع رئيسي الجمعية، وهما علي رجب وغدير الخنيزي.

تحدث بالبداية طالب الطب ورئيس جمعية أصدقاء البيئة التابعة للكلية الملكية للجراحين في ايرلندا – جامعة البحرين الطبية، علي رجب، وقال: «تأسست الجمعية في 2009، وفي البداية كانت أنشطتنا متركزة في الداخل، وكنا نحصل على المراكز الأولى بسبب النشاطات المكثفة والفعاليات الإبداعية. وفي هذه السنة قمنا بالتركيز أكثر على توسيع دائرة أنشطتنا وزيادة مستوى التواصل الخارجي لكي يتم تعريف الناس بتأثيرات البيئية على الصحة».

بدورها، قالت رئيسة جمعية «تراي» غدير الخنيزي، وهي طالبة هندسة معمارية بجامعة البحرين: «إن مبادرة (تراي) بدأت 2013، ونحن مجموعة من الشباب ذوي الاختصاص المختلف، ومن طاقات مختلفة».

وأضافت «إن هدفنا الأساسي هو التثقيف البيئي والتوعوي للمجتمع، وقد قمنا بفعاليات متعددة للتعريف بأهمية تغيير العادات البيئية اليومية».

وذكرت أن «أحد فعالياتنا السابقة كانت زيارة لمدفن النفايات بعسكر وشركة محلية تضغط الورق والبلاستيك وترسلها للهند والصين لإعادة التدوير وذلك لنشر الوعي عن مصير النفايات بعد الاستهلاك».

وقالت: «لدينا خلفية عن موضوع إعادة التدوير في البحرين، فمن خلال بحثنا عن هذا الموضوع عرفنا أن هناك بعض الشركات فقط تقوم بتجميع المخلفات وإرسالها للخارج لإعادة التدوير».

وأوضحت الخنيزي أن «مدفن عسكر قام بتزويدنا بمعلومات وإحصائيات سنوياً بالطن للنفايات المنزلية والتي تعتبر من أكثر النفايات، ثم النفايات الإنشائية والطبية، والتخلص من النفايات النباتية والحيوانية بالطريقة المتبعة لديهم وهي الدفن، وقد بلغ مجموع المخلفات في2012 حسب احصائية وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني 1432029.9 طن».

ومن خلال حديثنا مع الخنيزي، ذكرت «رأينا أن هناك اهتماماً كبيراً من بعض الشباب الذي انضم إلينا حول الأنشطة التي قدمناها، وعندما التقينا بجمعية أصدقاء البيئة عملنا على تبادل وجهات النظر والنقاط التي نلتقي حولها».

وأضافت «من خلال اجتماعاتنا وضعنا أول خطوة نقوم بها معاً وهي الحضور الفاعل في المجتمع من خلال سوق المزارعين لتعريف المجتمع بالأنشطة التي تقوم بها جمعيتينا لوجود الحضور العائلي في السوق».

وذكرت «اتفقنا أن يكون أول عملنا ثلاثة أنشطة، وهي ركن التوعية، وخصصنا هذا الموضوع ليكون عن الأغذية المعدلة وراثياً والنفايات الغذائية، وحددنا موضوع الطعام المعدل وراثي كجزء من نشاطنا، وتعريف الزائرين بالأضرار التي تحصل من جراء أكل الأطعمة المعدلة وراثياً».

وقال رئيس جمعية أصدقاء البيئة التابعة للكلية الايرلندية علي رجب: «مشكلة المستهلك أنّه أثناء التسوّق ينجذب للفواكه والخضراوات اللمّاعة والكبيرة والتي في العادة تكون معدلة وراثياً أو فيها مواد شمعية، بينما لا تجذبه الفواكه والخضراوات العضوية (الطبيعية) والتي في العادة تكون أصغر حجماً وأقل لمعاناً من تلك المعدلة. فهناك دراسات كثيرة من هذا الجانب على الأطعمة المعدلة، قد أجريت دراسات على الفئران ووجدت أن الفئران التي تم إطعامها أطعمة معدلة وراثياً أو شمعية تكون أكثر عرضة للأمراض مثل السرطان والفشل الكلوي والكثير، وفي الحقيقة لا أعرف لماذا لم تجرب هذه الدراسة على الإنسان؟ إلا إننا نستطيع التنبؤ بأثارها السلبية على الإنسان كذلك».

وأضاف «إن الإنسان الذي يتناولها يومياً وباستمرارية ينعكس ذلك سلبياً على جسمه ويكون معرضاً لأمراض كالحساسية، ولهذا فإن الأطعمة الشمعية حسب الدراسات ما أن تدخل في السلسلة الغذائية والنظام البيئي يستحيل أن تخرج منه حيث تظل في حلقه دائرية مستمرة من نبات إلى حيوان ومنه إلى حيوان آخر أو إنسان ثم مرة أخرى للنبات وهكذا».

أما عن البحث العلمي في البحرين، فيقول رجب: «يؤسفنا إن مجال البحث العلمي والطبي في البحرين غير مدعوم من الجهات المعنية ونتمنى أن نجد في المستشفيات أرضية وبنية تشجع الأطباء وغيرهم من أخصائيي الصحة العامة على استغلال طاقاتهم وخبراتهم في البحوث العلمية. ونحث على أن تكون هناك مؤسسة تقوم بتسيهل عملية الحصول وتبادل المعلومات للباحث إذ أن المصادر والمعلومات من مقومات أي بحث، ولو كان هناك فرصة ومجال للبحث لقمنا ببحوث علمية وميدانية واقعية على الأرض».

وأضاف «إننا نقوم بإثبات ما نقوله للزائرين وللناس ذلك عن طريق البحوث العلمية المثبتة الدولية وهي موجودة للجميع للاطلاع عليها».

من جهتها، قالت غدير: «إن الأبحاث هي الدليل العلمي لأي إثبات وإقناع للناس، ويكفي أن تأتي للمواطن بصورة وتوضحها له عن تأثير تناول الأطعمة المعدلة وراثياً».

وتضيف «لقد وضعنا أمام نصب عين المواطن ملصقات تثقيفية للأطعمة المعدلة وراثياً، فمثلاً، لو نرى الورقة اللاصقة على التفاح توجد بها أرقام تعني بأن التفاحة معدلة وراثياً أو لا، وبالتالي فإنه يجب من الجهات المعنية ضرورة تثقيف الناس بهذه المعلومات لكي يعرفوا ويتطلعوا على هذه المعلومات».

بدوره، بادر علي رجب، بإظهار استعداد جمعيته للتعاون الجاد مع الجهات المعنية في سبيل تحقيق توجه في الرقابة الغذائية ووضع قانون يلزم جميع المحلات التي تبيع الفواكه والخضراوات على أن تضع لافتات وملصقات عن ما تحتويه الأغذية المعدلة وراثياً والشمعية، وهذا سيسهل لمرتادي هذه المحلات التفريق بين الفواكه والخضراوات المعدلة والطبيعية للاختيار الصحيح، ففي سوق المزارعين انصدمنا بأن أغلب المواطنين لا يعلمون أن ما يقومون بشرائه في الأسواق ما هي إلا منتجات إما معدلة وراثياً أو مغطاة شمعياً.

وقال: «كوننا ناشطين في جمعيات بيئية فنحن مسئولون عن تغيير الثقافة العلمية والبيئية للناس، وإننا سنعمل على إيصال كل معلومة للمواطن، فبالتعويل ولوم الآخرين لن نصل إلى نقطة الحل، نحن اليوم نحاول أن نبعث رسالة لجميع من يستطيع أن يتفاعل ويتضامن معنا في سبيل الإصلاح البيئي في البحرين. ومستعدون دوماً لدعم الأفكار، استثمارات ومنتديات ثقافية تخص البيئة. ولذلك بدأنا أولاً بالتثقيف عبر وسائل الإعلام والأنشطة، بعد ذلك نتمنى أن نصل لمرحلة الأبحاث العلمية».

ويقول: «في بداية الطريق رأينا مشكلة في المواطن البحريني بأنه لا يرى الملف البيئي شيئاً أساسياً في حياته، واعتقدنا أننا سنواجه هذه المشكلة الصعبة، ولكن الشيء الجميل أننا لاحظنا تفاعل الكثير معنا خصوصاً عندما عرفوا بأضرارها. فكان هذا حقاً محفزاً للمواصلة. واجهنا بعض الأسئلة والاستفهامات عندما نتحدث لبعض الأشخاص عن أضرار الفواكه والخضراوات المعدلة وراثياً والشمعية، فالبعض كان يقول إنه لا يرى تأثيرها السلبي على جسمه بالعين المجردة، حيث إنه لا ينظر للمدى البعيد عندما يتقدم به السن، حيث إنه قد يصاب بالأمراض من جراء تركيز هذه المواد في جسمه، وهذا مثل التدخين، أي عندما يقوم أي شخص بالتدخين، قد لا يرى التأثيرات السلبية إلا حين يتقدم به العمر ويصاب بأمراض عديدة مثل السرطان».

وأضاف «الحمدلله أن المواطنين يعون ويعرفون أن هناك خطراً بيئياً يحيط بهم، وهم على علم بمدى تأثير البيئة على الحالة الصحية والنفسية للشخص».

بدورها، قالت غدير: «حضرت ورش عمل في دول متقدمة واطلعت على تجاربهم الخاصة في طريقة التخلص من النفايات، ومن الناحية العملية بالنسبة للبحرين فيشير الخبراء إلى أنها لا تتحمل وجود مصانع لإعادة تدوير لأن الضرر البيئي أكبر بكثير من الباخرة التي تنقل النفايات، وهنالك أيضاً عوامل أخرى تحول دون ذلك وهي ندرة الأراضي وندرة المياه العذبة التي تسخدم في إعادة تدوير النفايات».

وتضيف «نتمنى وجود نظام يطمئننا على أن كل النفايات يتم التخلص منها بطريقة صحيحة، أو يمكن أن تجمع ويعاد تدويرها في الخارج، نريد هذا النظام يكون مكتملاً».

وتضيف «إن الثقافة الثلاثية التي تروج لها مبادرة تراي تتلخص في تفادي كمية النفايات الكبيرة التي تخرج من المنازل، فنبدأ بالتقليل من استهلاكنا وبالتالي تقل كمية النفايات، وأيضاً نبحث عن طرق صحيحة للتخلص من النفايات».

وتقول: «كما نتمنى أن يكون هناك تنسيق ومبادرات من المجتمع والدولة لجمع النفايات لإعادة تدويرها حسب اشتراطات بيئية، وأن يبدأ الشخص بنفسه في تغيير عاداته و سلوكياته اليومية التي قد تؤثر سلباً على البيئة».

وتمنى رجب أن يكون هنالك تعاون وتوافق بيئي صحي بمساعدة الجهات المعنية من وزارات وشركات ومسئولين في إيجاد حل للتخلص من النفايات بطريقة بيئية صحية.

في الأخير، قدم رئيسا جمعيتي أصدقاء البيئة التابعة للجامعة الايرلندية ومبادرة «تراي Tri» البيئية علي رجب وغدير الخنيزي، الشكر لمديرة سوق المزارعين أماني أبودريس، على منحهم هذه فرصة للمشاركة في السوق، وللأعضاء المنتسبين في الجمعيتين الفاعلين النشطين الذين قاموا بمجهود كبير في توصيل كل معلومة لكل الزائرين، وهذا دليل على نجاح أية فعالية يقومون بها.

غدير الخنيزي
غدير الخنيزي

العدد 4192 - الخميس 27 فبراير 2014م الموافق 27 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:44 ص

      تحية لشباب البحرين

      بارك الله في هذه الجهود الطيبة. بودنا التواصل معكم.

اقرأ ايضاً