أصبحت الأمراض النفسية وزيادة الوزن والسمنة من المشاكل الصحية الرئيسية حول العالم، حيث أشارت الدراسات إلى أن السمنة من أهم عوامل الإصابة بمرض السكري وهي أيضاً عامل مهم من عوامل الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وغيرها من المشاكل الصحية الخطيرة.
زيادة الوزن والسمنة تنتج عن تداخل العديد من العوامل الوراثية والنفسية والاجتماعية التي تؤدي إلى تغيير في سلوكيات الشخص ونمط حياته ومن هذه العوامل على سبيل المثال أن كمية الأكل المقدمة للشخص الواحد في المطاعم أو في البيت قد تكفي لإطعام عدة أشخاص! وأصبحنا نكثر من تناول الوجبات السريعة واللحوم من غير الاهتمام بمعرفة مصدرها أو جودتها.
ولهذا السبب انتشرت في الآونة الأخيرة مراكز التغذية والتخسيس وبرامج الرجيم المختلفة مما شكل تحدياً كبيراً لأخصائيي التغذية وزاد من صعوبة الأمر والحيرة لمرضى السمنة في العثور على نظام رجيم فعال وآمن ومناسب.
والسؤال، ماهو أفضل نظام غذائي للرجيم؟ وهنا أطرح الزهد كنظام غذائي يطغي على جميع البدع السائدة. وليس الزهد في الأكل بتحريم الحلال ولكن لا مانع من ترك بعض المباحات أو التقليل منها لتهذيب النفس وكسر شهوتها كترك اللحوم أو التقليل منها قدر الإمكان. فيجب نصح مرضى السمنة بالابتعاد عن أكل اللحوم والتدريب على ضبط النفس والزهد في الأكل.
التغذية الصحيحة هي العامل الرئيسي في علاج الجسد. دون تغيير النظام الغذائي لدينا لا يمكن أن نتوقع تغييراً في الجسم. الزهد في تناول الطعام يمكن أن يكون علاجاً فعالاً لكثير من الاضطرابات الجسدية والنفسية. ورغم بطء النتائج إلا أن العلاج الغذائي هو العلاج الأكثر أماناً. والجدير بالذكر أن العديد من المصابين بالأمراض النفسية تتحسن حالتهم فور اتباع نظام غذائي نباتي أو عند التقليل من أكل اللحوم.
ذُكر في النصوص القديمة أن المواد الغذائية التي تؤكل تقسم لثلاث أقسام. يصبح الجزء الإجمالي البراز، يصبح الجزء الأوسط الجسد، ويصبح الجزء الخفي العقل.
في الفلسفة يعتبر العقل جوهر الغذاء، ووفقاً لمقولة «نحن ما نأكله»، ما نأكله يؤثر على عواطفنا، ويمكن أن يسبب الاضطرابات النفسية والجسدية. مثلما تؤثر العواطف الخطأ في الهضم وتسبب خللاً لدينا، يمكن للهضم الخاطئ أن يسبب خللاً في عواطفنا.
يجب علينا أيضا النظر في الصفات الروحانية للطعام الذي نأكله، في حين ينبغي الحرص على اختيار طبيعة الغذاء، ينبغي النظر في عوامل أخرى أيضاً، بما في ذلك إعداد الطعام، والجمع بين المكونات، والكمية، وتوقيت وجبات الطعام والوقت والمكان المناسبين لتناول الطعام.
والمزاج والحالة النفسية عند تناول الطعام كذلك أمر مهم، فتناول الطعام الجيد في حالة مزاجية سيئة يمكن أن يسبب المرض. ينبغي أيضاً إعداد الطعام بعناية ومشاعر طيبة.
يجب الاهتمام أيضاً بطريقة وأطباع تناول الطعام، وليس مجرد مسألة تجنب الطعام السيء، يجب علينا أيضاً تحسين عملية الهضم من خلال استخدام الأعشاب والتوابل.
الزهد هو نمط الحياة النقي الذي يعطي السلام وصفاء الذهن ويبدأ مع اتباع نظام غذائي نقي، الأطعمة الطازجة النباتية هي الخيار الأمثل بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في تحسين حالة الوعي النفسي لأنه يحسن العقلية والطاقة. وهذا النظام الغذائي أيضاً جيد لعلاج الاضطرابات النفسية والمزاجية لأنه يساعد على استعادة الانسجام والتوازن للعقل، ويتكون من الأغذية النباتية الغنية الكاملة التي لا تزعج العقل.
وقد بينت الدراسات المختلفة أن العامل الأهم في أي برنامج لإنقاص الوزن هو التغيير في نمط الحياة وكذلك تغيير نوعية الطعام ليكون صحياً بالإكثار من تناول الخضراوات والفواكه وتجنب الطعام الغني بالدهون والغني بالسعرات الحرارية، وكذلك بممارسة الرياضة.
إقرأ أيضا لـ "فاطمة المنصوري"العدد 4185 - الخميس 20 فبراير 2014م الموافق 20 ربيع الثاني 1435هـ
كلام سليم 100 %
تسلم الأستاذة على هذا المقال واتفق معها 100 %
مجبوس
والله من اكل المجبوس يدرو راسي على طول انام حشى حاطين فيه بنج وين الاكل الصحي والمجبوس موجود الله يسامح ام العيال في الاسبوع ثلاث مرات مجبوس