بعكس ما ذكره أحد القراء أمس من أن التوقف عند تصريح - الذي تم نفيه - لنائب كويتي الذي اقترح توظيف البحرينيات كخادمات «موضوع فتنة» وانه يتسبب في «التراشق الإعلامي بين الشعبين»، بل على العكس، لأن العلاقات مع الكويتيين كانت ومازالت وستبقى من أفضل العلاقات لما للمجتمعين من مشتركات، وشخصيا أعرف أن الكويتيين أبعد ما يكونون عن التصريح الزائف الذي نشر على الانترنت، ونشكر السفارة الكويتية في المنامة على نفيها هذا الكلام، كما أوردت التقارير.

الموضوع الآخر الذي يُذكر في هذا المجال يرتبط بما حدث في منتصف تسيعينات القرن الماضي، وهو تخفيض معاشات البحرينيين بصورة جماعية وفجائية في مختلف مواقع المعل في الكويت آنذاك، إذ إنه وبعد تحرير الكويت في العام 1991 فتحت الكويت أبوابها للبحرينيين، وقد وجد الكثير من المواطنين فرصا سانحة لخدمة الكويت ولتحسين وضعهم المادي، ولكنهم فوجئوا بأن المعاشات تم تخفيضها وعندما سألوا عن السبب، قيل لهم إن الأمر جاء من الحكومة البحرينية.

البحرينيون يعتزّون بأنهم يخدمون في أي مجال يُفسَح لهم، ولا عيب في أن يعملوا في أي مهنة تحفظ لهم كرامتهم، على ألا تكون مرتبطة بذلّة في بلدهم أو في أي بلد آخر.

أحد المواطنين كتب أمس في أحد التعليقات التي وصلت إلى موقع «الوسط» الإلكتروني: «... وأزيدك من الشعر بيت... إنه ومن بعد الخطاب المشئوم تغيّرت معاملة البحرينيين في الكويت وتمت معاملتهم بنفس مستوى الهنود والبنغال أو أكثر ولم يعدوا مرحبين بهم مثل أول أيام التحرير». ومواطن آخر كتب «صحيح، أنا كنت في الكويت وأردت أن أفتح حسابا في البنك وسمعت مدير الفرع يقول أنت تشتغل في الكويت؟ قلت نعم، فقال بس عندنا في البنك أمر بعدم تشغيل البحرينيين. فقلت لماذا؟ قال أنا سئلت المدير العام للبنك، فقال هذا الأمر صادر من حكومة البحرين - هذا الكلام في منتصف التسعينيات - وعيش تشوف».

اقتراح تحويل البحرينيات كخادمات، حتى لو لم يكن صحيحا ومختلقا، ولكنه يذكر بشيء حدث فعلا في السنوات الماضية، وما حدث له أثره على نفوس البحرينيين الذي كانوا في الكويت تلك الفترة، وهو سؤال مازال من دون جواب، وربما انه شجع البعض في الكويت على أن ينشر مقترح تشغيل «البحرينيات كخادمات».