يمتاز التفاح الأميركي خصوصاً بلمعان وبريق ملحوظ يجذب أنظار الباعة والمشترين على حد سواء، ترى هل هناك سراً خفياً وراء ذلك، ولماذا لذلك النوع من التفاح بجانب أنواع الفواكه والخضراوات الأخرى مذاق وطراوة مختلفة تجعل الكثير من المستهلكين الإقبال على شرائها؟ أحد أسباب ذلك يرجع إلى قدرة الفاكهة والخضراوات، مع اتخاذ التفاح مثالاً، على الاحتفاظ بمحتواها من الماء بفضل ما تطلى به من طبقة شمعية رفيعة لضمان جودتها وقيمتها الغذائية أثناء تخزينها ونقلها حتى وصولها إلى مائدة المستهلك.
طبيعياً يملك التفاح المحصود حديثاً طبقة شمعية تحميه من تناقص وزنه ونداوته، إلا أن عملية غسل وتنظيف الفواكه في مرحلة ما قبل التغليف لإزالة بقايا التربة والكيميائيات الزراعية، تزيل ما يقارب النصف من الطبقة الشمعية الطبيعية، ويأتي مكان ذلك تعويضاً مادة شمعية أخرى طبيعية أيضاً تقوم على حفظ الفاكهة والخضراوات.
عادة ما تتم إضافة مادة تسمى (كارنوبا) أو الشمع البرازيلي إلى الفاكهة والخضراوات، وهي مادة شمعية تنتجها ورقات شجرة تنبت في ولايات تقع في الجانب الشمالي الشرقي من البرازيل، وتعرف كذلك بـ «ملكة الشمع» وهي في وضعها النقي تأتي في شكل رقاقة خشنة يتراوح لونها بين الأصفر والبني، وعادة ما يتم استخلاصها عن طريق جمع وتجفيف أوراق الكارنوبا، ومن ثم تكسيرها لفصل الشمع منها وبعدها تتم عملية التتنقية والتبييض.
مادة شمعية أخرى قد تستخدم في النطاق نفسه، تعرف بـ» شلاك» وهي عبارة عن مادة هيدروكربونية تفرزها أنثى حشرة «لاكا» على أشجار الغابات في كل من الهند وتايلند، وقد دخلت تلك المادتان في تصنيع العديد من المستحضرات الصيدلانية والجمالية، علماً بأن إدارة الغذاء والدواء الأميركية قد أجازت ورخصتهما وفرضت على محلات بيع الفواكه والخضراوات تشريع في مايو/ أيلول من العام 1994 يقضي بإدراج كافة الأنواع التي يتم طليها عند عرضها للمستهلك.
من هنا نخلص إلى القول إن تلك المواد الشمعية مكونات آمنة يمكن تناولها، وهي بطبيعتها مواد غير قابلة للهضم ويتخلص منها جسم الإنسان طبيعياً، إلا أنه من الأهمية بمكان غسلها بالماء البارد كافة الخضراوات والفواكه قبل أكلها.
بقي هنا أن نجيب على هاجسين مهمين، وهما طبيعة السائل المستخدم عند تحضير تلك المادة الشمعية، وعلاقته بما يتوارد من معلومات تربط بين تشميع الفواكه والخضراوات والتسرطن، من ناحية، ومن جهة أخرى معرفة ما إذا كان إضافة أية مضادات فطرية أخرى في مرحلة ما بعد الحصاد، حيث إن هناك الكثير من تلك المضادات منها ما تم اختباره معملياً من قبل هيئة حماية البيئة الأميركية إن كان تم الترخيص باستخدامه بعد العام 1958، أما الجزء الآخر قبل ذلك العام تم عرفاً اعتباره آمناً استناداً لعدم ورود أو ملاحظة أي أعراض غير محبذة أو أثار سمية أو تسرطنيه.
ذلك السائل المذيب يعرف بـ «مورفلين»، وهو في حالاته الطبيعية غير مضر وقد وجدت الدراسات أنه عند تفاعله كيميائياً مع مادة النيتريت الموجودة في غذائنا تنتج مادة الـ «ان-نيتروسومورفلين» التي أثبتت دراسات أجريت على الفئران سمّيتها وسرطنتها، ولكن لا توجد دلائل لحدوث ذلك الأثر لدى الإنسان.
خلاصة القول هنا، إن المادة الشمعية في حد ذاتها غير مضرة وغير قابلة للهضم كما سبق وأن أشرنا، وأن السائل المذيب، إن استخدم، في حدوده المسموح بها عالمياً، ليس له أثر يذكر حسب ما يتوافر من معرفة حالية، وأنه من الواجب الرقابي ومن منطلق المسئولية المجتمعية من جهة موردي ومستوردي الغذاء، تضمين البطاقة الإعلامية لما يتم تعليبه وتغليفه من فواكه وخضراوات وغيرهما، معلومات وافية عن أية إضافات خصوصاً المضادات الفطرية تفصيلاً، فهناك البعض منها مثل «بينومل»، الذي صنفته وكالة حماية البيئة الأميركية على أنه «عامل مسرطن محتمل للإنسان».
إقرأ أيضا لـ "محمد حسين أمان"العدد 4185 - الخميس 20 فبراير 2014م الموافق 20 ربيع الثاني 1435هـ
لزيادة الاطمئنان
بالنسبة ولزيادة الاطمئنان أقوم لتقشير التفاح
شكرا دكتور
شكرا جزيلا دكتور على التوضيح
فبعض المستهلكين يعيشون في قلق بسبب بعض الشائعات التي تنتشر بخصوص الماده الشمعيه التي تطلى بها فاكهة التفاح الأمريكي ، وقد انتشر مقطع فيديو يتحدث عن هذه الماده أثار مخاوف الناس