العدد 4190 - الثلثاء 25 فبراير 2014م الموافق 25 ربيع الثاني 1435هـ

اوكرانيا: ياتسينيوك رئيسا للوزراء لفترة انتقالية وأمامه مهام جسيمة

اعلن مجلس الميدان الذي يجمع قادة المعارضة الاوكرانية السياسيين وجمعيات المجتمع المدني اليوم الأربعاء (26 فبراير / شباط 2014) تعيين ارسيني ياتسنيوك الأوروبي التوجه، رئيسا للوزراء، في حين امرت موسكو بالقيام بعملية تفقد مفاجئة لقواتها المنتشرة بالقرب من اوكرانيا وشهدت جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي مواجهات.

ويفترض ان يصادق البرلمان الخميس على الاعلان الذي جرى بحضور عشرات الالاف في ساحة الاستقلال ، الميدان التي كانت رمزا لحركة الاحتجاج على الحكم السابق، وشمل عددا من اعضاء حكومة الوحدة الوطنية المدعوة الى ادارة شؤون البلاد قبل الانتخابات الرئاسية المبكرة المتوقعة في 25 ايار/مايو.

وياتسينيوك العضو في حزب يوليا تيموشنكو ملهمة الثورء البرتقالية والتي افرج عنها السبت من السجن، كان وزيرا للاقتصاد والخارجية.

وهي خبرة تحتاجها اوكرانيا المهددة بالافلاس في غياب مساعدة مالية دولية سريعة قدرت ب35 مليار دولار على مدى عامين، عدا عن التوجهات الانفصالية في جنوب البلاد وخصوصا في جمهورية القرم حيث غالبية السكان من الناطقين بالروسية الذين يشعرون انهم اقرب الى موسكو من كييف.

وعرضت على شخصيات في الميدان مناصب رمزية في الحكومة مثل ديمترو بولاتوف المعارض الذي تعرض للتعذيب خلال فترة الاحتجاج، الذي دعي لتسلم حقيبة الشباب والرياضة. والنائب اندريي باروبيي "قائد الميدان"، الذي يتمتع بقدر عال من الاحترام، بما في ذلك في اوساط الاكثر تطرفا، سيتولى رئاسة المجلس الوطني للامن والدفاع.

واثر مواجهات بين حشد ضم نحو خمسة الاف شخص من الموالين لروسيا والمؤيدين للسلطات الاوكرانية الجديدة في سيمفيروبول عاصمة جمهورية القرم التي تتمتع بحكم ذاتي، جنوب البلاد، دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء روسيا الى احترام وحدة تراب اوكرانيا.

وقال كيري لمحطة "ام اس ان بي سي" "نقول بوضوح ان على كل البلدان احترام وحدة تراب اوكرانيا وسيادتها. روسيا قالت انها ستفعل ونعتقد انه من المهم ان تفي روسيا بوعدها".

ويشكل الناطقون بالروسية غالبية سكان القرم حيث ينتشر الاسطول الروسي في البحر الاسود في مرفأ سياستوبول.

وامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء باجراء عملية تفقد مفاجئة للقوات في المناطق العسكرية في الغرب والوسط القريبة من اوكرانيا، للتأكد من جهوزيتها للقتال، كما اعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو.

وترأس بوتين الثلاثاء اجتماعا لمجلس الامن الروسي لمناقشة الوضع في اوكرانيا. ولم يتخذ بوتين حتى الان موقفا علنيا من اقالة الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش ووصول سلطة جديدة في كييف.

كما عمدت روسيا الى تعزيز الاجراءات لحماية اسطولها في جمهورية القرم الناطقة بالروسية في جنوب اوكرانيا.

واتهم ثلاثة من رؤساء اوكرانيا السابقين في بيان مشترك روسيا ب"التدخل مباشرة في الحياة السياسية في القرم". وكتب ليونيد كوتشما وفيكتور يوشتشينكو وليونيد كرافتشوك في البيان "على روسيا ان تحترم خيارات الشعب والحكومة في اوكرانيا".

واعربت المجر من جهتها عن قلقها لاعمال العنف التي تتعرض لها الاقلية المجرية في اوكرانيا على يد اعضاء في حركة برافي سيكتور الراديكالية غرب البلاد.

واعرب اسقف الكنيسة الاوكرانية للروم الكاثوليك المونسنيور سفياتوسلاف شيفتشوك عن القلق من اندلاع "حرب اهلية" في اوكرانيا. وقال ان خطر الحرب الاهلية ياتي "من الخارج"، ملمحا الى روسيا.

وبعد ان اعلن وزير الداخلية بالوكالة ارسين افاكوف عن حل قوات الشرطة الخاصة التي قمعت المتظاهرين، واعلان اسم رئيس الوزراء الجديد، يكون مجلس الميدان الذي يضم ابرز قادة المعارضة وممثلي المجتمع المدني ومجموعات متطرفة حضرت مساء الاربعاء في ساحة الاستقلال، بدأ بأولى خطواته للاعداد للانتخابات الرئاسية في 25 ايار/مايو.

وقال فيتكور احد المارة صباح الاربعاء لفرانس برس "اعتقد ان نصف اعضاء الحكومة الجديدة يجب ان يأتوا من ساحة ميدان لان هؤلاء الاشخاص هم من حقق كل ذلك وليس القادة السياسيين".

وقال محللون في شركة كابيتال ايكونوميكس ان اوكرانيا تحتاج الى "مساعدة مالية سريعة وكبيرة تقدر ب20 الى 25 مليار دولار".

وتراجع سعر العملة الاوكرانية 5% بعد ظهر الاربعاء امام الدولار. ومنذ مطلع العام خسرت حوالى 18% من قيمتها.

ودعا النواب الاوروبيون الاربعاء الى التحرك بسرعة لمساعدة اوكرانيا خلال جلسة نقاش في ستراسبورغ، وناقشوا عدة خطط منها عقد مؤتمر للمانحين وتسهيل منح تأشيرات دخول.

كما تسببت الازمة في اوكرانيا في تراجع الروبل الى ادنى مستوى منذ خمس سنوات امام الدولار الذي تقدم الى 36,0595 روبل، وهو اعلى مستوى له منذ 2009.

وقال نائب وزير المالية الروسي سيرغي ستورشاك ان روسيا التي وعدت العام الماضي بتقديم قرض قيمته 15 مليار دولار، لم تصرف منه سوى ثلاثة مليارات حتى هذه المرحلة، و"ليس لديها التزامات قانونية" لدفعه.

وحاليا يزور كييف مسؤولون غربيون كبار بينهم المسؤول الثاني في الخارجية الاميركية وليام بيرنز ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون لاقتراح المساعدة على السلطات الاوكرانية الجديدة دون اغضاب موسكو.

ودعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء روسيا الى الوفاء بوعدها واحترام وحدة تراب اوكرانيا بعد صدامات بين نشطاء موالين لروسيا واخرين موالين للسلطات الجديدة في كييف في منطقة القرم، جنوب اوكرانيا.

وقال كيري لمحطة "ام اس ان بي سي" "نقول بوضوح ان على كل البلدان احترام وحدة تراب اوكرانيا وسيادتها. روسيا قالت انها ستفعل ونعتقد انه من المهم ان تفي روسيا بوعدها".

ونفى كيري تدخل بلاده في شؤون اوكرانيا او سعيها الى "المواجهة" مع روسيا في هذه الازمة. وقال "لسنا بحاجة الان للدخول في مواجهة على طريقة الحرب الباردة".

كما دعت الادارة الاميركية الاربعاء "الفاعلين الخارجيين" الى الامتناع عن اي "استفزاز" في الازمة الاوكرانية في اشارة الى روسيا.

وقال مساعد المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جوش ايرنست "نحن نحث الفاعلين الخارجيين في المنطقة على احترام سيادة اوكرانيا ووحدتها الترابية والى انهاء الاعمال والتصريحات المستفزة والى دعم هياكل الحكومة الانتقالية التي قامت بشكل ديمقراطي".

من جهته اعرب الحلف الاطلسي عن استعداده لمواصلة مساعدة اوكرانيا التي يقيم معها علاقات وثيقة ومتابعة اصلاحاتها الاقتصادية، كما اعلن الامين العام للحلف اندرز فوغ راسموسن.

وقال راسموسن لدى وصوله الى اجتماع وزراء دفاع الدول الاعضاء ال28 في الحلف في بروكسل ان "اوكرانيا حليف مقرب ومنذ وقت طويل للحلف الاطلسي. والاطلسي صديق مخلص لاوكرانيا".

واكد وزراء دفاع الحلف في بروكسل الاربعاء ان اوكرانيا "المستقلة وذات السيادة والمستقرة والملتزمة بالديموقراطية" ستشكل "عنصرا اساسيا" للامن في منطقة اوروبا الاطلسي.

واضافوا في بيان انهم سيواصلون تاييد "سيادة واستقلال اوكرانيا ووحدة ترابها وتطورها الديموقراطي ومبدأ منعة حدودها".

وفي الانتظار، اعلن وزير الداخلية الاوكراني الانتقالي الاربعاء حل القوات الخاصة لمكافحة الشغب "بيركوت" التي كان يخشاها المتظاهرون ويكنون لها مشاعر الحقد.

وكتب الوزير ارسين افاكوف على صحفته على فيسبوك "ان بيركوت لم تعد موجودة"، مضيفا "لقد وقعت المرسوم رقم 144 بتاريخ 25 شباط/فبراير 2014 المتعلق بحل وحدات الشرطة الخاصة بيركوت".

وقتل 82 شخصا على الاقل بينهم عشرة شرطيين في مواجهات بين قوات الامن ومتظاهرين الاسبوع الماضي في كييف، في حمام دم ادى الى الاطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفتيش بعد ثلاثة اشهر من حركة احتجاج، ووصول المعارضة الى السلطة.

وفي كييف، اعلن مساعد المدعي العام الاوكراني ميكولا غولومتشا الاربعاء ان الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش لا يزال في اوكرانيا من دون مزيد من المعلومات حول مكانه. في حين قال المدعي العام بالوكالة اوليغ ماخنيتسكي انه تم اصدار "مذكرة توقيف دولية" بحق يانوكوفيتش الملاحق في اوكرانيا بتهم "عمليات قتل جماعية". ولم يوضح ان كان تم تقديم طلب رسمي بذلك الى الانتربول. وصوت البرلمان الثلاثاء لصالح مطالبة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بمحاكمته.

واعلن الكرملين من جهته انه لا يملك اي معلومة تتيح له ان يؤكد ان الرئيس الاوكراني المخلوع يوجد قرب موسكو كما سبق وذكرت وسيلة اعلام روسية، كما اعلن المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً