جاء سقوط برشلونة الأخير أمام ريال سوسيداد في الليغا الإسبانية ليؤكد وجود مشكلة في هذا النادي العتيد والعريق والكبير وخصوصا مع ما فعله طوال 7 سنوات في حقبة صبغها بلونه وحقق ما عجز عنه أي ناد أوروبي طوال عقود من الزمن.

سقوط «البرشا» لم يكن عاديا وخصوصا مع المستوى المتهالك أو الضعيف الذي ظهر به على رغم أن الكثيرين أرجعوا هذا السقوط إلى التشكيلة غير المقنعة التي لعب بها مدربه الأرجنتيني تاتا مارتينو، وبغض النظر عن صحة ذلك من عدمه، فإن هذا التبرير هو المشكلة الحقيقية في هذا النادي الكبير، إذ إن غياب البديل الناجح أو القادر على ملء الفراغ في حال غياب اللاعب الأساسي أو النجم.

وهذه النقطة «غياب البديل» هي واحدة من الأسباب وليست جميعها، وظهرت منذ مواسم مضت ولكنها أخذت في التوسع والظهور على السطح في الموسمين الأخيرين، ولعل سياسة الإدارة «الكاتالونية» هي سبب ذلك نتيجة عدم دخولها سوق الانتقالات بقوة ومنافسة نظيراتها في الأندية لتعزيز قدرات الفريق وتدعيم صفوفه بلاعبين قادرين على سد الثغرات التي يخلفها غياب النجوم.

ومنذ ما يزيد عن 3 مواسم والفريق «الكاتلوني» يعاني من المشكلة الدفاعية وخصوصا مع افتقاده لعملية التجديد عدا ضمه للظهير الأيسر البا، والفريق يضم بعض العناصر الجيدة ولكن عدم حصولهم على فرصتهم في اللعب بصورة كبيرة جعلهم يفتقدون للخبرة المطلوبة، ومتابعو الكرة الأوربية عموما يدركون جيدا أن برشلونة يملك قوة هجومية ولكن مشكلته الكبرى هي ضعف دفاعه وهشاشته نتيجة تقدم السن ببعض لاعبيه ومنهم بيكيه وبويول وادريانو وماسكيرانو، بالإضافة إلى تقدم سن نجومه الكبار انييستا وتشافي.

ومن ضمن الأسباب التي ربما ساهمت في تراجع برشلونة خلال الآونة الأخيرة وبحسب الكثير من المحللين والنقاد العالميين هو المدرب مارتينو الذي لم يضف بحسب تأكيداتهم أية لمسة جمالية على الأسلوب الذي يلعب به، وعلى أرض الواقع ومن خلال المستطيل الأخضر فإن الفريق افتقد للفاعلية الهجومية «الفتاكة» التي كان يتمتع بها قبل نحو موسمين أو أكثر، وزد عليها غياب الهوية الفنية للفريق، إذ حفظت غالبية الخصوم التي يواجهها طريقة لعب الفريق ومكامن خطورته وقوته، وصار من السهل التفوق عليه وهو ما حدث فعلا أمام سوسيداد وغيرها من المباريات في هذا الموسم بالتحديد.

وأكثر ما لفت نظر المتابعين والمحللين والنقاد في أداء برشلونة خلال سقوطه أمام فالنسيا ومن ثم سوسيداد هو عدم قدرة الفريق على فرض نسق معين للمواجهتين وعدم قدرة لاعبيه على تطبيق أسلوب اللعب المفضل لديهم وخصوصا أسلوب الضغط على حامل الكرة في جميع جوانب الملعب وهو ما أفقده القدرة على تسيير نسق ونمط معين في المباراتين.

وإذ أشير إلى تلك النقاط أو الجزئيات والتفاصيل الفنية فإن المدربين واللاعبين أيا كانوا عليهم الاستفادة منها وخصوصا في حال وجود رغبة في تطوير المستوى والقدرات الخاصة بهم، وختاما فإن برشلونة قادر على العودة وبقوة متى ما ظهر لاعبوه بمستواهم ونجح مدربه في إعادة صياغة أوراقه جيدا على الأقل في الفترة الأخيرة من الموسم والتي ستشهد مواجهات نارية سواء في دوري ونهائي كأس إسبانيا أو في دوري الأبطال.