اعتبر مسؤول أمني بريطاني أن الارهاب المرتبط بسوريا يشكل أكبر تهديد يواجه المملكة المتحدة منذ هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
وقال،رئيس مكتب الأمن ومكافحة الارهاب في الحكومة البريطانية تشارلز فار، لصحيفة "إيفننغ ستاندارد" اليوم الاربعاء ( 26 فبراير / شباط 2014 ) إن مضاعفات الحرب في سوريا "ستهيمن على عمل الأجهزة الأمنية البريطانية لفترة طويلة، مع عودة البريطانيين من القتال هناك".
وأضاف "صار حجم الجماعات المتطرفة في سوريا وعدد البريطانيين الذين انضموا لها يشكلان التحدي الأكبر الذي يواجه الشرطة ووكالات الاستخبارات البريطانية، ما جعل الحكومة تدرس الآن امكانية ادخال تشريعات جديدة لمكافحة هذه المشكلة".
وأشار فار إلى أن عدد المقاتلين الأجانب في سوريا "أكبر من أي مكان آخر منذ اندلاع الأزمة في افغانستان عام 1989، وفاق عدد الذين انضموا لتنظيم القاعدة خلال حكم طالبان والذين توافدوا إلى العراق في اعقاب سقوط نظام الرئيس صدام حسين عام 2003".
واعتبر أن سوريا "تختلف عن أي تحد آخر واجهناه في مجال محاربة الارهاب منذ هجمات 9/11، بسبب وجود عدد من الجماعات الارهابية المنخرطة في القتال هناك، وحجم هذه الجماعات، وعدد البريطانيين الذين ينضمون إليها، وسهولة السفر إلى هناك، وتوفر الأسلحة، وشدة الصراع".
وقال المسؤول الأمني البريطاني "إن أجهزة الأمن والعديد من الجهات الأخرى العاملة في مجال مكافحة الارهاب في بريطانيا ستكون منشغلة بمواجهة هذا التحدي في المستقبل المنظور، مع أن قوانينا تحظر البريطانيين من الانخراط في أنشطة ارهابية في الخارج".
وكانت وزيرة الداخلية البريطانية، تريزا ماي، اعتمدت صلاحيات جديدة لمصادرة جوازات سفر المقاتلين المحتملين في محاولة لوقف تدفق البريطانيين إلى سوريا.
وتقدّر أجهزة الأمن البريطانية أن ما يصل إلى نحو 600 بريطاني يشاركون في القتال الدائر في سوريا منذ نحو ثلاث سنوات مع الجماعات الجهادية، وذكرت مصادر صحافية أن 20 واحداً منهم لقوا مصرعهم هناك.
وتضع بريطانيا التحذير الأمني من وقوع هجوم ارهابي عند درجة كبير حالياً، ما يعني أن الهجوم هو احتمال قوي، على سلم من خمس درجات أدناها منخفض وأعلاها حرج.