كان لي الشرف أن ألتقي بعض المتطوعين في الأولمبياد الخاصة من خلال يوم التهيئة لبرنامج إعداد القادة الذي نظمته مجموعة من الشباب في الأولمبياد، وقبل ذهابي ظننتُ بأنني سوف ألتقي ببعض الشباب الذين لا يزيد عددهم عن العشرة أو ربما العشرين ممن يمثلون لوناً واحداً فقط من المجتمع، ولا يعني هذا انتقاصاً بهذه الفئة العمرية النشطة أو بقدراتها وعطائها أبداً، ولكنه ظنٌ جاء نتيجةً لواقعٍ مكتنزٍ بالمغريات والأنشطة الأخرى التي تستهدف هذه الفئة العمرية وتأخذ جلّ اهتمام كثير منها. ولكنني فوجئتُ بأن عدد المتطوّعين الذين قابلتُ قارب الأربعين متطوعاً، فضلاً عن اللجان العاملة، جميعهم انضموا لهذا النشاط الذي سيستمر عاماً كاملاً لأن لديهم رغبةً في العطاء وحب الخير ورغبةً في اكتشاف قدراتهم وقدرات من سيعملون معم.
أربعون متطوعاً تقريباً من طلبة الجامعة أو من حديثي التخرج، اجتمعوا تحت مظلة واحدة، فكانوا على استعدادٍ لتخصيص جزءٍ كبيرٍ من وقتهم وجهدهم في سبيل خدمة فئةٍ تحتاج إلى الكثير من الرعاية لتنتج إبداعاً، شهدناه خلال العام الماضي من خلال فوزهم بميداليات وجوائز عربية، وهم فئة ذوي الإعاقة الذهنية من اللاعبين الرياضيين.
أربعون متطوعاً تقريباً كانوا يمثلون المجتمع باختلاف ألوانه وأطيافه وآيديولوجياته وثقافاته، وعلى رغم الاختلاف بينهم إلا أنهم استطاعوا أن يكونوا «هارموني» جميلاً جداً حتى ظننتُ بأنهم أصدقاء منذ فترة طويلة، فلم تجفل فاطمة أمام نورة، ولا جنان أمام حسين، ولا عبد الله أمام منير، ولا أحمد أمام علي، بل كانوا أخوةً يجمعهم الهدف الواحد والروح الواحدة المتّقدة المتحمسة للآتي الجميل.
البرنامج الذي أعدته اللجنة المنظمة ليُنَفّذ خلال العام 2014، بدا زاخراً بأنشطة تنوّعت في شتى المجالات التي يحتاج إليها القائد الناجح، من محاضراتٍ وورشٍ تثقيفيةٍ وفعالياتٍ ترفيهيةٍ، أو تلك التي تهدف إلى اكتشاف وصقل الجوانب الإبداعية والفنية لدى المتطوعين والأعضاء، والتي سيقدّمها مجموعةٌ من المتطوعين أيضاً من المتخصصين في المجالات المعنية، وهو الأمر الذي يدعو للفخر؛ لأن بلادنا وعلى رغم كل ما تمر به من عواصف، مازالت زاخرةً بمن لا يولي المشاحنات السياسية والطائفية اهتماماً حين يعمل، بل يصبّ جلّ انتباهه لتحقيق أهدافه التي تعينه وتعين غيره على النجاح.
وما يدعو للإعجاب هو الاختيار السليم للمحاضرين ومقدّمي الورش؛ إذ كانت المدربة عبير سالم إحداهم، فقدّمت ورشةً حول فوائد العمل التطوعي على الفرد والمجتمع، وما ميّزها إضافةً إلى قدراتها الرائعة في التدريب هو أنها من فئة الصم، ممن تحدت الصعاب التي واجهتها منذ نعومة أظفارها، وقرّرت أن تتفوق في كل حياتها ابتداءً من دراستها التي أنهتها بتفوقٍ، وصولاً إلى دراستها القانون، على رغم كل السخرية التي تعرّضت لها، وأخيراً دخولها مجال التدريب ونجاحها فيه.
الأمثلة للمتميزين وللمتطوعين في بلادنا كثيرة، وهناك الكثيرون ممن ينتظرون دورهم اليوم ليبدعوا ويدخلوا مجال التطوع وعمل الخير، ولكنهم بحاجةٍ إلى التشجيع، ولمن يدلهم على الأبواب الكثيرة المفتوحة أمامهم وأمام غيرهم والتي لابد وأنها ستصقل شخصياتهم وتقوّيها.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4188 - الأحد 23 فبراير 2014م الموافق 23 ربيع الثاني 1435هـ
Ameen Alph
استاذه سوسن .. عندما الانسان يحصل على التقدير ينتج اكثر وبلا حدود .. اشكرك على ماكتبته هذا شرف لنا
Ameen Alph
استاذه سوسن .. عندما الانسان يحصل على التقدير ينتج اكثر وبلا حدود .. اشكرك على ماكتبته هذا شرف لنا
الحمدلله
المحاضره كانت مزيج جميل من الاستفادة والمرح، لك كل الشكر والتقدير استاذه ونتمنى استضافتك مجددا
Abdulla ALPs
تنتهي الاحرف والكلمات ولا استطيع أن اوفي بحق الاستاذة
شكراً لك على زيارتك لنا، وما تفضلتي به وسام نضعه على صدورنا
jenan ALPs
فزنا فيج وبمعرفتج استاذة وهذي شهادة نعتز فيها جميعا والتي ستضيف الكثير لرصيد برنامج إعداد القادة ... شكرا لك من الأعماق
احد متطوعي alps_bh
الهمتنا الاستاذة وكان حضورها معنا شرف، وشهادتها مصدر فخر، شكراً لك
والنعم فيهم
التطوع طريق شاق وهم اختاروه
لذلك نقول له ايضاً والنعم فيكم
الحمد لله
علمتنا المآتم معنى التطوع وامهاتنا غرسوا بنا معناه بسبب خدمتهم لاهل البيت
Alps
لنا الشرف بتواجدش معانا استاذة.....