أوقف النادي المضيف الترجي التونسي «المدجج بنجوم منتخب نسور قرطاج» مغامرة نادي داركليب الرائعة في بطولة الأندية العربية (32) للكرة الطائرة والتي اختتم أمس بتونس الشقيقة وذلك بعدما فاز عليه في المباراة النهائية بنتيجة (3/صفر). ليتوج للمرة الثانية باللقب العربي فيما اكتفى «أبناء الدار» بالإنجاز الرائع الذي تم تحقيقه ببلوغ النهائي وتحقيق الميدالية الفضية ليكرر بالتالي انجاز نادي النجمة الذي تحقق في العام 2003.

وقدم داركليب شوطا أول قوي وكان قريباً من تحقيقه لو لا أخطاء الاستقبال التي كانت سبباً رئيسياً في فقدانه. أما في الشوط الثاني، فكان داركليب نداً حتى منتصفه لكن بعد ذلك رجحت الخبرة التي عند صاحب الضيافة لتحقيقه دون نسيان دور الجماهير التي آزرت بكل قوة بهذه المواجهة.

في الشوط الثالث، عانى داركيلب من ضغط شديد في الكرة الأولى وهذا أضعف الشق الهجومي كثيراً. علماً بأن «أبناء الدار» اجتهدوا بحسب إمكاناتهم من أجل تقديم مباراة كبيرة.

وجاءت نتائج أشواط اللقاء بواقع: (28/26، 25/20، 25/17).

هذا، وشارك رئيس الاتحادين البحريني والعربي للكرة الطائرة الشيخ علي بن محمد آل خليفة ومساعد الأمين العام فراس الحلواجي في عملية تتويج الترجي وتقليد لاعبيه بالمداليات الذهبية. كما تم تقليد «أبناء الدار» الميداليات الفضية. ولاعبي الاتحاد المصراتي الليبي الميداليات البرونزية.

مجريات النهائي

بدأ الترجي بقوة منذ البداية مستفيداً من إرسال مروان الفهري الموجه والذي أربك كثيراً الكرة الأولى عند داركليب وأثر على الشق الهجومي فيما كان بلال بن حسين مؤثراً جداً من وسط الشبكة مستغلاً تفكك حوائط الصد (5/1).

غير أن داركليب نجح نسبياً من الدخول لأجواء اللقاء بفضل ضربات آلوني من وسط الشبكة والإرسال المؤثر الذي عول عليه الثنائي أيمن عيسى ومحمود حسن والذي هز الكرة الأولى عند الترجي (8/6).

واصل داركليب تحسنه ونجح تدريجياً من التعديل حتى أخذ بزمام المبادرة مستفيداً من قوة إرسال حمزة نقة ومن ثم محمد يعقوب فيما كان الكونغولي آلوني مؤثراً بالهجوم والصد أمام إلياس القرامصلي الذي أخرجه مدربه بعد تعدد أخطائه (17/13).

أجرى مدرب الترجي عدة تغييرات بهدف تقوية الصد وكان له ما أراد لأن الاستقبال بدأ يهتز عند داركليب بصورة لافتة وصعبت كثيراً الأداء الهجومي كما أن البديل شكري الجويني برز بتحقيق النقاط هجومياً حتى تعادلت النتيجة (20/20).

دخل الشوط في مرحلة من التقلبات فتارة يتفوق داركليب مستفيداً هذه المرة من نجاح محمد يعقوب بالهجوم وأيمن عيسى بالصد وأخرى يعود الترجي ويتقدم بعد اهتزاز كبير بالاستقبال جعل الضاربين يرتكبون الأخطاء المباشرة.

وعلى رغم عودة الأسبقية لـ»العنيد» إلا أنه لم يحسن التعامل مع هذه الأفضلية لأنه عاد وعانى بالاستقبال حتى من أبرز لاعبيه وهذا ساهم في حسم الشوط للترجي بنتيجة (28/26).

في الشوط الثاني، كان التكافؤ حاضرا في البداية. إذ عانى «العنيد» من ارتباك ملحوظ في الاستقبال وهذا أتعب كثيراً الشق الهجومي. لكن حمزة نقة برز بالهجوم والإرسال بوقت مناسب وشكل دخول آلوني للخط الأمامي قوة لداركليب (6/6).

وعلى رغم أن الترجي نجح في التقدم بعد نجاح أحمد القاضي بالصد والهجوم السريع ومعه الروسي ألكسندر من مركز (4) إلا أن إرسال مؤثر من محمد يعقوب أعاد «أبناء الدار» سريعاً كما أن حمزة نقة وعلي إبراهيم نجحا بمناسبتين هجومياً (10/9) لداركليب.

غير أن داركليب عاد مرة أخرى لحالة الارتباك الكبيرة بالاستقبال حتى من اللاعب الحر علي محمد، وهذا جعل الخيارات الهجومية قليلة ومعروفة للصد التونسي الذي برز بأكثر من مناسبة كما أن هشام كعبي بدأ يحقق النقاط هجومياً (14/11 ثم 21/16).

حافظ الترجي على هذا التفوق على رغم اجتهاد داركليب دفاعياً وبروز آلوني من وسط الشبكة إذ انتهى الشوط بإرسال مباشر بنتيجة (25/20).

في الشوط الثالث، كان التكافؤ هو سيد الموقف والسبب يعود لتبادل تحقيق النقاط مع تنوع في مصادر تحقيقها سواءً تعلق ذلك بوسط الشبكة أو أطرافها طبعاً بالإضافة لبعض الأخطاء بالإرسال خصوصاً (5/5).

لكن الترجي نجح سريعاً من أخذ زمام المبادرة مستفيداً من إرساله الموجه والذي أربك محمد يعقوب وعلي محمد كثيراً كما أن مروان الفهري بدأ بحصد النقاط من الهجوم والصد فيما افتقد داركليب لقوة علي إبراهيم إذ اضطر المدرب لإخراجه بعد سلسلة من الأخطاء (10/7).

وعلى رغم محاولات داركليب بالتقليص خصوصاً عبر آلوني وحمزة نقة إلا أن الأخطاء ضلت حاضرة وكل ذلك أفاد هشام كعبي ورفاقه الذين بدئوا يحققوا الأسبقية بفارق مريح جداً (16/11). علماً بأن التغطية الدفاعية كانت بأفضل حالاتها عند الترجي.

حافظ الترجي على تفوقه الصريح حتى انتهى الشوط بنتيجة (25/17).

عودة «أبناء الدار»

هذا، وستعود بعثة «أبناء الدار» إلى البلاد بإذن الله تعالى عند الساعة الثانية والنصف من فجر يوم غدٍ (الاثنين)، وذلك على متن إحدى طائرات الطيران المصري. إذ يتوقع أن تحظى البعثة باستقبال حافل من قبل أهالي «قرية داركليب» وذلك بعد العروض القوية التي قدمها الفريق بالاستحقاق العربي.