العدد 4190 - الثلثاء 25 فبراير 2014م الموافق 25 ربيع الثاني 1435هـ

روايات متضاربة من قادة عراقيين عن صفقة أسلحة مع إيران

قدم مسؤولون عراقيون روايات متناقضة عما إذا كانت بغداد أبرمت اتفاقا لشراء أسلحة وذخائر من إيران بقيمة 195 مليون دولار وفقا لما أوردته رويترز وهو اتفاق إذا تأكد قد يضر بالعلاقات العراقية الأمريكية.

ونفت وزارة الدفاع إبرام اتفاق من هذا القبيل لكن رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي قال إن بغداد اشترت "بعض الأسلحة الخفيفة والذخيرة" من طهران.

وطالبت الولايات المتحدة توضيحات من العراق لأن مثل هذا الاتفاق يشكل انتهاكا للعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة على إيران بسبب برنامجها النووي.

ودعا عضو بارز في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى ضرورة إعادة النظرفي بيع 24 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي إلى العراق لحين استيضاح المسألة.

وزودت الولايات المتحدة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بالأسلحة لمساعدتها في مكافحة متشددي تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به.

لكن حكومة المالكي التي يهيمن عليها الشيعة تربطها علاقات وثيقة بإيران أكبر قوة شيعية في المنطقة.

وتتنافس واشنطن مع طهران على النفوذ في العراق منذ سقوط صدام حسين في 2003 بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.

وغادر آخر جندي أمريكي العراق في ديسمبركانون الاول 2011.

وقالت رويترز يوم الإثنين استنادا إلى وثائق حصلت عليها إنالعراق وقع صفقة أسلحة مع إيران في نهاية نوفمبر تشرين الثاني بعدما عاد المالكي من زيارة لواشنطن طلب فيها أسلحة إضافية لمحاربة تنظيم القاعدة.

ويشعر البعض في واشنطن بالقلق من تقديم معدات عسكرية أمريكيةحساسة إلى دولة يخشون من انها أصبحت قريبة جدا من إيران.

وقال عددمن النواب العراقيين إن المالكي أبرم الصفقة لأنه ضاق ذرعا بتأجيل تسليم الأسلحة الأمريكية أكثر من مرة.

ونفت وزارة الدفاع العراقية تقرير رويترز وقالت انها استخدمت هذه المسألة "لأغراض سياسية وإعلامية".

واعترفت الوزارة أن إيران قدمت عرضا للحصول على عقد لتزويد العراق بنظارات للرؤية الليلية وذخيرة لكنها قالت إن العطاء منحل أطراف أخرى لم تحددها.

وقالت الوزارة في بيان "تم استدراج عروض شركات دولية عديدةمنها بلغاريا والجيك (التشيك) وبولونيا (بولندا) وصربيا والصين وأوكرانيا وباكستان وغيرها من شركات تلك الدول وقد قدمت تلك الشركات عروضها التسعيرية وجداول للتجهيز وقد قدمت (هيئة الصناعات الدفاعية الإيرانية) عروضها الا ان المفاضلة كانت لصالح شركات اخرىولم يتم توقيع اي عقد مع الشركة الإيرانية."

واطلعت رويترز على عقدين مع شركة الصناعات الإلكترونية الإيرانية لنظارات للرؤية الليلية ومعدات اتصالات وأجهزة توجيه قذائف المورتر.

ونفت الحكومة الإيرانية أي معرفة بصفقة بيع الأسلحة للعراق.

لكن رئيس لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب العراقي حسن السنيد الذي ينتمي لحزب الدعوة الذي يرأسه المالكي قال إن العراق اشترى أسلحة من إيران وأصر على أن ذلك في اطار حقه ولا ينتهك العقوبات الدولية.

وقال السنيد للصحفيين في البرلمان "الحكومة الأمريكية ليست لهاولاية على الحكومة العراقية."

وأضاف "من حقنا أن نشتري السلاح من اي دولة صديقة تتعاون معالعراق. السلاح الذي اشترى من إيران لا يتعدى الأسلحة الخفيفةوالاعتدة."

وتابع قائلا "للعراق أن ينوع مصادر الأسلحة وإيران دولة صديقة وجارة كما هي الكويت والأردن وتركيا والسعودية."

ولم ينف متحدث باسم رئيس الوزراء العراقي يوم الإثنين النبأ أويؤكده لكنه قال إن مثل هذا الاتفاق يمكن فهمه نظرا للمشاكل الأمنية الحالية في العراق.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين إن إدارةالرئيس باراك أوباما تريد اجابات من بغداد.

وأضاف كارني "نقلنا مخاوفنا بشأن هذه المسألة لأعلى المستوياتفي الحكومة العراقية وأكدنا أن أي نقل أو بيع لأسلحة من إيران يعدانتهاكا مباشرا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة... أكدتلنا الحكومة العراقية انها ستنظر في المسألة."

وسلمت واشنطن العراق منذ يناير كانون الثاني صواريخ هلفايروطائرات استطلاع دون طيار بعدما وجد المالكي نفسه متورطا في معارك ضارية في الأنبار مع مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تستلهم نهج تنظيم القاعدة وكذلك رجال العشائر السنة الغاضبين من معاملة حكومة المالكي التي يقودها الشيعة.

وتسعى واشنطن منذ بدء القتال في الأنبار في يناير كانون الثاني للمضي قدما ببيع العراق 24 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي وهي صفقة معطلة منذ شهور بسبب القلق في الكونجرس بشأن طريقة استخدام المالكي لتلك الأسلحة في وقت يشتد فيه الخلاف بينه وبين الاقلية السنية.

وقال نائب شيعي قريب من المالكي إن الصفقة مع إيران تبعث برسالة إلى واشنطن تفيد بأن التهديد بحجب مشتريات السلاح أو تأخيرها لم يعد يجدي.

وامام الكونجرس الأمريكي فترة 30 يوما تنتهي اليوم الأربعاء ( 26 فبراير / شباط 2014 ) لتأجيل صفقة طائرات الأباتشي.

وقال السناتور السناتور جون مكين أمس الثلثاء إنه يجب إعادة النظر في الاتفاق في ضوء صفقة الأسلحة معطهران.

وقال مكين ردا على سؤال بشأن التقرير الذي نشرته رويترز "بيع طائرات أباتشي يتعين أن يطرح على طاولة الدراسة. يجب أن نناقشه...يجب أن ندرك عواقب صفقة الأسلحة هذه. يجب أن نمعن النظر فيها باهتمام أكبر بعض الشيء."





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً