أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف تقييمًا غذائيًا مشتركًا حول وضع اللاجئين السوريين في لبنان، كشف عن مدى خطورة حالات سوء التغذية التي أصبحت تشكل تهديدًا صامتًا.
وفي هذا الإطار، أعربت ممثلة اليونيسف أناماريا لوريني، عن قلقها بشأن تدهور الوضع الغذائي للاجئين السوريين في لبنان. فسوء التغذية بات يشكل تهديدًا جديدًا وصامتًا لدى اللاجئين، وهو ناجم عن تدني مستوى النظافة الشخصية وعدم توفر مياه الشرب الجيدة وانتشار الأمراض وغياب التحصين وممارسات التغذية غير السليمة للأطفال الصغار.
ووفقا لليونيسف، تضاعف انتشار حالات سوء التغذية الحاد والشديد في البقاع وشمال لبنان في العام 2013 بالمقارنة مع العام 2012.
ويواجه حوالي ألفي طفل من اللاجئين السوريين دون الخامسة من العمر في كل أنحاء البلد خطر الموت وهم بحاجة ماسة إلى معالجة طارئة للبقاء.
ويستقر أكثر من نصف هؤلاء الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد والشديد في منطقة البقاع في شرق لبنان، حيث تقوم معظم المخيمات المرتجلة وحيث يصعب الحصول على مياه جيدة والاهتمام بالنظافة الشخصية والتمتع بمرافق صحية مناسبة.
وأشار التقرير إلى أن الوضع الغذائي لدى اللاجئين في لبنان يسوء بسرعةٍ كبيرة بسبب عوامل مختلفة، مثل ارتفاع أسعار الغذاء وغياب الأمن الغذائي وازدياد عدد اللاجئين السوريين مع وصول الوفود الجديدة التي قد تكون في وضع أسوأ.
وركّز تقييم العام 2013 على الوضع الغذائي للاجئين السوريين الأطفال دون الخامسة من العمر، بالإضافة إلى النساء بين سن 15 و49 عامًا في كل أنحاء لبنان. ويتطرّق التقرير أيضًا إلى حالات انتشار فقر الدم وممارسات تغذية الأطفال والرضع ومرض الأطفال بسبب الإسهال والسعال والحمى، كما يعالج أهمية الحصول على خدمات صحية جيدة ونوعية أفضل من المياه والمرافق الصحية ومرافق النظافة الشخصية.
وقد تم إجراء الاستقصاء الغذائي بقيادة اليونيسف في شهري تشرين الأول والثاني/أكتوبر ونوفمبر من العام 2013 بالشراكة مع وزارة الصحة العامة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي والجمعية الأرثوذكسية المسيحية العالمية.