الرفاهية في المنازل اليوم باتت أقرب إلى «البرستيج» الاجتماعي والموضة المكلفة الثمن، إذ انتشر في الآونة الأخيرة في تصميم المنازل استخدام «الرموت كنترول» في أبسط الأمور قبل أعقدها، فلم يعد ذلك حكراً على تشغيل وإطفاء التلفاز أو جهاز التكيف وباب الكراج بل بات يستخدم لإسدال الستائر، وتشغيل مياه الري، فضلاً عن طي السجاد وملء حمام السباحة ووصل إلى استخدام السلم المتحرك في بعض المنازل. وقد يتجه البعض لما هو أبعد من ذلك من خلال استخدام لوحة تحكم في إحدى زوايا المنزل، تقوم بضبط التدفئة والبرودة وغيرها، ولعل رتم الحياة السريع والولع بكل ما هو مستورد وكل ما هو إلكتروني وحب الوجاهة من أهم الأسباب التي تدفع بكثير من المقبلين على بناء منازلهم إلى الجري وراء استخدام التكنولوجيا بصرف النظر عن مدى حاجتهم الفعلية لها.

في السابق كانت تستخدم هذه التكنولوجيا لأغراض ملحة، كوجود مقعد في المنزل أو شخص كبير في السن يتعذر عليه التحرك، أما اليوم فالتفنن في استخدامها بات للوجاهة والشكل الاجتماعي متجاوزاً مسألة غلاء سعره والجوانب السلبية فيه، ولعل الأخيرة كثيرة، فما هو معلوم أن كل ما هو إلكتروني معرض للخل وأن عدم علم جميع أفراد العائلة بطريقة التعاطي الصحيح مع هذه التكنولوجيا قد يزيد من احتمالات تعرض تلك الأجهزة للخلل.

كما أن الاعتماد عليها في الحياة اليومية أمر من شأنه أن يزيد من الشعور بالكسل والخمول، وتعد عبأً إضافياً على مصاريف رب الأسرة.

الكثير يعتقد أن استخدام التكنولوجيا في المنازل يعطي إيحاء بمدى تطور العائلة وقدرتها على مواكبة التطور التكنولوجي، إلا أن ذلك قد يتعارض مع عدم علم أفرادها بطريقة استخدام كثير منها والتي بالضرورة قد تدخلهم في مشاكل مكلفة مادياً، لذا بات من الضروري أي يعي المقبل على بناء منزل العمر أهمية استخدام تلك التكنولوجيا في المكان المناسب وللضرورة الملحة، فالتعاطي معها على دراية ومعرفة قد تساهم في تفادي كثير من العواقب الوخيمة وتوفر الجهد والمال، كما أن استخدامها في المواقع الملحة والمطلوبة من الممكن أن يكون مقبولاً.