العدد 4189 - الإثنين 24 فبراير 2014م الموافق 24 ربيع الثاني 1435هـ

الضرورة وحدها.. تدفع لزراعة وجه

واقع قائم بدأ في عام 1994

في ظل الثورة الكبيرة التي يشهدها عالم الطب تمكن الأطباء من زراعة وجه بشري للكثير من المصابين بأضرار كبيرة في الوجه. لكن هذه العمليات ظلت لحد الآن مثار جدل طبي، واجتماعي كبيرين بين مؤيد ومعارض لهذا النمط من العمليات.

وفي الوقت الحالي فإن زراعة الوجه واقع قائم. وتعتبر الولايات المتحدة، فرنسا وتركيا دولاً رائدة في زرع الوجه الكامل.

ويُعد بيتر بتلر أستاذ الجراحة التجميلية في مستشفى «رويال فري» أول من اقترح هذا النهج من العمليات لمن تعرضت وجوههم لتشويه في مجلة لانسيتفي 2002. وكان الاقتراح مثاراً لجدل كبير حول أخلاقيات هذا الإجراء في ذلك الوقت.

ولأن العملية ليست سهلة وتحتاج إلى وفاة المتبرع فإن المحتاجين للعملية هم الناس الذين تعرضت وجوههم لتشوهات جراء الصدمات، أو الحروق، أو الأمراض، أو العيوب الخلقية. ويتم في العملية استبدال كل أو جزء من وجه الشخص المصاب.

الإجراء الطبي الحديث الذي بدأ مقترحاً في العام 2002، والتي بدأت في العام 1994 في البنجاب للطفلة سانديبكور التي تعرضت إلى لحادث فصل جلدة وجهها وفروة رأسها عن جمجمتها. ونجح الطبيب توماس أبراهام، في إعادة توصيل الشرايين وزراعة الجلد. أثارت جدلاً كبيراً في الأوساط الاجتماعية والطبية على السواء.

فكانت الأوساط العلمية تجادل هل مثل هذه العمليات ضرورية لإنقاذ الحياة أم لا. فالرافضون لها يبررون رفضهم بأن المصاب سيخضع مدى الحياة لتناول أدوية تُحجم من المناعة لكيلا ترفض هذا الوجه المزروع، مما يسبب تلفاً في أعضائه التي سلامتها تضمن له استمرارية الحياة. هذا من جهة، على صعيد آخر يحتاج الفريق الطويل لمدة أشهر قبل أن يقرر نجاح العملية.

في المقابل يضع الأطباء العاملون في المجال اعتبارات كثيرة في هذا النوع من العمليات كيلا تتعرض للفشل، وهذه الاعتبارات هي نوع نسيج البشرة، جنس المصاب، والعمر، ولون البشرة.

على صعيد آخر تتعالى أصوات أخرى تتساءل هل زراعة الوجه عملية أخلاقية أم لا؟ كما يحاجج هذا الفريق بأن هناك حالة نفسية وآلام يصعب على المريض تحملها. ويضيفون أيضاً أن حالات من الضيق قد تعتري أهل المتبرع المتوفى وأصدقاءه إذا رأوا ملامحه في وجه إنسان آخر.

ولا يقف المنتقدون عند هذا الحد، فيؤكدون أن هذه العمليات ليست للمحافظة على الحياة إنما فقط لتحسين شكل وجه المصاب.

على صعيد آخر، يجد المنتقدون أن زراعة الوجه قد تستخدم لأغراض غير نزيهة كتسهيل فرار المجرمين من العدالة عبر تبديل ملامحهم. ولعل فيلم «face- off» من بطولة نجمي هوليوود نيكولس كيج وجون ترافلوتا قائم على هذه الفكرة.

ومع كل هذه الانتقادات والجدل الواسع إلا أن هناك من يقول إن عمليات زراعة الوجه ضرورة.

العدد 4189 - الإثنين 24 فبراير 2014م الموافق 24 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً