العدد 4189 - الإثنين 24 فبراير 2014م الموافق 24 ربيع الثاني 1435هـ

الغدة الكظرية..الحاسوب المنظم لوظائف الجسم

ربما يبدو اسم الغدة الكظرية «Adrenal Gland» غير مألوف للكثير من الناس مقارنة بغيرها من الغدد الصماء مثل الغدة الدرقية على سبيل المثال. وتسمى هذه الغدة أيضاً «الغدة الجاركلوية» باللغة العربية أو «فوق الكلوية»، وهي التسمية الصحيحة تبعاً لوضعها التشريحي فوق الكليتين.

تقوم الغدة الكظرية بإفراز هرمونات عدة تتحكم في الكثير من الوظائف الحيوية في الجسم. ويعتبر الكورتيزون الطبيعي الذي يفرزه الجسم أحد هذه الهرمونات، ويلعب دوراً مهماً في الكثير من العمليات الحيوية مثل ضغط الدم ومستوى السكر في الدم والنبض والكثير من الوظائف المهمة، كما تفرز الغدة هرموناً آخر يقوم بتنظيم مستوى الأملاح والمعادن بالجسم، وخاصة الصوديوم والبوتاسيوم، وهما يلعبان دوراً مهماً في الكثير من وظائف الجسم.

ويتم التحكم في إفراز الكورتيزون من الغدة الكظرية عن طريق هرمون معين من الغدة النخامية الموجودة بالمخ، والتي تقوم بتحفيز الغدة الكظرية لزيادة إفراز الكورتيزون في حالة نقصه أو تقوم بتثبيط عملها في حال زيادته، ويتم التحكم في نشاط الغدة النخامية عن طريق هرمون يتم إفرازه من الجزء الموجود في المخ والمسمى بـ «تحت المهد» أو «الهيبوثالمث» بالطريقة نفسها، بمعنى التحفيز في حالة النقص والتثبيط في حالة الزيادة.

يرى الدكتور د. هاني رمزي عوض، أنّ مرض نقص نشاط الغدة الكظرية من أشهر أمراض الغدد في الأطفال، ويسمى العرض أيضاً بمرض إديسون نسبة للطبيب الإنجليزي توماس إديسون الذي شخّص أعراض النقص على أنها مرض مستقل في منتصف القرن التاسع عشر.

أما أسباب نقص نشاط الغدة الكظرية، فقد تكون خلقية، سواء في الغدة الكظرية نفسها أو في الغدة النخامية التي تتحكم في عمله، أو مكتسبة. وأما الأسباب المكتسبة فهي كثيرة، وفي الأغلب يكون الخلل نتيجة أسباب علاجية حيث إن كثرة التعرض للكورتيزون الخارجي لعلاج مرض معين يمكن أن تثبط من نشاط الهرمونات المتحكمة في تنظيم عمل الغدة الكظرية. وفي بعض الأحيان، خاصة في الدول المتقدمة، يمكن أن يكون السبب هو الإصابة بمرض مناعي يدمر الغدة الكظرية سواء منفردة، أو تكون ضمن مرض مناعي يؤثر بالسلب على نشاط الكثير من الغدد مثل انخفاض نشاط الغدة الجار الدرقية وكذلك الكثير من الأعراض مثل الالتهابات الجلدية ونقص نشاط الأعضاء التناسلية ومرض البهاق وغيرها.

ويعاني الأطفال من هبوط الضغط نظراً لنقص الكورتيزون الطبيعي الذي تفرزه الغدة الكظرية، وكذلك الهبوط في معدلات السكر في الجسم، وخاصة الأطفال الصغار. ويمكن أن يحدث نقص السكر في الدم من دون أعراض، أو يمكن أن يحدث وتظهر أعراض نقص السكر مثل الدوار حتى الهذيان، نظراً لعدم وصول كمية كافية من الغلوكوز للمخ. وكذلك يعاني المصابون من الإرهاق المستمر، فضلاً عن فقدان الشهية والإحساس بالغثيان والرغبة في التقيؤ وفقدان للوزن، وأيضاً آلام في البطن وضعف في العضلات وفقدان للنشاط، وكذلك زيادة الصبغة في الجلد نظراً لزيادة هرمون الغدة النخامية الذي يحاول أن يعوض نقص نشاط الغدة الكظرية، ما يتسبب في زيادة الصبغة وتحوّل لون الجلد إلى اللون الداكن.

العدد 4189 - الإثنين 24 فبراير 2014م الموافق 24 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً