قالت جماعات حقوق الإنسان وجماعات تعمل في المساعدات الإنسانية إن قوات جيش جنوب السودان وقوات المتمردين ارتكبوا انتهاكات خطيرة قد تصل إلى جرائم الحرب أثناء القتال فيما بينهم في منطقتين منتجتين للنفط حيث أطلق الرصاص على مرضى لا يقوون على الفرار وهم في أسرتهم.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان في تقرير نشر اليوم الخميس (27 فبراير/ شباط 2014) "ظهر في هذا الصراع نمط واضح من أعمال القتل المتبادلة على أساس العرق وتدمير واسع النطاق وأعمال سلب ونهب واسعة النطاق."
وذكرت منظمة أطباء بلا حدود العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية"مشاهد الرعب" في ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل.
وقال كارلوس فرانسيسكو منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في ملكال إن المدينة "مهجورة حيث البيوت أحرقت وأعداد لا تحصى من جثث الموتى متناثرة في الشوارع."
وأضاف أن فريق أطباء بلا حدود عثروا على مرضى في مستشفى أعدموا على أسرتهم في ملكال.
وقتل آلاف الأشخاص ونزح أكثر من 800 ألف شخص عن منازلهم منذ اندلاع القتال في جنوب السودان قبل شهرين بسبب صراع على السلطة بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار الذي عزل من منصبه في يوليو تموز.
ووقع الطرفان المتصارعان في جنوب السودان اتفاقا لوقف إطلاق النار في 23 يناير كانون الثاني لكن استمر وقوع اشتباكات متقطعة.
وكان القتال في ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط الأسوأ منذ وقف إطلاق النار. والمدينة الآن مقسمة بين الجيش والمتمردين.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن قوات من طرفي الصراع قامت بأعمال سلب ونهب واسعة النطاق وتدمير ممتلكات المدنيين في ملكال وبنتيو وهي مركز نفطي رئيسي آخر في ولاية الوحدة القريبة حيث جرى استهداف المدنيين هناك أيضا ونفذت أعمال إعدام خارج إطار القانون "على أساس عرقي غالبا".
وينتمي كير إلى قبيلة الدنكا المسيطرة بينما ينتمي مشار إلى قبيلة النوير.
وتوقف إنتاج النفط في ولاية الوحدة بسبب القتال وتراجع إنتاج الخام على المستوى القومي بنسبة الثلث إلى نحو 170 ألف برميل يوميا منذ ديسمبر كانون الأول.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام في ولاية أعالي النيل إن القتال مستمر في ملكال.
وتلقي أعمال العنف بظلالها على محادثات السلام التي تأجلت بالفعل في أديس أبابا بسبب مطالبة المتمردين بالإفراج عن معتقلين سياسيين تحتجزهم حكومة جنوب السودان للاشتباه في تورطهم في مخطط للانقلاب مع مشار ومطالبتهم بسحب القوات الأوغندية من البلاد.
ويقول مسئولون في المفاوضات إن المتمردين يطالبون الآن بتنحي كير ووضع إطار زمني للانتخابات.
ولم يتسن الاتصال على الفور بمسئولين من وفد الحكومة في المحادثات للتعليق على هذا المطلب.
وقال مسئولون اليوم الخميس إن حوالي 150 شخصا قتلوا في ولاية أعالي النيل عندما فتح المتمردون النار على قارب يحمل فارين من القتال عند عبوره النهر. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين للمتمردين للتعليق.