منذ أن بلغت عامي الثاني اعتاد أن يكافئني والدي بشراء حيوان أو طير أو سمكة في عيد ميلادي أو عند إنجازي لأي عمل جيداً، وخصوصاً عند تحقيقي للتفوق الدراسي... كبرت وأنا أتلقى تلك الأنواع من الهدايا، حتى أصبحت تربية الحيوانات هوايتي المفضلة، ومع مرور الوقت تطورت بأن تصبح تجارة ومشروعاً اقتصادياً مهماً بالنسبة لي.
فتربية الحيوانات في المنزل، وخصوصاً إن كانت لديكم مساحة مناسبة، ومع محافظتكم وبكل تأكيد على نظافة المكان الذي توجد فيه، مفيدة جداً للمربي ولأفراد أسرته سلوكياً واقتصادياً... سأعطيكم مثالاً من واقعة تجربتي الخاصة، فأنا بدأت بدجاجة وديك حتى أصبح لدي 12 دجاجة بياضه وأربعة ديكة.
هذا العدد الكبير من الطيور نهتم بأموره أنا وإخوتي، فإن أعطيت مهمة إطعام الدجاج لأحدهم والنظافة للآخر، وثالث لجمع البيض كل يوم، وهكذا.... فهذا سيربي سلوكهم في تعلم المسئولية، طبعاً هذا لن يمر من دون أن تتعلم أنت بنفسك العطاء، بأن تمنح كل من ساعدك مكافأة، كأن تعطيه مقابلاً لعمله: صوصاً صغيراً يسجل باسمه أو بيضاً لوجبة إفطاره أو حتى مكافأة مالية من مردود بيعك لبعض البيض.
هذا بالنسبة للإخوان، أما بالنسبة لك شخصياً، فهذا سيساعدك في أن يكون ليك مشروع ومال مستقل ربما تستطيع من خلاله التخفيف من المصاريف الملقاة على عاتق ذويك.
أما بالنسبة للأهل فأعتقد أن استفادتهم أقل، ولكنها مفيدة جيداً، فطعام تلك الطيور بدل أن يكلف العائلة، هو سيكون من فائض الأطعمة التي سيرمونها في سلة النفايات وبذلك يكونون قد ارتكبوا سلوكاً خاطئاً بعد احترامهم لتلك النعمة التي منحهم إياها الله.
هذا مثال بسيط قد تجنيه الأسرة عندما تربي حيواناً طائراً ما، من المثال السابق ستعلمون أصدقائي أن تربية الحيوانات والطيور ليست مجرد هواية، بل هي مشروع جميل جداً.
جعفر عباس
15 سنة
العدد 4184 - الأربعاء 19 فبراير 2014م الموافق 19 ربيع الثاني 1435هـ
