خرج أحد المسئولين بأحد الاتحادات الوطنية يؤكد حيادية النظام المتبع في اتحاده وبدأ يضع الزخارف لعمل لجنته ويبرر عملها القائم على المساواة بين الأندية المحلية ويشير إلى عملها فقط من أجل صالح الوطن، وهو يريد من حديثه أن يستشعر الجميع صدق عمله ودقة لجنته في إبعاد الشكوك التي تحيط بقراراتها المهمة لجميع الفرق المشاركة، على رغم طلباتها المتكررة له بتوخي الحذر قبل اتخاذه أي قرار حاسم، متناسيا ما تسبب به من أحزان وشكوك لن تهدأ بمرور الزمن.
شعر هذا المسئول أنه أمسك بزمام الأمور بهذا الحديث وباتت الفرق تلعب بطمأنينة كاملة من دون أن يتسرب داخلها الشك في وجود مكيدة ما وراء ذلك، وأن تطابق المسببات والحوادث في كل مرة ليست إلا صدفة تتكرر كلما تتشابك المصالح.
أحد القراء وقف عند ذلك وبدأ يسرد التاريخ فقال «لدينا بطولة معينة كتب فيها القدر أن تنتهي بسيناريو واحد متكرر طوال المواسم القليلة الماضية، وكأن البقية تلعب دور الكومبارس فقط ينتظرون الثواني الأخيرة من المسلسل ليعرفوا البطل، والطريقة أمست معروفة للكل»، وأخذ يسترسل «يريد الاتحاد أن يؤكد لنا صدق نواياه وأنه يسعى لمصلحة الوطن وخدمة الدوري، إلا أن تشابه الطريقة التي ينتهي فيها المسلسل المعتاد وبالكيفية ذاتها تجبر الكل على وضع المجهر ولا سيما أنها كانت تعاند الكل من أجل تحقيق مآربها».
هذه حقيقة دوري كرة القدم التي باتت معروفة لا تتغير، نبارك للمحرق فوزه ونجاحه في تحقيق البطولة للمرة الرابعة على التوالي، لكن التعنت الكبير الذي أبداه الاتحاد في عدم إبعاد الشكوك في عمله ولاسيما لجنة التحكيم تجبر هذا القارئ على البوح بما يختلج في قلبه، فذاك اتحاد اليد عمل جاهدا على توفير حكام أجانب من أجل إبعاد الحساسية المتواجدة دائما في مثل هذه الأدوار الحاسمة، وكذلك اتحاد السلة الذي استقدم طاقما من روسيا لإدارة مباريات المربع الذهبي والهدف إبعاد الشكوك والحساسية التي تزيد في تلك المباريات، فيما اتحاد الكرة رفض إبعاد الشكوك المتواجدة أصلا بإصراره بالسير على نهجه السابق بتعيين طاقم محلي وقد حدث ما حذر منه الكثيرون.
أليس من الغريب أن تنتهي مباراة الموسم الجاري كما انتهى لقاء المحرق مع سترة قبل موسمين ومع الأهلي في الموسم الماضي وبالطريقة ذاتها وهي ركلة جزاء مثيرة للجدل بعد وقت بدل ضائع زائد عن الحاجة، هذا بالطبع يدخل الشك في قلب هذا القارئ وغيره الذين أمسوا لا يكترثون بما قاله هذا الموسم الذي يسعى لتحسين صورة لجنته بعدما أدخل بنفسه الشكوك في عملها، وهم يتساءلون، ما هي المصيبة التي كانت ستحدث لو انتهج هذا الاتحاد بسلفه باستقطاب حكم أجنبي لهذه المباراة فقط، وهو الذي يؤكد أنه مصلحة الوطن والدوري فوق كل اعتبار.
في اعتقادي جلب الاتحاد العار لنفسه برفضه إبعاد الشكوك حول عمله الذي أصبح معروفا حتى للاعبي الرفاع ومسئوليه الذين أكدوا أنهم كانوا يتوقعون مثل هذا السيناريو في نهاية المباراة الختامية، وعلى الاتحاد أن يفهم أن استقطابه لأي حكم أجنبي لا يعني إسقاط الحكم المحلي وإنما يقويه ويجعله مكان ثقة عند جميع الفرق، وفي النتيجة تعني أن تثق هذه الأخيرة بعمل الاتحاد وأخيرا ستكون الفائدة للدوري والوطن.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2462 - الأربعاء 03 يونيو 2009م الموافق 09 جمادى الآخرة 1430هـ