ما إن سمع أحد النواب، من أحد روّاد مجلسه، منتقدا فيها سياسة وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، حول موضوع المحجبات في وزارة الإعلام، حتى قام سعادة النائب بالتشهير بها أمام الرأي العام.
لقد عهدنا سعادة النائب في الكثير من المواقف، التي تكون أغلبها نكالا عليه، ولكنه في هذا الموقف بالذات أخطأ كثيرا، وكان رَدُّهُ على المستشار الإعلامي للوزيرة ركيكا ما بعده ركاكة، وقد حوّر كلامه الأوّل بكلمة «لو» في رَدِّهِ على المستشار، وتناسى أخينا أن هذه الكلمة تفتح عمل الشيطان.
ألا يعلم سعادة النائب أثر ما يصرّح به ليلا ونهارا على الرأي العام، وللأسف هذا هو الموضوع الوحيد في وزارة الإعلام، الذي كدّر خاطره وجعله يستشيط غيظا، فنسي أخلاق الرسول (ص) عندما يدعو الناس، مستخدما الحكمة والموعظة الحسنة والتثبّت قبل التصريح هنا وهناك.
أما النقطة الثانية، والتي نستغرب منها ما تفوَّهَ به لسانه عن مسألة الليبرالية، وحوْلَ توجهات الوزيرة نحو الليبرالية، فإننا ومن خلال هذا المنبر نودُّ طرح معنى الليبرالية. فالليبرالية كما وصفها معجم العلوم الاجتماعية، لفريدريك معتوق، وموسوعة ويكيبيديا العالمية، هي: «التحرّرية أو الليبرالية (liberalism) اشتقت من كلمة ليبر liber، وهي كلمة لاتينية تعني الحُر، والليبرالية حاليا مذهب أو حركة وعي اجتماعي سياسي داخل المجتمع، تهدف إلى تحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة (السياسية والاقتصادية والثقافية)». وقد تتحرك «وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها تتكيف الليبرالية حسب ظروف كل مجتمع، وتختلف من مجتمع غربي متحرر إلى مجتمع شرقي محافظ. «الليبرالية أيضا مذهب سياسي واقتصادي معا ففي السياسة تعني تلك الفلسفة التي تقوم على استقلال الفرد والتزام الحريات الشخصية، وحماية الحريات السياسية والمدنية، وتأييد النظم الديمقراطية البرلمانية والإصلاحات الاجتماعية». و «المنطلق الرئيسي في الفلسفة الليبرالية هو أن الفرد هو الأساس، بصفته الكائن الملموس للإنسان، بعيدا عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معا، فالإنسان يخرج إلى هذه الحياة فردا حرا له الحق في الحياة أولا».
فما هي توجّهات الوزيرة الليبرالية التي أزعجتك وقضّت مضجعك يا سعادة النائب؟! حريٌ بك أن تقوم بما تقوم به الشيخة مي من عمل مُضنٍ، لرفع راية الثقافة بمملكتنا البحرين، ومن الأولى لك أن تقول خيرا أو لتصمت، واتقِ الله في كلامك.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2462 - الأربعاء 03 يونيو 2009م الموافق 09 جمادى الآخرة 1430هـ